حسين باصي

مقياس TRL: هل هو فعلا المعيار الذهبي لقياس نضج التقنيات؟

الثلاثاء - 23 يوليو 2024

Tue - 23 Jul 2024

في عالمنا المعاصر، المتسارع والمتجدد، أصبحت التكنولوجيا هي المحرك الأساسي للتقدم والتنمية.

ومع هذا التطور المتسارع ظهرت الحاجة إلى أدوات ومقاييس تساعدنا على تقييم مدى نضج التقنيات الجديدة ومدى استعدادها للطرح في الأسواق.

ومن بين هذه الأدوات يبرز «مقياس مستوى الجاهزية التكنولوجية» (TRL)، والذي تم تطويره في سبعينيات القرن الماضي من قبل وكالة ناسا الأمريكية.

بدأ استخدام مقياس TRL في وكالة ناسا لتقييم مدى جاهزية التقنيات الجديدة للاستخدام في برامجها الفضائية.

ومع مرور الوقت، لاقى هذا المقياس قبولا واسعا وتبنته العديد من المؤسسات والشركات حول العالم.

يتكون المقياس من تسعة مستويات، تبدأ من المستوى الأول الذي يمثل المراحل الأولى للبحث والتطوير، وتنتهي بالمستوى التاسع الذي يمثل التقنية التي تم اختبارها بنجاح في بيئة التشغيل الفعلية.

لا شك أن مقياس TRL يقدم العديد من المزايا، فهو يساعد على تحديد مدى تقدم التقنية وتحديد المخاطر المحتملة، كما يساهم في تسهيل التواصل بين المطورين والمستثمرين.

ومع ذلك، يواجه المقياس بعض الانتقادات، فهو يركز بشكل أساسي على الجانب التقني ويتجاهل الجوانب الأخرى مثل قابلية التسويق والتأثير الاجتماعي.

كما أنه قد لا يكون مناسبا لجميع أنواع التقنيات، خاصة تلك التي تتطور بسرعة كبيرة.

في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، قد يكون من الضروري إعادة النظر في مقياس TRL وتطوير مقاييس جديدة تأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى التي تؤثر على نضج التقنيات.

على سبيل المثال، يمكن تطوير مقاييس تقيس مدى استعداد السوق لتبني التقنية الجديدة، أو مقاييس تقيس التأثير الاجتماعي والبيئي للتقنية.

يبقى مقياس TRL أداة قيمة لتقييم نضج التقنيات، ولكن يجب استخدامه بحذر مع الأخذ في الاعتبار نقاط قوته وضعفه.

وفي عالم يتغير باستمرار، يجب أن نكون مستعدين لتطوير أدوات جديدة تساعدنا على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.

HUSSAINBASSI@