برجس حمود البرجس

المملكة ورحلة الطاقة المتجددة

الثلاثاء - 23 يوليو 2024

Tue - 23 Jul 2024

سمعنا خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية عن 25 مشروعا في «الطاقة المتجددة» لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ومن الرياح، بعض هذه المشاريع اكتمل وبدأ الإنتاج، وبعضها تم التعاقد على إنشائها، وبعضها في مراحل الطرح للمشروع.

وكانت هذه المشاريع بأنواع مختلفة وقدرات أيضا مختلفة. في هذا المقال سأجتهد بعد بحث واستشارة لتوضيح حجم هذه المشاريع وتحويل لغة الأرقام إلى لغة نفهمها.

أولت المملكة اهتماما كبيرا بجعل البيئة من المحاور الأساسية التي تبنتها في مستهدفات ومشاريع رؤية السعودية 2030، واستهدفت تنويع مصادر الطاقة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على الأنواع المختلفة لمصادر الطاقة، واختارت المملكة أن تكون مبادرة في الأدوار الحيوية والدفع بالحلول المبتكرة للطاقة، بالإضافة إلى المحافظة على الاقتصاد والبيئة وتحقيق مستقبل مستدام وريادي.

وضمن أعمال المملكة والتي بدأت تنفذها ضمن اهتماماتها بالبيئة والمحافظة على الموارد الأخرى المتنوعة، أولت اهتماما كبيرا بالطاقة المتجددة -وهي الطاقة الشمسية والطاقة من الرياح- لتكون بديلا لجزء من مصادر توليد الكهرباء، حيث استهدفت المملكة أن يكون حوالي 50% من إنتاجها للكهرباء في عام 2030م من الطاقة المتجددة.

بالإضافة إلى ما ذكرته في المقال، أيضا تركز وزارة الطاقة على تطوير قطاع الطاقة المتجددة لتحقق للمملكة السعر الأكثر تنافسية على مستوى العالم في مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

أكملت المملكة 7 مشاريع للطاقة المتجددة وربطتها بشبكة الكهرباء، وتبلغ السعة الإجمالية لإنتاجية هذه المشاريع 4.1 جيجاوات، فيما تم ترسية 14 مشروعا للطاقة المتجددة بسعة إجمالية للإنتاجية تقدر بـ 15.2 جيجاوات، وتم مؤخرا طرح 4 مشاريع بسعة إجمالية للإنتاجية 3.7 جيجاوات.

المجموع الكلي حتى اليوم 25 مشروعا، بسعة إجمالية لإنتاج 23 جيجاوات.

ماذا تعني هذه الأرقام؟
تمثل هذه السعة الإجمالية لإنتاجية الكهرباء من الطاقة الشمسية والطاقة من الرياح حولي (23 جيجاوات) أي ما يمثل 25% من إنتاجية المملكة للكهرباء، أي منتصف الطريق إلى مستهدف عام 2030م، وهو استهداف 50% من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة.

ولكي نجعل هذه الأرقام واضحة للجميع وبلغة مختلفة، تمثل السعة الإجمالية لإنتاجية مشاريع الطاقة المتجددة -حتى اليوم- والتي تم اكتمالها وربطها بالشبكة والمشاريع التي تم ترسيتها والمشاريع التي تم طرحها، والتي تبلغ سعتها الإجمالية لإنتاج 23 جيجاوات، حيث تكفي عند ربطها بالشبكة لتزويد 4.3 ملايين منزل بالكهرباء.

وهذا الرقم - بالصدفة - يطابق عدد مساكن الأسر السعودية (للتوضيح، المملكة بها 4.2 ملايين أسرة سعودية).

وعند ذكر «السعة الإجمالية الإنتاجية» المقصود هنا قدرة إنتاجية المعامل في حال تم استغلالها بالكامل وفي أفضل الظروف وأفضل الأحوال الجوية وسطوعه وعمودية الشمس، وهبوب الرياح بأفضل حال.

وهذه - السعة الإجمالية الإنتاجية - هي المؤشر والمعيار المعتمد عالميا، ولكن تضع المملكة وغيرها من الدول بالحسبان بأن الأجواء لا تكن دائما بأفضل حال سواء على الطاقة من الشمس أو الطاقة من الرياح، وكذلك الظروف الأخرى ذات العلاقة بالإضافة إلى الهدر بسبب نقل الطاقة وتوزيعها داخل المدن.

نحن في منتصف الطريق إلى 2030 ومنتصف الطريق إلى تحقيق مستهدف الطاقة البديلة في 2030، رغم توقعي إلى أننا سنتخطى مستهدف 2030 قبل العام 2030م، أو ربما نزيد من الطاقة البديلة بين 2030م-2040م مع استمرار تطور الآليات والتقنيات وانخفاض أسعار الإنتاجية.

نفخر جميعا بهذا المنجز ونشعر بالاطمئنان إلى مستقبل الأجيال، هذا القطاع يضاف إلى بقية القطاعات التي ستتكامل مع حلول عام 2030م لتشكل منظومة تنموية اقتصادية صناعية لوجستية تسهم في تحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، للمملكة وسكانها.

Barjasbh@