دماء بنسلفانيا تمهد طريق ترمب للبيت الأبيض

مراقبون: حادث إطلاق النار يزيد من شعبية الرئيس السابق ويرفع نسبة التعاطف معه
مراقبون: حادث إطلاق النار يزيد من شعبية الرئيس السابق ويرفع نسبة التعاطف معه

الثلاثاء - 16 يوليو 2024

Tue - 16 Jul 2024


توقع مراقبون أن تمهد محاولة الاغتيال التي تعرض لها دونالد ترمب في ولاية بنسلفانيا الطريق أمامه نحو البيت الأبيض، وتساهم في فوزه في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.

ويعد كبير الباحثين في مركز «هادسون» للأبحاث بواشنطن ريتشارد ويتز، أن محاولة الاغتيال ستمنح ترمب زيادة في شعبيته على المدى القصير بسبب التعاطف معه، والشجاعة التي أظهرها.

وتأتي نجاة ترمب وزيادة أسهمه بالتواكب مع مطالبات أمريكية عدة بانسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة والدفع بنائبته كامالا هاريس لمنافسة المرشح الجمهوري.

ونال ترمب تعاطفا عالميا كبيرا، وكانت شجاعته مثار عدد من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، فيما ما زال البعض يتحدث عن الأسباب الحقيقية لمحاولة الاغتيال.

قبضة ترمب
حدد مكتب التحقيقات الفدرالية هوية الشخص المتورط فيما وصفها بمحاولة اغتيال ترامب، وقال إنه يدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر (20 عاما) ومن منطقة «بيثيل بارك» بولاية بنسلفانيا.
وخرج ترمب في وقت سابق من المستشفى، بعد نقله إليه مصابا في أذنه اليمنى جراء إطلاق النار، كما شوهد في ساعة مبكرة أمس، يترجل من طائرته دون مساعدة، حسب مقطع مصور نشرته نائبة مدير الاتصالات لفريقه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد بدأ ترمب (78 عاما) للتو خطابه عندما دوى إطلاق النار، حيث أمسك بأذنه اليمنى ثم أنزل يده لينظر إليها قبل أن يجثو على ركبتيه خلف المنصة ويغطيه أفراد جهاز الخدمة السرية، ثم هرب بعد حوالي دقيقة، وأمكن سماعه وهو يقول «انتظروا، انتظروا» قبل أن يلوح بقبضته في الهواء.

الرئيس الشجاع
وصف ويتز ما قام به ترمب بالتلويح بقبضة يده بأنه جعله يبدو شجاعا للغاية، وقال «أعتقد أن إصراره على الوقوف رافعا ذراعه وما إلى ذلك، جعله يبدو شجاعا للغاية».
ومع ذلك قد لا تستمر المواقف الداعمة لترمب، وفق ويتز الذي أضاف «إذا كان مؤتمر الحزب الجمهوري هذا الأسبوع متعصبا للغاية، قد لا يستمر ذلك».
ويعتزم الحزب الجمهوري عقد مؤتمرا في ميلووكي بولاية ويسكونسن من 15 إلى 18 يوليو الحالي، لإعلان ترمب مرشحا رئاسيا للانتخابات التي ستجري في الخامس من نوفمبر المقبل.
وقالت حملة ترمب في بيان نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه لا يزال يخطط لحضور المؤتمر، لكن من المؤكد أن محاولة الاغتيال ستغير الرسالة وجوهر المؤتمر، إضافة إلى الوضع الأمني، إذ إن التجمع الضخم سيشهد الإعلان عن ترشيح ترمب والإعلان عن نائبه في السباق الرئاسي، بهدف توحيد حزبه والأمة خلف رؤيته.

مظلومية جديدة
بدوره عد أستاذ العلوم السياسية المصري طارق فهمي، محاولة اغتيال ترمب فرصة له للتأكيد أمام جمهوره على مظلومية جديدة تضاف إلى مظلومياته السابقة، بما في ذلك محاكمته في تهم جنائية، وفقا لموقع «الحرة» الأمريكي.
وقال «بالتأكيد هذا الحادث سيكون له تأثير مباشر على ترامب، فمن الناحية الإيجابية سيستطيع أن يؤكد لجمهوره والتيار الشعبي الذي يمثله بأنه تعرض لمظلومية جديدة تستكمل تلك التي بدأت بمحاكمته، وهذا سيعزز شعبيته في ظل السباق الرئاسي».
وأدين المرشح الجمهوري في 30 مايو الماضي بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016، كما يواجه الرئيس الأمريكي السابق 3 لوائح اتهام أخرى صدرت بأوقات متقاربة في ميامي وواشنطن العاصمة وأتلانتا.

