غزاويون يفضلون الموت على ترك بيوتهم

350 ألفا رفضوا الهروب من الجوع والعطش وصمدوا في شمال القطاع المحاصر
350 ألفا رفضوا الهروب من الجوع والعطش وصمدوا في شمال القطاع المحاصر

السبت - 13 يوليو 2024

Sat - 13 Jul 2024


رغم النزوح المستمر للغزاويون بين الشمال والجنوب، هروبا من الموت والجوع والعطش، يصر الكثيرون على البقاء في بيوتهم حتى لو هدمت فوق رؤوسهم.

يقاوم الفلسطينيون الذين صمدوا في شمال غزة طوال 9 أشهر من الحرب والجوع الشديد، حملة جديدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، لإخلاء أكبر مدينة في القطاع، خوفا من الظروف السيئة في الجنوب، والقيود المحتملة على العودة.

وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن المنشورات الإسرائيلية التي تم توزيعها هذا الأسبوع في غزة، وكذلك الرسائل عبر الإنترنت والرسائل الهاتفية المسجلة، دعت المدنيين إلى التوجه جنوبا، في تكرار لمشهد بداية الحرب، عندما طلب الجيش الإسرائيلي من 1.1 مليون مدني في المدينة المغادرة قبل اجتياحه البري.

رفضوا النزوح
في المرة الأولى امتثل حينها أغلب السكان، متجمعين في المباني أو ناصبين للخيام في الجنوب، ولكن ما يصل إلى 350 ألف شخص بقوا في مدينة غزة، وكذلك في جباليا وبيت لاهيا المجاورتين، ولم تسمح إسرائيل لأولئك الذين غادروا إلى الجنوب بالعودة، تاركين وراءهم عددا أقل كثيرا من السكان.
ومنذ صدور الإشعار الأخير، والذي يحذر من أن مدينة غزة ستظل منطقة حرب خطيرة، لم يعبر سوى بضع مئات من المتبقين جنوبا، وفقا لتقديرات أولية من الأمم المتحدة.
وكان الإشعار واسع النطاق بشكل غير عادي، وخرج عن أوامر الإخلاء السابقة خلال الأشهر الـ6 الماضية، والتي كانت تطلب عادة من السكان مغادرة أحياء محددة، كما أنه يأتي في الوقت الذي عادت فيه القوات الإسرائيلية لمحاربة مسلحي حماس، الذين تقول إنهم أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق التي انسحبت منها قوات الجيش سابقا.

لا للمخاطرة
يقول بعض الناس في شمال غزة للصحيفة الأمريكية، بعد أن نجوا من القصف المكثف والقتال العنيف في الشوارع والحرمان الشديد لمدة عام تقريبا، إنهم يفضلون البقاء في منازلهم والمخاطرة، بدلا من السير في حرارة الصيف القائظ إلى الجنوب، حيث يتجمع معظم السكان في ظروف يائسة.
ووفقا لمسؤولين فلسطينيين وسكان غزة ومنظمات الإغاثة، فإن عددا من المدنيين، الذين التزموا بأوامر الإخلاء السابقة، وحتى أولئك الذين لجؤوا إلى ما تسميه إسرائيل مناطق إنسانية، لا يزالون يستشهدون في خط النار.
ويقول سكان آخرون إنهم يشعرون بأنهم ملزمون بالبقاء في الشمال، خوفا من أن يؤدي الإخلاء الكامل إلى تمهيد الطريق أمام إسرائيل لإعادة احتلال نصف قطاع غزة.

لا نتنازل
نقلت وكالة أنباء «رويترز» قصة رأفت جنينة، وهو أب لطفلين، لجأ مع أقاربه إلى البلدة القديمة بغزة منذ تدمير منزلهم القريب في الأسابيع الأولى من الحرب، مشيرا إلى أنه لن يفكر مطلقا في الذهاب إلى الجنوب، حتى في الوقت الذي تواجه فيه أسرته الاشتباكات المستمرة، والجوع المحتمل في الشمال.
وقال للصحيفة «لن أتخلى عن مدينتي وأكون سببا في احتلالها مرة أخرى»، فيما قالت جوناينا (33 عاما) «الرحيل يبدو وكأنه تنازل.. أنا أنتمي إلى هذه المدينة، ولا أحد يستطيع انتزاعي منها».
وعبرت نسمة الخور (24 عاما) عن ندمها لمغادرتها منزلها في حي الصبرة، بمدينة غزة مع والدتها وبعض شقيقاتها، حيث وصلوا إلى دير البلح، حيث كان والدها يحتمي، بعد 4 ساعات من المشي في حرارة الصيف للإقامة في خيمة سوداء مليئة بالحشرات، وقالت «كان البقاء في منزلي، حتى لو كان يتعرض للقصف، هو التصرف الصحيح، لكن والدتي كانت خائفة وأقنعتنا بالمجيء»، مضيفة «أسوأ قرار اتخذناه على الإطلاق».

ضحايا غزة حتى أمس:
  • 38,443 شهيدا
  • 14,520 مفقودا
  • 88,481 مصابا
  • 4 مجازر جديدة
  • 61 شهيدا آخر 24 ساعة
  • 129 شهيدا آخر 24 ساعة
  • 281 يوما من القصف

نزوح إجباري
شمل أمر الإخلاء الذي صدر الأسبوع الماضي في خان يونس ورفح ثلث مساحة قطاع غزة بالكامل، مما أثر على نحو 250 ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وأدت الأوامر اللاحقة التي صدرت في مدينة غزة، إلى إجبار بعض الناس على النزوح بشكل متكرر، وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 10 آلاف شخص استقروا على الشاطئ غرب مدينة غزة هذا الأسبوع.
وفي محاولة لإجبار الناس على مغادرة المنطقة، ذكر إشعار أيضا أن الناس لن يتعرضوا للتفتيش، وأثار ذلك نقاشا حادا بين الفلسطينيين عبر الإنترنت، حيث طالب البعض من الذين ما زالوا في الشمال بعدم المغادرة، بينما قال آخرون إن على الجميع أن يقرروا بأنفسهم.
وفي منشور على «فيس بوك»، قالت أسماء الغول «من السخافة محاولة توقع ما سيحدث، لا ينبغي لأحد أن يخبر الناس بما يجب عليهم فعله وأين يذهبون».

قصف الأطفال
بالتواكب، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس، استشهاد أكثر من 71 شخصا وإصابة 289 آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف نازحين في منطقة مواصي محافظة خان يونس جنوب القطاع.
وقالت الوزارة في بيان أورده المركز الفلسطيني للإعلام، إن حصيلة الشهداء مرشحة للارتفاع لوجود حالات إصابة خطيرة ما زالت الطواقم الطبية تتعامل معها.
ووفق المركز، قصف جيش الاحتلال بـ6 صواريخ عمارة سكنية على الطريق العام ما بين مفترق النص ودوار جامعة الأقصى في مواصي خان يونس، التي سبق أن حددها الاحتلال منطقة آمنة، قبل أن يجري شن أحزمة نارية وقصف خيام
النازحين وطواقم الدفاع المدني التي وصلت للإنقاذ.
وأكدت مصادر طبية أن بين الشهداء عددا كبيرا من المسنين والأطفال، ولا يزال يتوالى نقل المزيد من الضحايا والمصابين، موضحة أن من بين الشهداء 3 نساء وطفلة تم تحويلهم إلى مستشفى ناصر.