برجس حمود البرجس

تقرير «ندلب» السنوي 2023.. آفاق متجددة

السبت - 06 يوليو 2024

Sat - 06 Jul 2024

للمرة الأولى في تاريخ المملكة، يشكل الناتج المحلي غير النفطي 50% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن مساهمة أنشطة قطاعات برنامج «ندلب» شكلت 32% من الناتج المحلي غير النفطي.

هذه نتائج مبشرة بنجاح خطة التغيير نحو تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

مع نهاية 2023، بلغ إجمالي قيمة الصادرات غير النفطية، وهي أحد أهم المستهدفات، 454 مليار ريال، وبهذا الرقم تم تحقيق مستهدف عام 2025.

وبلغ حجم الاستثمارات أكثر من 520 مليار ريال خلال عمر البرنامج، منها 68 مليار ريال تمت خلال 2023.

بلا شك، أخبار مفرحة ونحن نرى رحلة تحقيق الرؤية تسير كما هو مخطط لها، ولكن بوتيرة أسرع.

خلال 2023، أطلق صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ 4 مناطق اقتصادية خاصة جديدة، ليصبح عدد هذه المناطق الاقتصادية الخاصة 5 مناطق، وهذا يسهم في تطوير وتنويع الاقتصاد السعودي وجذب الاستثمارات المحلية والخارجية، وفتح آفاق جديدة للمملكة.

ظهرت هذه النتائج، وغيرها من نتائج مبشرة بالخير، خلال تقرير «ندلب» وهو برنامج تطوير الصناعة والخدمات اللوجستية السنوي لـ2023، والذي أُعلن نهاية الأسبوع الماضي.

كما نعلم، برنامج «ندلب» يهدف إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة، ومنصة لوجستية عالمية، وتعظيم القيمة المحققة من قطاعي التعدين والطاقة، والتركيز على محوري المحتوى المحلي والثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة المثلى من موارد المملكة الطبيعية.

انعكس تطور الأعمال على نمو الوظائف، إذ وصل إجمالي وظائف أنشطة قطاعات برنامج «ندلب» إلى أكثر من 1.9 مليون عامل، وشكلت زيادة عام 2023 أكثر من 269 ألف عامل، منها 113 ألف وظائف للسعوديين، وهذا يعادل 42% من خريجي وخريجات الجامعات السعودية والابتعاث والمعاهد والكليات بأنواعها في عام واحد.

وأيضا من أهم المنجزات لـ2023، توقيع اتفاقيات لشراء الطاقة لـ6 مشاريع جديدة بسعة 6.2 جيجاوات، تضاف إلى ما سبقها من مشاريع طاقة شمسية ومتجددة تم العمل عليها خلال السنوات القليلة الماضية.

فيما شكلت نسبة المساحة الإجمالية المستكملة من الدرع العربي بنهاية 2023 بأكثر من 30%، وذلك لأعمال البرنامج العام للمسح الجيولوجي للتعدين، وبذلك تصل تقديرات حجم ثروات المملكة من التعدين قرابة 9 تريليونات ريال.

فيما اكتمل نظام استثمار التعدين خلال العام لتمكن عمل جذب الاستثمارات في القطاع.

أما في قطاع الصناعة، فالمنجزات كثيرة، وعلى رأسها افتتاح مصنع شركة لوسيد المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية بالمملكة، والذي يهدف إلى صناعة 155 ألف سيارة كهربائية سنويا، ضمن جهود المملكة لتصبح من أكبر 5 دول منتجة ومصدرة للسيارات الكهربائية في العالم.

إضافة إلى أعمال واتفاقيات لمشاريع مشتركة بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة هيونداي لتصنيع السيارات بالمملكة.

كما أنه تم توقيع اتفاقيات لشركة سير للسيارات الكهربائية لتصنيع السيارات في المملكة والمتوقع بدء الإنتاج الفعلي لها في 2025.

بالإضافة، بلغ حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي 12 مليار ريال خلال العام، وعدد الفرص الاستثمارية في الصناعات العسكرية والتي شارك فيها مستثمرون من جميع أنحاء العالم، بلغت 10 فرص.

وكما هو معروف لدينا، أن الصناعات العسكرية ستسهم في تحقيق توطين 50% من الانفاق العسكري بحلول 2030.

أما في قطاع الخدمات اللوجستية، فقد تم إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية، ويتضمن 12 مركزا في كل من منطقة الرياض ومنطقة مكة المكرمة، و17 مركزا في المنطقة الشرقية و18 مركزا في بقية مناطق المملكة.

وكما شهدنا، فخلال 2023، قفزت المملكة 17 مرتبة عالمية في مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي.

كما تابعنا بشغف إطلاق الناقل الجوي الوطني الجديد «طيران الرياض».

المملكة العربية السعودية تحقق تقدما ملموسا وملحوظا في طريقها لتحقيق رؤية السعودية 2030، والتي تعزز من تنويع مصادر الدخل والشراكة مع القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتوليد الوظائف المناسبة للمواطنين والمواطنات.

وبإذن الله سنرى مملكتنا تنافس الدول المتقدمة في قطاعات عدة، والتي خلالها تتكامل الجهود، وتحقق لنا مجتمعا حيويا، واقتصادا مزدهرا، ووطنا طموحا.

Barjasbh@