برجس حمود البرجس

المملكة تستضيف الأولمبياد الدولي للكيمياء

الثلاثاء - 16 يوليو 2024

Tue - 16 Jul 2024


«سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لنصنع شيئا مختلفا»، هذا ما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - في حديث سابق. في مثل هذه التجمعات، تتكون علاقات علمية لصفوة الطلاب الموهوبين من دول العالم المختلفة لتبادل الأفكار في المجالات العلمية وفرص التعاون والشراكات بينهم والتكامل في كل قطاع علمي، وتعزيز المفاهيم والممارسات للمجتمعات المعرفية واقتصاداتها.

تستضيف المملكة العربية السعودية - لأول مرة - الأولمبياد الدولي للكيمياء 2024م خلال الفترة 21-30 هذا الشهر - يوليو -، وتعتبر هذه المسابقة النسخة الـ 56، وهي من أهم المسابقات العلمية الدولية التي يتنافس خلالها طلبة المدارس الثانوية الموهوبون في علم الكيمياء على مستوى العالم، بهدف تحفيز اهتماماتهم الكيميائية والتنافس على حل المسائل الكيميائية المستقلة والإبداعية، وبث روح التعاون بين الطلبة، وتبادل الخبرات التربوية والعلمية المتعلقة بعلم الكيمياء.

يشارك في هذه المسابقة المنعقدة خلال هذا الشهر أكثر من 340 طالبا وطالبة، و400 أستاذ جامعي ومعلم متخصص في الكيمياء، من 90 دولة، وبتنظيم مشترك بين وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، وجامعة الملك سعود، وبرعاية حصرية من الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وتقام منافساتها في جامعة الملك سعود بالرياض.

تهتم المملكة في ظل دعم قيادتها الرشيدة بالمواهب والعلم والابتكار وتبادل المعرفة لتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية، ودعم الطلبة المبدعين الموهوبين السعوديين والسعوديات لتحقق من خلالها مستهدفات متخصصة تمكن المملكة من منافسة الدول المتقدمة في عالم الاختراعات والابتكارات، وتحقيق القيمة المضافة للابتكارات العالمية والاختراعات في مجال الكيمياء والبتروكيماويات ومكونات الدواء والعلاج والصناعة وغيرها.

في هذا الحدث العلمي المرتقب والذي استعد له طلابنا وطالباتنا في عدة مسارات، تتجه أنظارنا إلى تحقيق ميداليات ومنجزات نفخر بها، وتضاف إلى منجزات سابقة حصدها طلاب وطالبات سعوديين خلال مشاركاتهم في 13 مشاركة سابقة بالأولمبياد، حصدوا خلالها 39 ميدالية، منها 14 ميدالية فضية، و25 برونزية، وحقق المنتخب السعودي 4 جوائز عالمية في أولمبياد الكيمياء الدولي 2023م الذي أقيم في سويسرا العام الماضي.

استعدت مؤسسة «موهبة» لهذا الحدث العلمي المرتقب وفق عدة مسارات متوازية، تشمل تعزيز التنسيق مع شركائها لاستضافة استثنائية تليق بمكانة المملكة، وإعداد الطلبة الموهوبين للمنافسة القوية، وتحقيق إنجازات جديدة باسم الوطن.

عين مؤسسة «موهبة» على كرم الاستضافة الاستثنائية التي تليق بمكانة المملكة، وعينها الأخرى على تحقيق جوائز تليق بمكانة المملكة لتحقق من مستهدفاتها التي تسهم في اكتمال رؤية السعودية 2030 والتي تصنع مكانا علميا وبحثيا وابتكاريا للمملكة تنافس بها مع الدول المتقدمة لنصنع للعالم «شيئا استثنائيا». أيضا، تأمل «موهبة» من هذه الفرصة لتبادل الخبرات مع صفوة العالم في علم الكيمياء.

بإضافة إلى مشاركة الدول في الأولمبياد والهدف السامي للإثراء المعرفي، سيتضمن جدول الاستضافة تعريف المشاركين بالمملكة علميا وثقافيا وسياحيا، فبرنامج الاستضافة والذي يمتد لـ 10 أيام يحتوي على فعاليات متنوعة ورحلات علمية وثقافية وسياحية لأماكن مختلفة، بالإضافة إلى زيارات لرعاة هذا الحدث الدولي المهم، حيث سيطلع المشاركون على التقدم العلمي والصناعي الكبير للمملكة في مجال الكيمياء.

من وجهة نظري الخاصة، فمع تقدم المملكة ونجاحها في جذب استثمارات أجنبية مالية وصناعية وتعدينية وغيرها، وجذب سواح أجانب، وجذب لاعبين كرة أجانب ورياضات الكترونية وجذب مناسبات رياضية وترفيهية، إلا أن المملكة لم تغفل عن استضافة ملتقيات ومؤتمرات اقتصادية وبيئية وزراعية واستثمارية وصناعية، واستضافة «النواة» الأساسية -العلم والابتكار- مثل هذا «الأولمبياد الدولي للكيمياء». إن دل هذا على شيء، فإنه يدل على اهتمام المملكة بالتقدم العلمي والابتكاري والمساهمة في تقديم خدمات للبشرية في جميع أنحاء العالم سواء كانت في العلاج والدواء أو في الصناعة والكيمياء والبتروكيماويات.



Barjasbh@