حملة كراهية أوروبية ضد روسيا

محلل أمريكي: حملة أوكرانية عبر «إكس» تلقى تجاوبا في القارة الصفراء وخارجها
محلل أمريكي: حملة أوكرانية عبر «إكس» تلقى تجاوبا في القارة الصفراء وخارجها

الثلاثاء - 23 يوليو 2024

Tue - 23 Jul 2024

يرى المحلل الأمريكي بيتر روتلاند أنه في الوقت الذي تواصل فيه روسيا قصفها الوحشي للمدن الأوكرانية، بما في ذلك هجومها على مستشفى أوخماديت لعلاج الأطفال من السرطان في العاصمة كييف، ربما يبدو أنه لا حاجة على الإطلاق للسؤال عن السبب وراء كراهية الأوكرانيين لروسيا، وكيف يؤثر هذا على الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

وقال روتلاند، أستاذ علوم الإدارة الحكومية في جامعة ويسليان الأمريكية ومحرر المجلة الأكاديمية ناشونالتيز بيبرز، وهذا العام هو أستاذ زائر في جامعة مانشستر، «في الشهر الماضي بدأت أوليسيا فيليبينكو، وهي محررة موقع الكتروني مقره في كييف في نشر سلسلة من التغريدات على منصة إكس بعنوان (إنني أكره روسيا والروس تماما قبل الجميع)، ودعت الأشخاص إلى عرض صورة توضح السبب وراء كراهيتهم لروسيا».

احتلال روسي
أضاف روتلاند، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنترست الأمريكية، أن الموقع جذب بسرعة بضع عشرات من المنشورات، معظمها من أشخاص في دول أوروبية كان الاتحاد السوفيتي السابق قد قام بغزوها.

وتظهر الصور دباباتسوفيتية تحتل عددا من المدن الأوروبية (العاصمة المجرية بودابست في 1956، والعاصمة التشيكية براغ في 1968)، أو مقابر جماعية عقب الاحتلال السوفيتي (فنلندا في 1940 أو دول البلطيق في 1940 و1945.

ونشر شخص من الدنمارك صورة للدمار الذي أصاب جزيرة بورنهولم التي حررها السوفييت من الاحتلال النازي في 1945، ولكنها تحولت إلى أنقاض خلال عملية التحرير.

ونشر شخص سويدي لوحة لمعركة بولتافا في 1709، والتي كانت نقطة تحول في الحرب الشمالية العظمى بين روسيا والسويد.

حرب مخزية
مما لا شك فيه أن الحرب الحالية قد أججت الكراهية لروسيا - وللروس - بين الكثير من الأوكرانيين.

والكراهية ليست شعورا يتم عادة مناقشته في تجمع لرفاق مهذبين، وحاليا لا يسمح بالكراهية في مجتمع مدني وينظر إليها على أنها ظاهرة سلبية ومدمرة، ولكن في مجتمع في حالة حرب، حيث يكون بقاء البلاد على المحك، ربما يتم التغاضي عن كراهية العدو، أو حتى التشجيع عليه من جانب الدولة، ورأينا هذا في الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الحربين العالميتين، رغم أنه بعد النصر، عده الكثيرون جزءا مخزيا لتجربة الحرب.

ويقول روتلاند «اعتدنا على رؤية الكراهية كسمة محورية للنظم الاستبدادية، وما زلنا نشعر بارتياح أقل في التعامل مع الكراهية عندما تظهر في المجتمعات الديمقراطية».

رهاب روسيا
اشتكت روسيا منذ أمد طويل من أن الغرب مذنب بـ«رهاب روسيا»، أي خوف غير منطقي ولا أساس له من روسيا.

والكراهية التي تعبر عنها فيليبينكو مختلفة لأنها ليست خوفا غير منطقي لتهديد وهمي، ولكنها رد نابع من أعماق القلب على خوف حقيقي للغاية من عنف مادي فعلي ضد مجتمع المرء.

وتوضح مارينا بيمينوفا من جامعة تامبيري الفنلندية أن كل الدول الاسكندنافية المجاورة لروسيا لديها كلمة خاصة بها بشأن الخوف من روسيا، مختلفة عن رهاب روسيا، وفي السويد هذه الكلمة هي ريسكرك، والتي ظهرت في 1907، وفي فنلندا هذه الكلمة هى فينايابيلكو أو الأكثر عامية هي رسيابيلكو.

وغالبا ما يقال إنه يتعين علينا أن نميز بين الدولة الروسية والشعب الروسي، حيث يمكن للمرء أن يدين الدولة دون كراهية الشعب.

وينطبق الشيء نفسه على الثقافة الروسية.

ضحايا هتلر
ردا على ذلك، يشير الأوكرانيون إلى أن بوتين ما كان يستطيع شن هذه الحرب دون قدرته على حشد المجتمع الروسي.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية من الروس إما غير مكترثين بالحرب أو يدعمون بنشاط هجوم النظام على أوكرانيا.

ويبدي الكثير من الروس، بمن في ذلك بعض المعارضة الليبرالية في المنفى، استعدادا لتصوير الروس العاديين على أنهم ضحايا نظام بوتين، ومن ثم يبرئون أنفسهم من المسؤولية عن أفعال بلادهم.

ومثلما حدث في حقبة خمسينات القرن الماضي، عد الكثير من النمساويين والألمان أنفسهم ضحايا الحرب العالمية الثانية، مبرئين أنفسهم من أي لوم عن صعود الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.

حملة الكراهية.. لماذا؟
  • تأثير وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.
  • الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب أوكرانيا.
  • تصعيد الخطاب الأمريكي والغربي السياسي ضد روسيا.