ياسر عمر سندي

الدمج الإداري والاندماج البشري

الأربعاء - 26 يونيو 2024

Wed - 26 Jun 2024


في ظل التسارع الراهن لنوعية وكمية الأعمال المتغيرة والتحديات الكبيرة المؤثرة يتطلب ذلك الاستعداد من المسؤولين والمستشارين في المنظمات الخاصة والعامة أخذ الحيطة من تأثير العوامل المحيطة المالية والتقنية والمعلوماتية وأهمها العوامل البشرية التي تعتبر المحور الارتكازي الرئيس؛ وبما أن المنظمات لا تعمل فرادى فهي تحتاج إلى تعزيز الجانب التوعوي المرحلي الداخلي المتتابع.

العمل العصري في المنظمات يقوم على تكوين فرق عمل واعية ومدركة لفهم السلوك التنظيمي العام معنويا وعمليا لديمومة العمل التنظيمي بافتعال أسلوب الدمج السلس والاندماج المرن حتى تستمر عجلة العمل في السير وتنجح بطريقة سليمة وصحية للتقليل من تأثير التحديات الاقتصادية المحتملة والمتغيرات البيئية المفاجئة قدر المستطاع؛ لأن أول مراحل الوعي التنظيمي هو احتمالية حدوث الخلل الإداري والبشري مع الاستعداد المسبق لمواجهته.

فلسفة السلوك التنظيمي كفكر نظري وتطبيق عملي يحتاجها فريق العمل الذي ترتكز مهامه على أول أصل من أصول المنظمة وهو رأس المال البشري باتباع أسلوب معرفي يعتمد كثيرا على الذكاء الوجداني والقيادة الموقفية والاحترام لمواجهة مقاومة التغيير.

الدمج الإداري هو النظر للهيكل التنظيمي ومراقبة العمليات الإدارية والأدوار التي تقوم بها كل منظمة داخل حدها الإداري ونطاقها البشري سواء كانوا في المراكز التنفيذية العليا أو المستويات الإدارية المتوسطة أو المواقع المتنوعة لمنفذي الأعمال لتحقيق الهوية التنظيمية بعقد الارتباط الوظيفي والانتماء التنظيمي أي الانسجام مع الوظيفة التي يعمل بها الموظف والتناغم مع الكيان الذي يعمل تحت مظلته.

أما الاندماج البشري يعني النظر للهيكل البشري المعنوي والنفسي للموظفين بكيفية التأليف وتحقيق التآلف بينهم وصولا للهدف المنشود.

فهم واستيعاب الثقافة التنظيمية تقلل كثيرا من حدوث الارتباك وخلط الأدوار التي تشتت المورد البشري وتنشئ الاتكالية بالتسويف المتكرر وتقاذف التهم غير المبرر مما يتسبب بخفض الإنتاجية في العمل الربحي وتأخير مصالح المستفيدين في العمل الحكومي وتراجع الجودة الكمية والنوعية وانحدار معدلات الأداء العام والهدر للجهد والوقت والمال.

وبالسؤال الذي يطرحه فريق العمل المكلف بتحقيق الدمج والاندماج كعصف ذهني بينهم كيف يمكننا تحقيق الثقافة التنظيمية السابقة للوصول لحالة الاندماج اللاحقة؟
الإجابة على هذا السؤال تستلزم من الفريق استحضار حكمة الوقاية والعلاج بثلاثة أبعاد مهمة: أولا النظر للبعد العاطفي بمشاعر الموظفين وعلاقاتهم التبادلية وتكوين الانسجام للمجموعات الإدارية المريحة للرؤساء والمرؤوسين تحقيقا لدافعية الإنجاز.

ثانيا البعد المعرفي بالتحقق من الخبرات الإدارية وما يملكه كل موظف من تراكم موقفي سابق في التصرفات والسلوكيات وحل المشكلات أثناء سير العمل.

ثالثا البعد القيمي بالتأكد من تطابق مصلحة المنظمة من قرارات وتشريعات وأنظمة وقوانين ومصالح الموظفين من حقوق عمالية وإنسانية لتنمية الولاء والانتماء المشاعري بين شعار المنظمة وهويتها التنظيمية.

همسة في أذن المسؤولين والمستشارين:
افهموا فكر السلوك التنظيمي لتحقيق فلسفة الدمج والاندماج.


Yos123Omar@