التحرر ثم التحرير
الأحد - 28 يوليو 2024
Sun - 28 Jul 2024
السردية الأزلية التي كانت تروجها الصهيونية العالمية لوجودها في فلسطين، ما عادت قادرة على الحضور والتأثير في المخيال العالمي للنخب والعوام، خاصة بعد حرب غزة التي يعيش العالم فصولها المأساوية كل يوم.
المذابح الأخيرة في غزة ليست الأولى في التاريخ الإسرائيلي تجاه فلسطين وأهلها، والتي قد يتصور البعض أنها من غيرت المزاج العالمي تجاه إسرائيل، وإنما كان الصمود الفلسطيني في كل فلسطين هو من أعاد تموضع الفكر العالمي الإنساني الصحيح تجاه إسرائيل، والذي انعكس جزء منه في قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة، وقبلها في المظاهرات الطلابية في أمريكا في الأشهر القليلة الماضية.
صحيح أن إسرائيل ما زالت تتمتع بعافية قوية تمكنها من العدوان والتطاول على الجميع، ولكنها ليست بكامل عافيتها السابقة، والتي جعلتها الكيان المظلوم في وجدان الشعوب الغربية قاطبة في العقود الماضية.
زيارة نتنياهو الأخيرة إلى أمريكا يراها كثيرون محاولة من إسرائيل للملمة الطيف الأمريكي لمساندتها في أوضاعها الأخيرة، وجزء من هذه الرؤية صحيح، ولكن هذه الزيارة وذلك الخطاب وتلك العنجهية المنبرية المتلفزة، كانت وما زالت موجهة للداخل الإسرائيلي، الذي تغيرت تصوراته عن القوة العسكرية لدولته، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، والتي كشفت عوار أجهزة إسرائيل الأمنية، والتي مكنت ثلة مسلحة صغيرة، لتجوس مستوطنات الاحتلال على غلاف غزة، وتعود بتلك الغنائم الغريبة على صهوة دراجاتهم النارية وسيارات الدفع الرباعي البسيطة، في مشاهد غريبة تذكرك برامبو الأمريكي وبطولاته على الشاشة الذهبية.
خطاب نتنياهو الأخير يراه العقلاء حالة هستيرية من الزعيق والنعيق التي يمارسها هو وحكومته منذ بداية الحرب، وهو كذلك امتداد لعمليات القصف التي تطال المدنيين الأبرياء في غزة، هذه الصور التلفزيونية لتلك المجازر وأعمدة الدخان التي تنتج عن حالات القصف المتلفزة، تماثل تماما ذلك الحضور المنبري لنتنياهو في الكونجرس الأمريكي، كونه يحاول ترميم الحالة النفسية للمواطن الإسرائيلي الذي ما عاد يثق في جيشه ولا سياسيه الذين أصبحوا يقولون ما لا يفعلون، خاصة بعد أن تبين للعالم أن مقاومة الشعب الفلسطيني شيء لا مجال للاختلاف عليه، اليوم وغدا وبعد غد.
الشعب الفلسطيني الأعزل يدفع ثمن إيمانه بقضيته العادلة، والتجارب الإنسانية تؤكد أن الأرض تنتصر لأهلها ولو بعد حين، وأخطاء الماضي هي جزء من خارطة الطريق التي تمضي بكل شعب مقاوم للوصول إلى غايته السامية، في التحرر ثم التحرير.
alaseery2@
المذابح الأخيرة في غزة ليست الأولى في التاريخ الإسرائيلي تجاه فلسطين وأهلها، والتي قد يتصور البعض أنها من غيرت المزاج العالمي تجاه إسرائيل، وإنما كان الصمود الفلسطيني في كل فلسطين هو من أعاد تموضع الفكر العالمي الإنساني الصحيح تجاه إسرائيل، والذي انعكس جزء منه في قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة، وقبلها في المظاهرات الطلابية في أمريكا في الأشهر القليلة الماضية.
صحيح أن إسرائيل ما زالت تتمتع بعافية قوية تمكنها من العدوان والتطاول على الجميع، ولكنها ليست بكامل عافيتها السابقة، والتي جعلتها الكيان المظلوم في وجدان الشعوب الغربية قاطبة في العقود الماضية.
زيارة نتنياهو الأخيرة إلى أمريكا يراها كثيرون محاولة من إسرائيل للملمة الطيف الأمريكي لمساندتها في أوضاعها الأخيرة، وجزء من هذه الرؤية صحيح، ولكن هذه الزيارة وذلك الخطاب وتلك العنجهية المنبرية المتلفزة، كانت وما زالت موجهة للداخل الإسرائيلي، الذي تغيرت تصوراته عن القوة العسكرية لدولته، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر، والتي كشفت عوار أجهزة إسرائيل الأمنية، والتي مكنت ثلة مسلحة صغيرة، لتجوس مستوطنات الاحتلال على غلاف غزة، وتعود بتلك الغنائم الغريبة على صهوة دراجاتهم النارية وسيارات الدفع الرباعي البسيطة، في مشاهد غريبة تذكرك برامبو الأمريكي وبطولاته على الشاشة الذهبية.
خطاب نتنياهو الأخير يراه العقلاء حالة هستيرية من الزعيق والنعيق التي يمارسها هو وحكومته منذ بداية الحرب، وهو كذلك امتداد لعمليات القصف التي تطال المدنيين الأبرياء في غزة، هذه الصور التلفزيونية لتلك المجازر وأعمدة الدخان التي تنتج عن حالات القصف المتلفزة، تماثل تماما ذلك الحضور المنبري لنتنياهو في الكونجرس الأمريكي، كونه يحاول ترميم الحالة النفسية للمواطن الإسرائيلي الذي ما عاد يثق في جيشه ولا سياسيه الذين أصبحوا يقولون ما لا يفعلون، خاصة بعد أن تبين للعالم أن مقاومة الشعب الفلسطيني شيء لا مجال للاختلاف عليه، اليوم وغدا وبعد غد.
الشعب الفلسطيني الأعزل يدفع ثمن إيمانه بقضيته العادلة، والتجارب الإنسانية تؤكد أن الأرض تنتصر لأهلها ولو بعد حين، وأخطاء الماضي هي جزء من خارطة الطريق التي تمضي بكل شعب مقاوم للوصول إلى غايته السامية، في التحرر ثم التحرير.
alaseery2@