الترمبية الجديدة
أضاف فهمي أنه رغم أن المحاكمات المتعلقة بالتهم ما زالت قائمة، وهناك جدال قانوني وسياسي كبير، فإن هذا الحادث يمثل فرصة جيدة يمكن استغلالها، خاصة مع نجاحه في المناظرة الأولى واستعداده للمناظرة الثانية في سبتمبر المقبل.
وتابع «ترمب سيستغل هذا الحادث بشكل فعال، خصوصا في ظل التحديات التي يواجهها خصمه، بما في ذلك الشكوك بشأن إمكانية قيادة الولايات المتحدة مع تقدمه في السن».
ويؤكد هذا أيضا المحلل مبارك آل عاتي، الذي قال إن محاولة الاغتيال الفاشلة مثلت فرصة كبيرة لدعم حملة ترمب الانتخابية، واختصرت عليه طريقا طويلا، ويعتقد أنه في حال أجريت الانتخابات الآن فإن ترمب سيتجه نحو الفوز بالرئاسة، حيث زادت المحاولة من شعبية ترمب وستساهم في زيادة انتشارها، خصوصا أنه يعكس ما يسميه البعض (الترمبية الجديدة)، القائمة على تطهير ما يسمى بـ(الدولة العميقة)، وهي رؤية تلقى ترحيبا من قبل الكثيرين.

ضغوط بايدن
يرى فهمي أن الحادث قد يضيف المزيد من الضغوط على بايدن، الذي يمر بالفعل بمرحلة سيئة في الوقت الراهن في أعقاب المناظرة الكارثية، والمطالب بانسحابه من السباق الانتخابي.
وقال خلال حديثه «بايدن معرض لاحتمال استبداله كمرشح للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي يأتي في سياق داعم لترامب، الذي في كل الأحوال سيستثمر ما حدث والبناء عليه لتحقيق نتائج مهمة في الحملة الانتخابية، مما سيؤثر بشكل كبير على مسارها».
ويتفق مع هذا أيضا آل عاتي الذي قال إن فرص بايدن تتضاءل بشكل كبير منذ المناظرة الرئاسية الأولى، إذ اتضح للبعض أنه لم يعد الخيار الأمثل»، وأضاف «محاولة الاغتيال جاءت لتزيد من ضآلة حظوظه (بايدن)، وقد يكون اجتماع الحزب في أغسطس المقبل فرصة لاستبداله، وإعادة ترشيح أحد الأسماء البارزة الأخرى في الحزب الديمقراطي».
ويواجه بايدن البالغ من العمر 81 عاما، المزيد من الضغوط خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع تعالي الأصوات التي تنادي بانسحابه من السباق الانتخابي من داخل الحزب الديمقراطي.

تطورات محاولة اغتيال ترمب:
  • قال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن ترمب فاز مسبقا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
  • بعث الملك تشارلز الثالث رسالة خاصة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بعد نجاته من محاولة اغتيال.
  • أكد ترمب أنه ألغى خططه بالحديث عن سوء الإدارة الأمريكية الحالية، من أجل إلقاء خطاب يدعو إلى الوحدة.
  • يواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي تتبع حادث إطلاق النار على تجمع ترمب الانتخابي باعتباره هجوما إرهابيا.
  • ترمب: كان يفترض أن أكون ميتا
  • قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في مقابلة مشتركة، إنه نجا من محاولة اغتياله بمعجزة، وأضاف «كان من المفترض أن أكون ميتا».
  • ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن ترمب القول «يقول الكثير من الأشخاص إنني ما زلت هنا بفضل الرب... ليس من المفترض أن أكون هنا، فمن المفترض أن أكون ميتا».
  • ونقلت صحيفة «واشنطن إكزامينر» عن ترمب القول إن حقيقة أنه التفت للإشارة إلى ملصق بشأن الهجرة، يحتمل أن تكون قد أنقذت حياته.
  • وأوضح في المقابلة المشتركة مع الصحف قائلا «نادرا ما أنظر بعيدا عن الحشود، لو لم أقم بذلك في تلك اللحظة، لما كنا سنتحدث اليوم، أليس كذلك؟».
  • وبحسب ما نقلته الصحيفة، قال ترمب «أخبرني الطبيب في المستشفى أنه لم ير شيئا كهذا من قبل، ووصف الأمر بالمعجزة».
انقسام أمريكي
في المقابل عد كبير الباحثين في مركز «هادسون» أنه لا تزال هناك فرصة للتنافس بين بايدن وترمب خلال السباق الرئاسي، وقال ويتز «الاستطلاعات تظهر أن الرأي العام منقسم بشكل كبير لدرجة أن هذه الأحداث، مثل محاولات اغتيال أحد المرشحين، والخوف من أن الآخر يعاني بسبب السن، وقرار المحكمة بأن أحد المرشحين ارتكب 34 جريمة، قد لا تؤثر على الاستطلاعات إلا بنسبة قليلة في أي اتجاه».
وأظهر استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية، نشرت نتائجه في الثاني من يوليو الحالي، أن الناخبين يفضلون ترمب على بايدن بـ6 نقاط مئوية، بنسبة 49% مقابل 43%.
وخلص استطلاع لرويترزـ إبسوس أجري عقب المناظرة، أن ترمب وبايدن يحتفظان بدعم 40% من الناخبين المسجلين، مما يشير إلى أن الرئيس الديمقراطي لم يفقد شعبيته بعد المناظرة.