ما الذي تحقق لهيئة الجبيل وينبع ولم يتحقق للمدن الصناعية؟
الاثنين - 29 أغسطس 2016
Mon - 29 Aug 2016
في عام 1395 وضمن خطة التنمية الثانية للسعودية تم وضع استراتيجية تنموية تهدف إلى إنشاء اقتصاد متنوع، وذلك بتقليل الاعتماد على إيرادات الزيت الخام، فصدر مرسوم ملكي بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع كجهاز مستقل ماليا وإداريا.
رؤية بدأت كالحلم ولكنها ما لبثت أن تحققت بتناسق وتكامل وجدوى الأهداف. وقد أثمر ذلك نتيجة تكاتف وتفاعل عدة عوامل وجهات وأشخاص لتنتج هذا الصرح العظيم، الذي ما زال يثبت للجميع أنه من أفضل مشاريع التنمية السعودية والعربية.
وأتت بعد ذلك رؤية المدن الصناعية، والتي أعطت بعض النجاحات في بعض الأماكن، وأظهرت العجز والجمود في أماكن أخرى، رغم الميزانيات المهولة، التي كانت قد خصصت لتلك المدن، وفي وقت رخاء.
وبمراجعة بعض تلك العوامل المساعدة التي كانت مهيأة لهيئة الجبيل وينبع، نستطيع تبين وتلمس مكمن الفروق:
1ـ كانت رؤية هيئة الجبيل وينبع الصناعية مبنية على حاجة فعلية، وعلى دراسات بيئية جيولوجية اقتصادية منطقية، وقد استخدمت الطرق والوسائل العلمية الحديثة في حينها من نواحي التخطيط، والإنشاء، والمتابعة، والجودة الشاملة، وغيرها.
2ـ وجود المواد الخام بغزارة وسهولة، فكانت شركة أرامكو نبع إنتاج عظيما، حينما كانت في أوج عطائها، وكانت أسعار البترول مناسبة في حينها، إذا ما قورنت بأسعاره في دول العالم المنتجة الأخرى.
3ـ كانت خطة التصنيع بسيطة نظريا، فلم تزد على تغيير مسار الإنتاج والتسويق، ليمر من خلال الشركات العملاقة التي تم إنشاؤها في الجبيل وينبع، مرتقيا بالمنتج في ثمنه، (بتروكيماويات)، وغيرها من المنتجات المتحولة المتطورة، والتي تفتح أسواق العالم أبوابها لها، وبالسعر الذي يتم تقديره.
4ـ عمق التخيل والمعرفة والجرأة والقيادة، التي كان يتصف بها وزير الصناعة في حينها المرحوم غازي القصيبي، والذي كان يشع بالطاقة والشباب، ويشحن أنفس من يعملون معه، ومن ينسق معهم في مختلف الجهات الحكومية والخاصة بالإخلاص والإبداع.
5ـ كانت الظروف الاجتماعية متقبلة ومتشوقة لما يحدث.
6ـ كانت الظروف السياسية الخارجية مواتية في حينها، وكانت وسائل النقل الخارجي أقل تكلفة وأكثر أمنا، وكان المنافسون في الإنتاج قلة، والاحتياج العالمي على المنتج في تزايد.
7ـ كانت العلاقات الدولية الدبلوماسية أكثر ليونة، فيما يخص حقوق وواجبات العمالة الأجنبية، وليست متعسرة كما نشهده اليوم.
8ـ تم إنشاء معاهد التقنية الصناعية الخاصة بالجبيل وينبع، اللازمة لتدريب الأعداد المطلوبة من الشباب السعودي، وقلب مفاهيمهم عن طبيعة العمل المكتبي، والإدارة البيروقراطية، والبشوت، والبلادة، وبالتالي إطلاق أيديهم في العمل المهني، ليكونوا خير بديل في حالات تقلص الخبرات الأجنبية.
9ـ البيئة الاستثمارية المحلية المغرية في حينها، والمردود العظيم الجلي من نتاج التصنيع والتوزيع، فكانت الشركات الخاصة والمساهمة تتسابق في التواجد وإثبات الذات في تولي الأعمال هناك بشكل غير مسبوق، مما ساعدها لتكون الأفضل عالميا من نواحي الإنتاج والمردود الربحي.
10ـ قلة المجالات الاستثمارية الداخلية والخارجية في حينها، سواء للدولة أو للقطاع الخاص، واعتبار الالتزام بها وتطويرها عملا وطنيا يشجع على مزيد من التفاني والإبداع.
