برجس حمود البرجس

سوق العمل واستقطابات القطاع الخاص «حراك ونماء»

الثلاثاء - 09 يوليو 2024

Tue - 09 Jul 2024

حراك مستمر وتطور ملحوظ يشهده سوق العمل السعودي من مرحلة إلى أخرى، وأهم ملامحه ومرتكزاته الرئيسة تزايد إقبال القوى العاملة السعودية من الجنسين على القطاع الخاص، وهو ما يبشر بنشاط اقتصادي يجني ثماره شباب وشابات الوطن.

وهذا يؤكد في المقابل معدلات نمو إيجابية كبيرة يتمتع بها اقتصادنا الوطني، بما ينعكس على حجم سوق العمل الإجمالي، وبالتالي وضع المملكة ضمن الدول الأقل تغيرا في معدل البطالة على مستوى مجموعة العشرين منذ الربع الثالث من العام المنصرم، وبما يتوافق أيضا مع توقعات تقرير منظمة العمل الدولية الأخير المعنون بـ «التشغيل والآفاق الاجتماعية في العالم» تقرير مايو 2024م.

وحتى المتغيرات الحاصلة في سوق العمل السعودي، من المهم تقديم قراءة مبسطة – غير مجتزأة- حيال دلالات نشرة سوق العمل للربع الأول من العام 2024م، التي أصدرتها الهيئة العامة للإحصاء، وتؤكد حيوية الجهود المستدامة التي بذلتها منظومة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وانعكاسها إيجابيا على نتائج استمرار سوق العمل في التوسع باستقطاب الكوادر الوطنية، ضمن قوائم المشتغلين في القطاع الخاص، وانخفاض معدلات البطالة بين السعوديين، وارتفاع مستويات مشاركتهم الاقتصادية.

القراءة المركزة لإحصاءات نشرة سوق العمل الأخيرة، تؤكد انخفاضا في معدلات البطالة بين السعوديين والسعوديات خلال الشهور الثلاثة الأخيرة إلى 7.6%، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية عن الربع الأخير من العام 2023م، والبالغ 7.8%، ما يعني تحسن مناخ استقرار معدل البطالة لإجمالي السكان، والذي بلغ 3.5% بارتفاع طفيف لا يتعدى 0.1 نقطة مئوية عن العام الماضي.

ونذكر أنفسنا بأن المملكة تستهدف خفض مستوى البطالة إلى 7% في 2030م.

أكثر ما جذب انتباهي أثناء الاطلاع على نتائج النشرة، هو ارتفاع معدل مشاركة السعوديين والسعوديات في القوى العاملة، ويعني ذلك بصريح العبارة من أن بيئة العمل التي بذلتها الوكالات المتخصصة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أضحت جاذبة وذات مرونة أكثر من أي وقت مضى، وهو تعبير عن نجاح حلول وبرامج وتشريعات التوطين التي قدمتها الوزارة من حيث زيادة معدلات التوظيف وفقا لمستهدفات برنامج التحول الوطني، أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030.

وعلينا أيضا ألا نغفل ما يقدمه صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» من برامج دعم التدريب والتمكين والإرشاد، والتي تجاوزت تكلفتها 2.13 مليار ريال، استفاد منها نحو 1.1 مليون سعودي وسعودية، ما أسهم في تسجيل مشاركات أعلى للسعوديين والسعوديات في سوق العمل، ليصل بين الإناث إلى 35.8% في الربع الأول من العام الحالي 2024م، بزيادة 0.8% عن الربع الرابع من عام 2023م، وبين الذكور إلى 66.4% بزيادة بلغت 1% خلال نفس الفترة.

أما أفضل ما خلصت إليه نتائج نشرة سوق العمل الأخيرة، يتثمل في الرغبة الحقيقية بين السعوديين والسعوديات وحرصهم على المشاركة في تنمية الوطن كقوى عاملة ومنتجة، تسهم في بناء الوطن ونمائه وازدهاره.

Barjasbh@