علي الصليبيخ

طريق الموت!

السبت - 27 يوليو 2024

Sat - 27 Jul 2024

من النعم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على الإنسان، أن يولد في أرض ووطن مليء بالمعالم السياحية والأثرية التاريخية، وقبل ذلك أن يتمتع في نعمة يفتقدها كثيرون في أوطانهم، وهي نعمة الأمن والأمان التي يتمتع بها المواطن السعودي في كل وقت.

والأجمل أن يكتشف معالم جميلة في محافظته التي ولد وترعرع فيها.

وفي هذا اليوم أريد أن أتحدث إليكم عن معلم سياحي وتاريخي يحمل كثيرا من الأهمية، هو موقع أثري عمره يبلغ من سنة 960 ميلادي حتى الآن، حدث به حدث سياسي في غاية الأهمية عام 1922، وهي معاهدة ترسيم الحدود بين بيرسي كوكس والملك عبدالعزيز.

أين يقع ذلك الموقع وما اسمه؟.

يقع في المنطقة الشرقية، بالتحديد تابع لمحافظة الأحساء، ويبعد تقريبا لزائريه من الأحساء نحو 75 كلم، وهو ميناء العقير الأثري والسياحي.

ميناء العقير ميناء جميل ويعد أقدم ميناء بحري في المملكة العربية السعودية، وموقع يتمتع بالهدوء وجمال الطبيعة، ويوجد به ميناء الملك عبدالعزيز (قصره) الذي يطل على البحار، على كل هذا الجمال والرونق الأكثر من رائع، ولن ينقص هذا الميناء ولا يخيف ويعيق السياح والزائرين إلا طريقه!.

نعم، عزيزي القارئ، طريقه هو من يعيق الآخرين، لماذا؟.

طريق العيون – العقير، يتجاوز عمر ذلك الطريق أكثر من 50 عاما!،
ويحمل كثيرا من المخاطر ومخاطر شنيعة.

طريق العيون – العقير، هو مسلك من منطقة العيون التابعة للأحساء، ويمتد ذلك الطريق نحو 75 كلم على قصر المسافة، إذا ما المخاطر؟

أولا: الطريق مسار واحد وضيق، إضافة إلى ذلك إنه ذهاب وإياب.

ثانيا: لا يوجد به نظام ساهر إطلاقا، لا يوجد ساهر للسرعة ولا للهاتف والحزام.

ثالثا: لا توجد إنارات ليلية للطريق.

رابعا: لا توجد سياج تمنع الجمال السائبة على الطريق.

خامسا: الطريق غير صالح للقيادة فيه، يحتاج إلى تجديد للاسفلت.

سادسا: يوجد مركز شرطة العقير لتشكيل نقطة تفتيشية قبل وصول السائح للميناء بحوالي 30 كلم، ولا توجد لائحة تنبيه، وبعده توجد مطبات ومخارج للطريق، لا توجد لها تنبيهات ولا أي تعريف نحو المخارج.

سابعا: الطريق طريق صالح للمتهورين على الطريق، وما قصدته بالمتهورين هم «المفحطون».

وما بعد ذلك؟، أصبحت هناك حوادث خطرة لأسر كثيرة زائرين، نتيجة اصطدام المركبة بالجمال السائبة، أو نتيجة اصطدام مركبتان إثر التجاوز، علما بأن ذلك الطريق يمنع التجاوز به، من المسببات التي تؤدي إلى الحوادث نتيجة المخاطر الـ7 التي ذكرتها.

وتم إرسال خطابات إلى وزارة العمل ووزارة النقل والجهات المسؤولة لتحسين حالة الطريق، لأنه أصبح طريقا يخطف الأرواح.

وهناك إحصاءات أن في بعض المناسبات كالأعياد تكون نسبة الحوادث بشكل يومي وأسبوعي، وسكان محافظة «الأحساء» والمناطق التابعة لها أصبحوا يطلقون اسما على هذا الطريق، وهو «طريق الموت».

وأصبح كثير من الأسر لا يزورون ذلك الموقع الجميل، والسبب طريقه.

أصبحوا يزورون شاطئ نصف القمر، أو كورنيش الخبر، أو الواجهة البحرية.

تشكلت في أذهان كثير من الأسر الأحسائية صورة نمطية نحو ذلك الميناء.

هل ما يزال طريق العقير بذلك الشكل؟ بعد ما رفع من خطابات.. إلخ، علما بأنه تمت الاستجابة لأمور مثل تجديد الاسفلت، ووضع سياج يمنع الجمال السائبة الخروج على الطريق، وتم إلغاء النقطة التفتيشية لهذا الطريق، نتيجة موت كثير من رجال الأمن بسبب الدهس، لأنه ـ كما ذكرت ـ لا توجد أي لائحة تنبيهية، وبعد قرار رفع غرامة مخالفة المتهورين قياديا «المفحطون» إلى 20 ألفا، تم انضباط كثير من المتهورين على ذلك الطريق وغيره، وهذه نقطة جبارة، فقط هذا ما تم عمله لطريق العيون – العقير.

وتم إنشاء طريق آخر لميناء العقير، مزود بجميع الخدمات للطريق، وأكثر أمنا من ناحية ساهر، والطريق مساران وليس ذهابا وإيابا، وموجود به أمن الطرق.

وبخصوص ميناء العقير، أخيرا تم الاهتمام والاعتناء به أكثر من السابق، كإنشاء مراكز حرس الحدود، وإنشاء بلدية العقير، وإسعافات، ومركز للطوارئ، والآن يتم ترميم ميناء الملك عبدالعزيز، وكثير من المهام والأمور التي تم الاهتمام بها عكس السابق.

وبالنسبة لطريق العيون – العقير، في رأيي أنه ما يزال خطرا، كما أنه طريق لأعمال الآخرين كشركة الكهرباء، أيضا بعد إنشاء الطريق الجديد لميناء العقير ما تزال الصورة النمطية في عقول وأذهان كثير من سكان محافظة الأحساء، لما تحمل من الألم والوجع نتيجة الأرواح العزيزة عليهم التي فقدوها على ذلك الطريق، تشكل لديهم ربطا مؤلما وذكرى مأساوية لما حدث في السابق، وميناء العقير كان عبارة عن رحلة مؤلمة!.

عزيزي القارئ.. ما الحل برأيك لمحو تلك الصورة عن الأذهان؟