ياسر عمر سندي

القيادة المعرفية

الأربعاء - 10 يوليو 2024

Wed - 10 Jul 2024


تعددت المفاهيم والمعنى واحد إذا ما تحدثنا عن القيادة فهنالك تعاريف كثيرة وإشارات وفيرة لأكثر من من 200 تعريف في مجال التنمية البشرية والسلوك التنظيمي وفلسفة القيادة بمفهومها الشامل لا تقتصر على المنظمات ومجال الأعمال فقط بل هي واقع معايشة الحياة التي نمارسها كيف تدار على المستوى المجتمعي سواء كان الأسري أو العائلي أو على مستوى الصداقات فجميعها تحتاج إلى فهم واستيعاب فلسفة القيادة لدى أشخاص يكمن لديهم سر الشخصية القيادية من خلال سبعة ممارسات يمكن تعلمها وتطبيقها ونقلها لمن لديه الاستعداد المعرفي بـ 80% قبل التوريث الجيني الذي يتمثل بـ 20%.

فالقيادة المعرفية هي الإمكانات الخفية والقدرات الظاهرية للتعاملات السلوكية بالخبرات الحياتية والتجارب المجتمعية للتأثير على العلاقات البشرية لأحداث التغييرات الإيجابية.

أرى أن هنالك سبع حالات من الاستعدادات الكامنة يمكن للإنسان تبنيها وإدخالها ضمن طباعه السلوكية من خلال خبرات وتجارب من مواقف ماضية لتصبح عادات أصيلة يمارسها بصفة مستدامة تخلق لديه شخصية القائد المعرفي:
أولا: الوعي بالمرونة الانفعالية، وهي القدرة على تبني مفهوم استطاعة التعافي السريع انفعاليا نفسيا وذهنيا وجسديا جراء التعثر في الحياة؛ فالمشاعر تعتبر مقياسا يعطي مؤشرات لحالات الفرح والحزن والغضب والحب التي يعيشها الإنسان عند تعرضه للانتكاس ومن ثم العودة للحالة الطبيعية بصورة لائقة يربي الخبرة والتجربة الإنسانية التي تساعد على ترجمة السلوكيات اللفظية والفعلية والإيمائية الظاهرية مع الآخرين في التحدث والتصرف والتعبير لتعكس حالة الانضباط في التعامل.
ثانيا: الوعي بالتكيف المجتمعي، وهي فهم آلية التأقلم مع المتغيرات المحيطة سواء كانت عائلية أو مالية أو إدارية أو صحية من حيث استيعاب أنه لايوجد ثابت في الحياة فكل شيء متغير بين الموجود والمفقود يعطي ذلك قدرا من الصلابة النفسية لمواجهة التحديات وبالتالي التقبل والرضا.
ثالثا: الوعي بالتحديث الفكري، وهو إبقاء الحالة الذهنية في وضع الاستعداد لما هو جديد لتقبله من أفكار بدون أي رفض أو مقاومة مع القدرة على إحداث حالة من الموائمة والانسجام من مبدأ أهمية الاختلاف الفكري حتى لا يحدث الخلاف البشري.
رابعا: الوعي بالتعلم المستدام، وهو الشعور الإيجابي حال التقدم والاستمرار في التطور العلمي والتطوير المعرفي الذاتي الذي يعمل كالإنارة لخارطة الطريق بأساليب جديدة وأدوات حديثة.
خامسا: الوعي بأهمية الإبداع والابتكار، وهي الحالة اللاشعورية الدافعة والشعورية الداعمة لمتعة الخيال الإنساني وأهمية استحضار أحلام اليقظة حتى تصبح واقعا ملموسا يمكن تطبيقه وتجسيده.
سادسا: الوعي بحالة الابتسامة المستدامة تحت أي ظرف لأنها تعبر عن قوة التحكم والتوجيه السلوكي الإيجابي.
سابعا: الوعي باستحضار حس الدعابة المقنن بلا إفراط ولا تفريط في تغيير المواقف، يعمل ذلك على نشوء الشخصية الجاذبة.
هذه السباعية تصقل الشخصية المعرفية التي يحتاجها القائد العصري لإدارة المعوقات المجتمعية.




Yos123Omar@