وزارة التعليم والجهود المهدرة
الأربعاء - 10 يوليو 2024
Wed - 10 Jul 2024
تبذل وزارة التعليم جهودا جبارة للرفع بمستوى التعليم، والرقي بالفكر والهمم والمواهب، وهي أيضا مرنة متقبلة للاقتراحات، غايتها المصلحة العامة بعيدا عن الزهو الشخصي والعرجفة الوزارية.
فهي تسعى بخطى متسارعة ما بين تطوير المنهج المستمر، وتطوير المعلم المهني، وتفعيل واسع للتقنية.
غير أن النتيجة مخيبة للآمال، إحصائيا وميدانيا، فالفجوة عميقة بين هذا الجهد والمخرجات التعليمية.
فطلاب المرحلة الثانوية لا يفرقون بين الجملة الاسمية والفعلية، ولا يعرفون ترتيب الخلفاء الراشدين، أو أين يقع البحر الأحمر، أو حتى الاتجاهات الأربع، فضلا عن المعلومات التاريخية والأدبية.. فكيف بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة.
ولو عدنا إلى الوراء حيث عام 1405هـ كانت الميزانية 30 مليارا، والأساليب التعليمية تقليدية والتقنية معدومة والمناهج لم تتحدث زمنا، والمعلمون دون تطوير أو دورات والتعاميم شحيحة غير أن المخرجات مرتفعة جدا أكثر مما نتطلع.
واليوم ميزانية 200 مليار لم تسعف في الوصول إلى بعض ما نرجوا.
وبالتأكيد الأسباب عديدة لتعدد أطراف العملية التعليمية، وأظن أن المناهج من أهم أسباب هذه الفجوة، فمستوى الطلاب في المواد الأساسية التي تتطلب معلومات متتابعة متسلسلة ضعيفة جدا، مثل الكتابة والخط والإملاء والقسمة المطولة وجدول الضرب وأساسيات اللغة الإنجليزية وأساسيات الإعراب.
والسبب - في رأيي المتواضع - يعود للمبالغة في حشو المعلومات، ثم إعادة تكرارها فيما بعد، وهذا هدر للوقت والجهد، وتشكيل عقد للطلاب يصعب حلها.
وأقرب مثال على ذلك، الدرس الأول للصف الأول الابتدائي، ففيه حرف الميم بكل أشكاله الثلاثة، مع الحركات الثلاث والمدود الثلاثة،عليه أن يتقن هذه المهارات التسع في حصتين، ثم الدرس الثاني بعد حرف الميم، أسماء الإشارة هذا وهذه والتفريق بينهما!
والغريب أن الدرس الأول في الصفحة المائة، والصفحات السابقة لتعلم التلوين والتوصيل بين الأشكال، لماذا لا يكون تعليم الحركات والمدود قبل الحروف، ثم تطبيقها على الحروف، ولماذا لا يأخذ الحرف أسبوعا كاملا لإتقانه، بدلا من ضغط الطالب والمعلم وولي الأمر، ثم تخصيص الترم الثالث بكامله للمراجعة !
لست أفهم هذه السياسة، إنها ملل للمعلم، وللطلاب وضياع وقت للأقل فهما؛ لأنه قد تكونت لديه عقد ذهنية من الصعب حلها.
لا أنكر فوائد التكرار والمراجعة، لكنها بلا فائدة إذا كانت بعد التكدس والمبالغة في عرض المعلومات، خاصة التي تحتاج إلى تطبيق.
فلماذا لا تعطى المعلومة حقها في الشرح والفهم والحفظ، ثم تكرار مراجعتها لعدم النسيان، لا لإعادة الحفظ والفهم.
والعجيب أنه كلما زاد جهد الوزارة اتسعت الفجوة وتقلصت الحصيلة التعليمية.
فهي تسعى بخطى متسارعة ما بين تطوير المنهج المستمر، وتطوير المعلم المهني، وتفعيل واسع للتقنية.
غير أن النتيجة مخيبة للآمال، إحصائيا وميدانيا، فالفجوة عميقة بين هذا الجهد والمخرجات التعليمية.
فطلاب المرحلة الثانوية لا يفرقون بين الجملة الاسمية والفعلية، ولا يعرفون ترتيب الخلفاء الراشدين، أو أين يقع البحر الأحمر، أو حتى الاتجاهات الأربع، فضلا عن المعلومات التاريخية والأدبية.. فكيف بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة.
ولو عدنا إلى الوراء حيث عام 1405هـ كانت الميزانية 30 مليارا، والأساليب التعليمية تقليدية والتقنية معدومة والمناهج لم تتحدث زمنا، والمعلمون دون تطوير أو دورات والتعاميم شحيحة غير أن المخرجات مرتفعة جدا أكثر مما نتطلع.
واليوم ميزانية 200 مليار لم تسعف في الوصول إلى بعض ما نرجوا.
وبالتأكيد الأسباب عديدة لتعدد أطراف العملية التعليمية، وأظن أن المناهج من أهم أسباب هذه الفجوة، فمستوى الطلاب في المواد الأساسية التي تتطلب معلومات متتابعة متسلسلة ضعيفة جدا، مثل الكتابة والخط والإملاء والقسمة المطولة وجدول الضرب وأساسيات اللغة الإنجليزية وأساسيات الإعراب.
والسبب - في رأيي المتواضع - يعود للمبالغة في حشو المعلومات، ثم إعادة تكرارها فيما بعد، وهذا هدر للوقت والجهد، وتشكيل عقد للطلاب يصعب حلها.
وأقرب مثال على ذلك، الدرس الأول للصف الأول الابتدائي، ففيه حرف الميم بكل أشكاله الثلاثة، مع الحركات الثلاث والمدود الثلاثة،عليه أن يتقن هذه المهارات التسع في حصتين، ثم الدرس الثاني بعد حرف الميم، أسماء الإشارة هذا وهذه والتفريق بينهما!
والغريب أن الدرس الأول في الصفحة المائة، والصفحات السابقة لتعلم التلوين والتوصيل بين الأشكال، لماذا لا يكون تعليم الحركات والمدود قبل الحروف، ثم تطبيقها على الحروف، ولماذا لا يأخذ الحرف أسبوعا كاملا لإتقانه، بدلا من ضغط الطالب والمعلم وولي الأمر، ثم تخصيص الترم الثالث بكامله للمراجعة !
لست أفهم هذه السياسة، إنها ملل للمعلم، وللطلاب وضياع وقت للأقل فهما؛ لأنه قد تكونت لديه عقد ذهنية من الصعب حلها.
لا أنكر فوائد التكرار والمراجعة، لكنها بلا فائدة إذا كانت بعد التكدس والمبالغة في عرض المعلومات، خاصة التي تحتاج إلى تطبيق.
فلماذا لا تعطى المعلومة حقها في الشرح والفهم والحفظ، ثم تكرار مراجعتها لعدم النسيان، لا لإعادة الحفظ والفهم.
والعجيب أنه كلما زاد جهد الوزارة اتسعت الفجوة وتقلصت الحصيلة التعليمية.