الاحتلال الإسرائيلي يحترق من الداخل

إبرامز: تآكل الدعم الشعبي في أمريكا والانقسامات الداخلية تثير الرعب
إبرامز: تآكل الدعم الشعبي في أمريكا والانقسامات الداخلية تثير الرعب

الأربعاء - 03 يوليو 2024

Wed - 03 Jul 2024




الدمار واضح داخل إسرائيل                     (مكة)
الدمار واضح داخل إسرائيل (مكة)
يعيش الاحتلال الاسرائيلي حالة من الخوف والرعب، ورغم العنجهية التي تبدو على حكومته وقيادته العسكرية التي تواصل قتل وتدمير قطاع غزة، تحترق الدولة العبرية من الداخل، ويزداد الوضع سوءا يوما بعد الآخر، وفقا للسياسي الأمريكي إليوت إبرامز الذي زار مدن الاحتلال ونقل صورة حقيقية لواقع مر.

وبعد مرور نحو 10 أشهر على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، ورغم كل الدمار الذي لحق بالفلسطينيين، وأدى إلى استشهاد أكثر من 38 ألف شخص، تبدو الأوضاع داخل إسرائيل شديدة السوء بحسب تحليل نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية.

يقول إبرامز الذي تولى مناصب عدة في عهود ريجان وبوش الابن وترمب، ويعتبر من رموز معسكر المحافظين الجدد المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي، «إنه زار إسرائيل ثلاث مرات منذ 7 أكتوبر، لكن زيارته الأخيرة التي كانت في الشهر الماضي كانت الأسوأ والأشد كآبة»، ويشير إلى أن الشعور بالصدمة والانفصال عن الواقع كان أبرز ملامح زيارته التي تمت في نوفمبر الماضي، حيث كانت البلاد تحت تأثير الهزة العميقة التي سببتها هجمات أكتوبر.

ويشير إلى أن زيارته الأخيرة في يونيو الماضي كانت مختلفة تماما، ففي الكثير جدا من حواراته وجد لدى محدثيه من شعورا عميقا بعدم اليقين تجاه المستقبل، وفي حالات كثيرة تتحمل القيادة السياسية، وفي القلب منها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا الشعور، والاتهامات الموجهة إليه كثيرة منها الفساد والنرجسية وعدم الكفاءة وعدم الاستعداد لتحمل المسؤولية عن الفشل في منع هجمات 7 أكتوبر والعجز عن مواجهة المتطرفين في حكومته الائتلافية.

كما تزايدت نسبة الإسرائيليين الذين يرون أن الأمور لن تنصلح حتى يرحل نتنياهو، والاتهام الأساسي الموجه إليه حاليا هو أنه لم يقدم أي فكرة عن مستقبل إسرائيل، ولا عن كيفية الخروج من الأزمة الحالية، ولا عن كيفية إعادة تجميع الإسرائيليين لكي يواصلوا العمل من أجل المصلحة العامة.

ويرى إبرامز أن كثير من الإسرائيليين يواقفون على ضرورة مواصلة الحرب في غزة، وأن الحرب مع لبنان قد تكون حتمية وإن كانت خسائرها مروعة، وأنهم مستعدون لتحمل الثمن طالما لديهم إيمان بأن المستقبل سيكون أفضل وأن قيادتهم لديها خطة واضحة له، ولكن أغلب هؤلاء لا يرون أن لدى نتنياهو خطة ولا رؤية لمستقبلهم الجمعي.

ويشير إلى أن العنصر الآخر الذي يلقي بظلال كثيفة من الكآبة على الإسرائيليين هو الخوف من السياسة الأمريكية في المستقبل.

وبعض هذا الخوف يتعلق بتزايد مشاعر العداء بصورة فاجأت الإسرائيليين، وجعلتهم يتساءلون عما إذا كان عصر توافق الأمريكيين على تأييد إسرائيل قد انتهى، فهم يقرؤون الدراسات والتحليلات التي تتحدث عن تآكل تأييد إسرائيل بين الشباب الأمريكيين بمن في ذلك شباب الحزب الديمقراطي وشباب الإنجيليين المعروفين تقليديا بتأييد إسرائيل.

كما يشاهدون المظاهرات المناهضة لإسرائيل والمؤيدة للفلسطينيين في الجامعات العريقة والراقية والتي يتخرج منها قادة المستقبل في الولايات المتحدة.

ويلخص إبرامز زيارته لإسرائيل في الشهر الماضي بالقول «هكذا وجدت الأوضاع بالغة الكأبة والتحديات كبيرة بالفعل والقيادة السياسية لا تتمتع بأي ثقة».