بندر عبدالعزيز المنقور

ضرورة إصلاح المناهج الدراسية لمرحلة ما قبل الجامعة لمستقبل أكثر أمانا

الثلاثاء - 23 يوليو 2024

Tue - 23 Jul 2024

تشهد المملكة نسبا متزايدة ومثيرة للقلق من الحوادث المؤسفة التي تتعرض لها أجيالنا الشابة، إذ لا تزال حوادث المرور سببا رئيسيا للوفاة والإصابات بين الشباب الذين يواجهون أيضا تحديات صحية غير مسبوقة، بدءا من صراعات الصحة العقلية، وحتى الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، ويفقد الكثير من الجيل الحالي حس المسؤولية الاجتماعية؛ وهذا ما يوضح حاجة مناهج ما قبل الكلية إلى الإصلاح الشامل، والحاجة الملحة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التثقيف في مجالات الصحة، والسلامة المرورية، والتربية الاجتماعية من أجل إعداد الطلاب لحياة شاملة ومسؤولة.

من هذا المنطلق أقترح تطوير محتوى تعليمي جديد ضمن 3 موضوعات، وهي: التوعية الصحية الشاملة، والتوعية بالسلامة المرورية، وزرع المسؤولية الاجتماعية.

أولا: لقد حان الوقت ليعمل المعلمون وصانعو السياسات والمجتمعات معا لبناء مستقبل لا يتفوق فيه أطفالنا أكاديميا فحسب، بل يشعرون أيضا بأهمية الصحة والسلامة، ويعون ضرورة اتباع قواعد السلامة على الطرق، لا سيما التقيد بإشارات المرور، وارتداء أحزمة الأمان، واستخدام معابر المشاة، وارتداء الخوذات، وفهم سلامة الدراجات، ومخاطر إرسال الرسائل النصية، وغيرها من عوامل التشتيت أثناء القيادة.

من هذا المنطلق يمكن لمنهج قوي في السلامة المرورية أن يغرس السلوك المسؤول والوعي واحترام قواعد المرور منذ سن مبكرة، ما يقلل إلى حد كبير من الحوادث المأساوية.

ثانيا: من خلال دمج التعليم الصحي الشامل في وقت مبكر، سنعزز جيلا يعطي الأولوية للصحة، فمع ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، من الضروري غرس العادات الصحية في وقت مبكر، ومعرفة الأسباب الأساسية لبعض الأمراض، وسبل الوقاية من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة، وتحسين نمط الحياة، والتأكيد على أهمية الفحوصات المنتظمة، والفهم الصحيح لمؤشر كتلة الجسم وأهميته، وكيفية الحفاظ على وزن صحي من أجل الوقاية من الأمراض، وتعزيز الصحة النفسية والعقلية من خلال التعرف إلى علامات التوتر والقلق والاكتئاب للوصول إلى أسلوب حياة سليم.

ثالثا: المواطنة النشطة ضرورية لمجتمع منتج، هنا أرى أهمية غرس العمل التطوعي، وتعزيز مشاركة الطلاب ومسؤوليتهم الاجتماعية من أجل التعامل مع أقرانهم والعالم من حولهم على وجه أفضل؛ ما سيعزز بدوره بناء العلاقات بين أطياف المجتمع كافة، وسيسهم في حل مشكلات المجتمع، وسيساعد في تطوير مسؤولية المراهق الذاتية والاجتماعية من خلال العمل بعد المدرسة في الأنشطة اللامنهجية.

في الختام، أظن أن هناك الكثير من الموضوعات المهمة التي من الممكن إدراجها في محتوى الطلاب التعليمي، ولكني أقترح هذه القائمة الأولية التي أراها تسهم في تطوير جيل متمكن ومسؤول وقادر على مواجهة تحديات الحياة.