كل ذلك وغيره يرشدنا إلى تحديد ودراسة الفروق، وبالتالي ضبط الأوضاع المستقبلية لكل رؤية.
رؤية بدأت كالحلم ولكنها ما لبثت أن تحققت بتناسق وتكامل وجدوى الأهداف. وقد أثمر ذلك نتيجة تكاتف وتفاعل عدة عوامل وجهات وأشخاص لتنتج هذا الصرح العظيم، الذي ما زال يثبت للجميع أنه من أفضل مشاريع التنمية السعودية والعربية.
وأتت بعد ذلك رؤية المدن الصناعية، والتي أعطت بعض النجاحات في بعض الأماكن، وأظهرت العجز والجمود في أماكن أخرى، رغم الميزانيات المهولة، التي كانت قد خصصت لتلك المدن، وفي وقت رخاء.
وبمراجعة بعض تلك العوامل المساعدة التي كانت مهيأة لهيئة الجبيل وينبع، نستطيع تبين وتلمس مكمن الفروق:
1ـ كانت رؤية هيئة الجبيل وينبع الصناعية مبنية على حاجة فعلية، وعلى دراسات بيئية جيولوجية اقتصادية منطقية، وقد استخدمت الطرق والوسائل العلمية الحديثة في حينها من نواحي التخطيط، والإنشاء، والمتابعة، والجودة الشاملة، وغيرها.
2ـ وجود المواد الخام بغزارة وسهولة، فكانت شركة أرامكو نبع إنتاج عظيما، حينما كانت في أوج عطائها، وكانت أسعار البترول مناسبة في حينها، إذا ما قورنت بأسعاره في دول العالم المنتجة الأخرى.
3ـ كانت خطة التصنيع بسيطة نظريا، فلم تزد على تغيير مسار الإنتاج والتسويق، ليمر من خلال الشركات العملاقة التي تم إنشاؤها في الجبيل وينبع، مرتقيا بالمنتج في ثمنه، (بتروكيماويات)، وغيرها من المنتجات المتحولة المتطورة، والتي تفتح أسواق العالم أبوابها لها، وبالسعر الذي يتم تقديره.
4ـ عمق التخيل والمعرفة والجرأة والقيادة، التي كان يتصف بها وزير الصناعة في حينها المرحوم غازي القصيبي، والذي كان يشع بالطاقة والشباب، ويشحن أنفس من يعملون معه، ومن ينسق معهم في مختلف الجهات الحكومية والخاصة بالإخلاص والإبداع.
5ـ كانت الظروف الاجتماعية متقبلة ومتشوقة لما يحدث.
6ـ كانت الظروف السياسية الخارجية مواتية في حينها، وكانت وسائل النقل الخارجي أقل تكلفة وأكثر أمنا، وكان المنافسون في الإنتاج قلة، والاحتياج العالمي على المنتج في تزايد.
7ـ كانت العلاقات الدولية الدبلوماسية أكثر ليونة، فيما يخص حقوق وواجبات العمالة الأجنبية، وليست متعسرة كما نشهده اليوم.
8ـ تم إنشاء معاهد التقنية الصناعية الخاصة بالجبيل وينبع، اللازمة لتدريب الأعداد المطلوبة من الشباب السعودي، وقلب مفاهيمهم عن طبيعة العمل المكتبي، والإدارة البيروقراطية، والبشوت، والبلادة، وبالتالي إطلاق أيديهم في العمل المهني، ليكونوا خير بديل في حالات تقلص الخبرات الأجنبية.
9ـ البيئة الاستثمارية المحلية المغرية في حينها، والمردود العظيم الجلي من نتاج التصنيع والتوزيع، فكانت الشركات الخاصة والمساهمة تتسابق في التواجد وإثبات الذات في تولي الأعمال هناك بشكل غير مسبوق، مما ساعدها لتكون الأفضل عالميا من نواحي الإنتاج والمردود الربحي.
10ـ قلة المجالات الاستثمارية الداخلية والخارجية في حينها، سواء للدولة أو للقطاع الخاص، واعتبار الالتزام بها وتطويرها عملا وطنيا يشجع على مزيد من التفاني والإبداع.
كل ذلك وغيره يرشدنا إلى تحديد ودراسة الفروق، وبالتالي ضبط الأوضاع المستقبلية لكل رؤية.