رائد محمد المالكي

هويتنا بقاء أمتنا

الأربعاء - 24 يوليو 2024

Wed - 24 Jul 2024

الهوية تتكيف مع من يحبها، وتضيق وتتلاشى مع من ينسلخ منها، هي ليست مجرد مجموعة من العادات والتقاليد أو اللغة والثقافة، بل تجسيد للانتماء والشعور بالانتماء إلى مجتمع معين، ومن يحب هويته يبذل جهده في تعزيزها وإبرازها، يتعلم من ماضيه ويستمد قوته منه، ويعيش حاضره بكل فخر واعتزاز.

في المقابل، من ينسلخ عن هويته يشعر بفقدان جزء من نفسه، يفقد الاتصال بجذوره وتاريخه، ويجد نفسه في حالة من الضياع والتشتت، فالهوية تتغذى على الحب والانتماء، وتضعف أمام النسيان والتجاهل، إنها مثل شجرة تحتاج إلى رعاية مستمرة، إلى ماء الحب والاهتمام، وإلى تربة الارتباط والاعتزاز.

على كل فرد أن يدرك أن هويته هي جزء لا يتجزأ من كيانه، وأن حفاظه عليها هو حفاظ على ذاته، فعندما يعتني الإنسان بهويته، فإنها تزهر وتثمر، تزداد قوة وثباتا، وتمنحه شعورا بالفخر والأمان.

الهوية ليست ثابتة في الماضي، بل تتحرك بنشاط وتتطور وتتكيف مع الزمن، تأخذ من الماضي وترنو إلى المستقبل مع الحفاظ على أصالتها، لتبقى دائما مرآة لنفوسنا وجذورنا.

علينا أن نعي بأهمية الهوية الوطنية، ونعمل على تعزيزها ونقلها للأجيال القادمة؛ لنضمن تماسك مجتمعنا واستمرارية قيمنا وثقافتنا العريقة.

من خلال إبراز تاريخنا وثقافتنا، وتعزيز الفخر بالإنجازات التي حققها أسلافنا.

يجب أن نستثمر في تعليم أبنائنا أهمية الهوية الوطنية، ونشجعهم على المشاركة في الأنشطة التي تعزز هذا الانتماء، سواء من خلال الدراسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية، فبهذا الأسلوب، نضمن استمرارية قيمنا وثقافتنا، ونبني جيلا يحمل فخر هويته الوطنية ويعمل على تطويرها.

إن الهوية الوطنية هي الرابط الذي يجمعنا ويوحدنا، وهي الحصن الذي نحتمي به ضد أي محاولات لطمس تاريخنا أو تشويه صورتنا، فلنواصل العمل على تعزيز هذه الهوية ونقلها للأجيال القادمة؛ لأنها ليست مجرد ذكرى للماضي، بل هي أساس نبني عليه حاضرنا ومستقبلنا.

في الختام، يجب أن ندرك أن الحفاظ على الهوية الوطنية يتطلب منا جهودا مستمرة وتعاونا جماعيا؛ فلنكن جميعا سفراء لهويتنا، نعمل على تعزيزها في كل جانب من جوانب حياتنا، ونجعل منها مصدر فخر لنا ولأبنائنا، حتى تظل دائما منارة تهدينا وتلهمنا.

@RAED_ARN