عبدالمعين عيد الأغا

زيادة الوزن وضعف المناعة

الأربعاء - 17 يوليو 2024

Wed - 17 Jul 2024


يعمل الجهاز المناعي على حمايتنا من العوامل المسببة للأمراض، ويصبح أقل كفاءة عند التعرض لعدد من العوامل التي تؤدي إلى إضعافه، فهذا الجهاز عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معا للدفاع عن الجسم وحمايته من العدوى والأمراض، وبذلك فإن أبرز مهام جهاز المناعة مكافحة الأمور المسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات أو الفطريات، وإزالتها من الجسم، والتعرف على المواد الضارة من البيئة ومحاربتها، وأيضا محاربة التغيرات المسببة للأمراض في الجسم مثل الخلايا السرطانية.

والواقع أن هناك بعض العوامل المكتسبة التي تمهد لضعف الجهاز المناعي عند الكبار والصغار، ولكن ما يهمني في هذه المساحة صحة الأطفال بمختلف شرائحهم العمرية، فزيادة الوزن والسمنة لديهم يعتبر من مسببات ضعف الجهاز المناعي، إذ تفرز الأنسجة الدهنية سيتوكينات تعرف بـ»الأديبوكينات»، بعضها محفز للالتهابات وبعضها الآخر مضاد لها، فمع زيادة الوزن، فإن الأديبوكينات المحفزة للالتهابات تكون أقوى من المضادة، وذلك يؤدي إلى الإصابة بالتهابات مجهرية تضعف المناعة عندما تصبح مزمنة.

ولا شك أن طعام وشراب معظم الأطفال في وقتنا الحاضر أصبح ذات نوعية غير صحية ومحصورا بين زيادة كميات السكر والملح والدهون، فارتفاع استهلاك الأطعمة المصنعة التي تتضمن كميات كبيرة من الملح له تأثير سلبي على جهاز المناعة، إذ يقلل من وظيفة الخلايا المناعية؛ لذا ينصح بالحد من تناول الأطعمة والوجبات السريعة التي تحتوي على اللحوم المصنعة، ولا يختلف الحال في الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، فالاستهلاك المفرط للسكر يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي عن طريق تقليل فعالية خلايا الدم البيضاء المسؤولة في أجسامنا عن الدفاع ضد الأمراض، بينما نجد أن الأطعمة التي تحتوي على دهون عالية فوضعها أسوأ على صحة الجميع، ومن هنا ومع مرور الوقت يزداد الوزن تدريجيا ويصبح الفرد في موقف لا يحسد عليه، وتبقى النصيحة الجوهرية هي الحد من الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية، والتركيز على المنتجات الطازجة التي تفيد الجسم ولا تضره.
وما يزيد من مشكلة ضعف المناعة عند الأبناء الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية هو غياب الرياضة في حياتهم، وهذا الأمر يعزز ضعف المناعة أكثر، فالنشاط البدني يدعم الجهاز المناعي بعدة طرق ويساعده في تجنب زيادة الوزن ومحاربة الأمراض، فللتمارين الرياضية فوائد متعددة للجهاز المناعي، تشمل تنقية الرئتين والممرات الهوائية من البكتيريا، وإرسال الأجسام المضادة وخلايا الدم البيضاء إلى مجرى الدم، وإبطاء معدلات إفراز هرمونات التوتر.

أخيرا.. مع نصائح تفادي زيادة الوزن وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي هناك وصايا صحية مهمة للصغار والكبار لتقوية ودعم الجهاز المناعي ومن ذلك «النوم الصحي»، فقلة النوم تؤثر سلبا على الجهاز المناعي، فلابد أن يحصل الجسد على ساعات كافية من النوم وإلا فأنه سيعاني من عدة انعكاسات كرد فعل ومن ذلك تقلب المزاج، النعاس المتكرر، النوم القهري، عدم التركيز، وغير ذلك من الأعراض، ومن الإرشادات تجنب مصادر القلق والتوتر، تناول الماء بالشكل المطلوب إذ يساعد الماء في تقوية المناعة بصورة غير مباشرة من خلال المحافظة على رطوبة الجسم ومنع الجفاف الذي يؤثر سلبا على كفاءة الجهاز المناعي، بجانب تناول العصائر الطازجة وتجنب المعلبات السكرية، الحرص على تناول الفواكه والخضراوات لاحتوائها على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تعزز الجهاز المناعي، تجنب التدخين لكونه يزيد من خطر الإصابة بالعدوى عبر تدمير الأجسام المضادة من مجرى الدم، وهي البروتينات التي ينتجها جهاز المناعة لمحاربة العدوى الخارجية.