جراح قلب يقترب من رئاسة إيران

بزشكيان وجليلي في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبل
بزشكيان وجليلي في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبل

السبت - 29 يونيو 2024

Sat - 29 Jun 2024

اقترب جراح القلب الإصلاحي مسعود بزشكيان بشكل كبير من رئاسة إيران، بعد تصدره نتائج الانتخابات التي جرت أمس الأول، ودخوله في مرحلة الإعادة مع سعيد جليل يوم الجمعة المقبل.

وتبدو حظوظ الرجل الذي انتقد السلطات الإيرانية من قبل كبيرة في الوصول إلى سدة الرئاسة بعد حصوله على أكثر من 42% من إجمالي الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات (10 ملايين صوت و415 ألفا و991 )، بينما جاء سعيد جليلي في المرتبة الثانية بـ 9 ملايين و473 ألفا و298 صوتا (39%).

وكان هناك مرشحان آخران في السباق، ولم يحصل أي منهما على أغلبية مطلقة وسيتم إجراء جولة إعادة في الخامس من يوليو المقبل، ويحق لـ 61 مليونا و452 ألفا و321 شخصا مؤهلا داخل البلاد وخارجها، ووصلت نسبة المشاركة بالانتخابات إلى أكثر من 40%.

هجوم مسلح
وأعلنت قيادة قوى الأمن الداخلي الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان عن مقتل اثنين من كوادرها فجر أمس، إثر هجوم شنه مسلحون على سيارة تحمل صندوق اقتراع في منطقة جكيجور بالمحافظة الواقعة جنوب شرق البلاد.

وقالت القيادة «أطلق أفراد مسلحون النار من عدة اتجاهات في عملية غادرة على سيارة تقل كوادر تنفيذية وانفاذ القانون بهدف الاستيلاء على صندوق من صناديق الاقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية كان بمعيتهم في منطقة جكيجور بالمحافظة»، بحسب وكالة أنباء (إرنا).

وأضاف «بشجاعة قوى الأمن، تم الحفاظ على صندوق الاقتراع إلا أن خمسة من الكوادر التنفيذية وإنفاذ القانون أصيبوا بجراح، حيث تم نقلهم إلى مركز طبي، ولكن للأسف، استشهد اثنان منهم».

من بزشكيان؟
أجاز مجلس صيانة الدستور ترشحه للانتخابات، واستطاع أن يعبر حاجز المجلس دون غيره من المتقدمين للترشح من المعسكر الإصلاحي، ونال دعم جبهة الإصلاحات، التي وقفت خلفه وحشدت بقوة، كما حظى بدعم رؤساء إيران الإصلاحيين سيد محمد خاتمي وحسن روحاني والعديد من السياسيين والشخصيات الإصلاحية مثل وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف.

وبزشكيان من مواليد سبتمبر 1954 في مهاباد، لأب إيراني أذربيجاني وأم إيرانية كردية، ويعرف بانتقاده للسلطات، وشغل منصب نائب لوزير الصحة في عام 1997، ومن ثم شغل منصب وزير الصحة في إيران بين عامي 2001-2005، وفي عام 2001 تم اختياره لمنصب وزير الصحة في الحكومة الثانية للرئيس السابق خاتمي.

جراح قلب
وهو طبيب متخصص فى جراحة القلب، وفى مراحله التعليمية، تخصص بزشكيان الجراحة العامة في جامعة تبريز للعلوم الطبية وبعدها تخصص فى جراحة القلب بجامعة إيران للعلوم الطبية، وعين بعدها رئيسا لمستشفى الشهيد مدني لأمراض القلب في مدينة تبريز.

ظهر كشخصية بارزة في السباق الرئاسي، بفضل خطابه الفريد، ومكانته كمرشح جديد، ودعم الإصلاحيين، الذى أسهم في جاذبيته» وقبل الانتخابات الرئاسية لعام 2001، ظهر اسم بزشكيان كمرشح محتمل لوزارة الصحة، ولوحظ حينها أنه يختلف عن غيره من الوزراء في المظهر والسلوك الشخصي، بما في ذلك أسلوبه في عدم ارتداء البدلة التقليدية.

حاولوا عزله
وفي عام 2003، حاول البرلمان عزله دون جدوى، وفي وقت لاحق، تم انتخابه عضوا في البرلمان وترقى ليصبح نائبا لرئيس البرلمان، وعقب الانتخابات الرئاسية في عام 2009 والاحتجاجات التي تلتها، أدى خطاب بيزشكيان الذي انتقد فيه السلوك تجاه المتظاهرين إلى تعطيل جلسة البرلمان لبضع دقائق، وقال بيزشكيان في كلمته «لا تقتلوا الناس كالحيوان البري»، كما قال «عندما تستطيع، لا تتدخل بشكل حاد، لا تضرب، لا تضرب».

وتولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب منذ 29 مايو 2016، ترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، لكنه انسحب، وترشح مرة أخرى في انتخابات عام 2021، لكنه رفض.

الشعب مستاء
وعقب احتجاجات 2022، اشتهر بزشكيان، بانتقاداته الموجهة إلى الحكومة، بشأن مسألة فرض الحجاب، وبعد وفاة الشابة مهسا أميني، قال في إحدى المقابلات «نريد أن يكون أطفالنا محتشمين، لكن إذا كان سلوكنا يجعلهم يكرهون ديننا، فعلينا على الأقل الامتناع عن الاستمرار فى هذا الأسلوب».

وخلال هذه الدورة، ألمح بزشكيان، إلى نيته بضم شخصيات مثل ظريف إلى إدارته في حال فوزه، وقد أيده ظريف بدوره.

وقال بزشكيان أثناء تقديم ترشحه «هناك انطباع حول إيران على المستوى الوطني والدولي بأن الشعب مستاء من صناديق الاقتراع. هدفي من المشاركة في الانتخابات هو زيادة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع».

وأشار بيزشكيان، إلى ذلك، كأحد أسباب ترشحه للانتخابات البرلمانية الثامنة، قائلا «هذه الظروف أثرت علي لأنني كنت أعتقد أننا لم نخلق لكسب المال وإنفاقه بهذه الطريقة».

نصير الفقراء
وخلال المناظرات الرئاسية الخمس، كان لبزشكيان أراء مناهضة لبعض سياسات النظام في قضية الحجاب مثلا والعنف ضد المرأة وممارسة سياسة الحجب على الإنترنت، قائلا «أنا أخجل من بعض التصرفات مع النساء.. يجب تغيير نظرتنا حيال النساء.. أن نتصور أنهن في المرتبة الثانية وخلقن من أجل العائلة.. فهذا تصور خاطئ».

نتائج انتخابات إيران:
  • 10,415,991 صوتا لمسعود بزشكيان
  • 9,473,298 صوتا لسعيد جليل
  • 3,383,340 صوتا لمحمد باقر قاليباف
  • 206.379 صوتا لمصطفى بور محمدي