سعود ثامر الحارثي

دباب توصيل

الاحد - 30 يونيو 2024

Sun - 30 Jun 2024

عندما تخرج من منزلك لا يكاد يخلو طريقك من مصادفة دباب توصيل يحمل علامة تجارية لشركة توصيل وخاصة في المدن الرئيسة والكبيرة، يقودها سائق من جنسية ما أغلبها شرق آسيوي، ولا يكاد يخلو من ارتكابه لمخالفة ما ومن أبرزها القيادة بسرعة وتهور من أجل إنجاز الكثير من الطلبات خلال اليوم الواحد للحصول على الحد الأعلى كما هو مطلوب منه من قبل الشركة، لكن ما دعاني لكتابة المقال ما رأيته ويراه سكان هذه المدن الرئيسة التي يكثر بها هذا العدد من الدراجات النارية، والانتشار الكثيف لها والتي تجوب الشوارع في كل الأوقات خلال اليوم بشكل عشوائي وملوث للبصر، وكذلك ما يتم تناوله هذه الأيام لمقطع فيديو لعامل توصيل يفتح أحد الطلبات التي استلمها ويتناول الأكل منه، لألتمس له العذر فقد يكون الطلب تم إلغاؤه وهو من قام بدفع المبلغ لهذا الطلب وحق عليه أن يستفيد منه بأكله، كما لا نحكم حتى يصدر بيان رسمي من الجهة التابع لها عامل التوصيل.

أما لو استعرضنا المخالفات التي يقع فيها هؤلاء الموصلون لوجدناها تضم كل الجوانب من ناحية السلامة ومن الناحية الصحية والأمنية، لأدون ما رأيته بنفسي من جانب السلامة لأرى بعض قائدي هذه الدراجات غير آبه بمعايير السلامة التي يتطلب من قائدي الدراجات الالتزام بها منها القيادة بتهور، بل إن البعض يقود داخل الطرق السريعة وفي المسارات غير المخصصة له، وكذلك قطع الإشارات، والسير على الأرصفة، أما الزي فحدث ولا حرج، فالبعض يرتدي الزي الخاص ببلده، والبعض يرتدي الزي الخاص بالشركة من أجل التعليمات فقط، كذلك المزاحمة في المواقف المخصصة للسيارات وخاصة عند المطاعم والكافيهات.

أما من الناحية الصحية فهذا الموصل لم تظهر شهادته الصحية لدى مستخدمي التطبيق أو أنه لم يحمل بطاقة تبين حالته الصحية وخلوه من الأمراض وخاصة المعدية، ناهيك عن النظافة الشخصية التي نادرا ما يلتزمون بها نظرا لضيق الوقت من أجل العمل، وكذلك الأجواء من حرارة الشمس والغبار والأمطار التي تؤثر على مستوى النظافة الشخصي، أيضا سلامة صناديق حفظ الأطعمة من الأوساخ وجودتها في عزل الحرارة والبرودة الخارجية التي تؤثر على سلامة الطعام وعدم فساده وتلوثه بالميكروبات الممرضة وخاصة البكتيريا.

أما من الناحية الأمنية، فلا ننكر أن البعض منهم أتى من أجل لقمة العيش والحصول على المال بأي طريقة وإن كانت غير شرعية فلا نستغرب استغلالهم لنقل الممنوعات تحت مسمى توصيل طلب أو استغلال هذا النشاط وخاصة الزي الرسمي والدراجة النارية لشركة ما من ضعاف النفوس في ممارسة مثل هذه الاعمال غير المشروعة، وإضافة لذلك أن يقوم أحدهم من المصرح لهم بالعمل في هذه المهنة بالتسجيل ببرامج التوصيل، ليقوم بعدها بتشغيل عدد من أبناء جلدته قد آتى بتأشيرة زيارة أو تأشيرة لا تسمح له بالعمل في هذه المهنة أو قد يكون مخالفا ليتقاسم معه الأرباح في نهاية اليوم.

في نهاية هذا المقال والذي لم يغط إلا القليل من مخالفات هذه المهنة، ندعو الجهات المشرفة على هذه المهنة بفرض شروط إضافية وصارمة على تطبيقات التوصيل لتطبيقها على المسجلين بها والالتزام بها، منها إظهار بيانات الموصل للعميل ليطلع عليها مع صورته الشخصية، وإضافة أيقونة تتيح للعميل اختيار نوع المركبة التي تقوم بتوصيل الطلبات سواء كانت سيارة أو دراجة نارية مع إلزام الموصل بنظافة هذه المركبة وخاصة صناديق حفظ الأطعمة، كذلك إلزام هذه التطبيقات بعدم استلام أي طلب إلا بعد أن يكون هناك علامة أمنية تكون أكثر مأمونية من الموجودة حاليا من الاستيكرات القابلة للفك وخاصة مع الحرارة كحماية لطلب العميل وتوضح إن كان عبث حصل لهذا الطلب، والمتابعة الدورية مع الموصلين لعدم استغلال المهنة بمخالفات للأنظمة والقوانين.