فاهم يا حمار
الأحد - 07 يوليو 2024
Sun - 07 Jul 2024
في أحد الأيام اختلف الذئب مع الحمار على لون العشب، فالحمار يرى لون العشب أصفر، فيما السيد الذئب يرى أن لونه أخضر، والأمر هنا يستحق التفكير، فالحمار من آكلات العشب، فالمنطق يقول إن رأيه أهم بحكم الاختصاص، ولكي يضعا حدا لهذا الخلاف الوجودي ذهبا للأسد ليحكم بينهما، وفعلا بدأت المحاكمة وكل أدلى بدلوه وسمعت المرافعات، وتهيأ الجميع للنطق بالحكم، وكان الحكم المفاجأة، إذ حكم الأسد على الذئب بسجن شهر مع النفاذ، وبراءة الحمار، وبعد نهاية الجلسة بادر حيوان صحفي بسؤال الأسد عن حكمه المخيب للآمال، متسائلا: سيدي أليس لون العشب أخضر؟ هنا تبسم الأسد وأجاب: بلى لونه أخضر، قالوا: إذا لماذا حكمت على الذئب هذا الحكم القاسي وهو لم يخطئ؟ قال: صحيح إنه لم يخطئ بلون العشب لكنه أخطأ عندما ناقش الحمار!
القصة هنا كما هي في كتب التراث التي تستنقص دوما من الحمار زميلنا الذي يساعدنا على قسوة الحياة ويواجه معنا نفس المصير أمام الحيوانات المفترسة، ومع هذا نحب الحيوانات المفترسة، وأنا هنا لا أدافع عن الحمير، لكنني أدافع عن أصدقائي الحمير، ففي تقرير نشر مؤخرا تبين أن أسعار الحمير ارتفعت بنحو 300% في عدد من البلدان الأفريقية، وتراجعت أعداد الحمير في 3 من دول الجنوب الأفريقي من نحو 800 ألف قبل 10 سنوات إلى أقل من 350 ألف في الوقت الحالي، وفقا لـ «سكاي نيوز»، وسبب النقص إقبال الصين على شراء الحمير، في الوقت الذي تذهب فيه الحمير للصين بعقود احتراف عالية مازلنا ننظر لكلمة حمار بأنها شتيمة رغم أننا لم نجد عقودا احترافية حتى في «القيصومة»!
الخبر يقول إن عاملين في مجال الطب البديل اعترفوا بسوق ضخم على جلود الحمير التي تستخرج منها مواد ومركبات تدخل في إنتاج أدوية وعقاقير نادرة وغالية السعر، فكر قليلا ماذا قدم عقلك قبل جلدك للإنسانية أيها الكائن البشري!
في السياسة يحضر الحمار بكامل أناقته بصفته شعارا ورمزا للحزب الديمقراطي الأمريكي، وتم استخدام رمز الحمار القوي والفخور بنفسه كشعار يميز الديمقراطيين لأول مرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عندما ترشح الرئيس الأمريكي أندريو جاكسون لكسر هيمنة الحزب الجمهوري مما أثار سخرية الجمهوريين ووصفوه بأنه «حمار» في إشارة تعبيرية عن الغباء والكسل، لكن جاكسون الذي فاز في الانتخابات حول وصف منافسه بأنه «حمار» بشكل إيجابي، واعتمده شعارا لحملته الانتخابية، إذ يرى أنه الأقرب للناس وهمومها.
أما الأغرب فهي قصة حمار في ولاية كاليفورنيا الأمريكية يدعى «ديزل»، هرب من صاحبه وانضم لقطيع من الغزلان، حيث تبناه القطيع، واندمج هو بدوره مع الأصدقاء الجدد، وأصبح يتصرف كغزال، في نظر نفسه وليس «في عين أمه» كما ترى والدة القرد، وفي النهاية صديقي «الحمار» عندما يحاول أحدهم أن يقلل من شأنك بكلمة يا «حمار» فكن فخور بنفسك وبقدراتك ومواهبك، فاهم «يا حمار»!
Fheedal3deem@
القصة هنا كما هي في كتب التراث التي تستنقص دوما من الحمار زميلنا الذي يساعدنا على قسوة الحياة ويواجه معنا نفس المصير أمام الحيوانات المفترسة، ومع هذا نحب الحيوانات المفترسة، وأنا هنا لا أدافع عن الحمير، لكنني أدافع عن أصدقائي الحمير، ففي تقرير نشر مؤخرا تبين أن أسعار الحمير ارتفعت بنحو 300% في عدد من البلدان الأفريقية، وتراجعت أعداد الحمير في 3 من دول الجنوب الأفريقي من نحو 800 ألف قبل 10 سنوات إلى أقل من 350 ألف في الوقت الحالي، وفقا لـ «سكاي نيوز»، وسبب النقص إقبال الصين على شراء الحمير، في الوقت الذي تذهب فيه الحمير للصين بعقود احتراف عالية مازلنا ننظر لكلمة حمار بأنها شتيمة رغم أننا لم نجد عقودا احترافية حتى في «القيصومة»!
الخبر يقول إن عاملين في مجال الطب البديل اعترفوا بسوق ضخم على جلود الحمير التي تستخرج منها مواد ومركبات تدخل في إنتاج أدوية وعقاقير نادرة وغالية السعر، فكر قليلا ماذا قدم عقلك قبل جلدك للإنسانية أيها الكائن البشري!
في السياسة يحضر الحمار بكامل أناقته بصفته شعارا ورمزا للحزب الديمقراطي الأمريكي، وتم استخدام رمز الحمار القوي والفخور بنفسه كشعار يميز الديمقراطيين لأول مرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عندما ترشح الرئيس الأمريكي أندريو جاكسون لكسر هيمنة الحزب الجمهوري مما أثار سخرية الجمهوريين ووصفوه بأنه «حمار» في إشارة تعبيرية عن الغباء والكسل، لكن جاكسون الذي فاز في الانتخابات حول وصف منافسه بأنه «حمار» بشكل إيجابي، واعتمده شعارا لحملته الانتخابية، إذ يرى أنه الأقرب للناس وهمومها.
أما الأغرب فهي قصة حمار في ولاية كاليفورنيا الأمريكية يدعى «ديزل»، هرب من صاحبه وانضم لقطيع من الغزلان، حيث تبناه القطيع، واندمج هو بدوره مع الأصدقاء الجدد، وأصبح يتصرف كغزال، في نظر نفسه وليس «في عين أمه» كما ترى والدة القرد، وفي النهاية صديقي «الحمار» عندما يحاول أحدهم أن يقلل من شأنك بكلمة يا «حمار» فكن فخور بنفسك وبقدراتك ومواهبك، فاهم «يا حمار»!
Fheedal3deem@