أفنان سعيد الشريف

وعي كاذب

الأربعاء - 26 يونيو 2024

Wed - 26 Jun 2024

يجتاحنا كم هائل من الضغط الاجتماعي حول كيف يجب أن نعيش حياتنا؟ وكيف ندير أموالنا؟، وكيف نربي أبناءنا؟، هذه الحالة أزلية ومنذ قديم الزمان.

نظرة المجتمع تمثل أساس حياتنا وكيف نبنيه منذ ولادتنا، وبعد ظهور الوعي أدرك الناس بأن الاختلاف جزء من البشرية ولكن لايزال البعض يمارس هذا الضغط المجتمعي بشكل مختلف، وهو الوجه الآخر من الماضي، أصبح امتلاك المهارات ضرورة ولا نختلف عليها لكن أن نملك جميعا نفس المهارات وأن نكون جميعا بنفس الرغبات وان نسعى بسرعة تفوق سرعة الزمن كي نصل لما وصلوه أقراننا كل ذلك لايذكرني إلا بالضغط المجتمعي السابق حول إدارة حياتنا، لا اختلاف هنا سوى تغير المسميات وتحويرها بما يتواكب مع هذا الجيل، لازلنا نتبع بعضنا البعض ويمارس علينا نظير الضغط المجتمعي بشكله السابق ولازلنا نشعر بثقل المطلوب وصعوبة الركض خلف المرغوب.

اختلطت رغباتنا وضاعت في الكم المهول من المعروض حتى لم نعد نعرف أنفسنا وتشابهت أحلامنا فكدنا نصبح نسخ مصغرة من بعضنا البعض وضاقت بنا الحيلة حتى تباطأت خطواتنا نحو مسعانا، كدنا نفقد أنفسنا في زخم هذه الحياة وتملكنا القلق فأصبح جزءا من يومنا وأما المستقبل فهو هاجس الكثير منا، حتى أمراضنا تشابهت.

لازلنا لم نتغير، ننبذ العادات ونحن نصنع عادات جديدة، ونقذف الجهل ونحن نمارسه بطريقة أخرى، وننقد الجيل السابق ونحن نصنع جيلا يدعي الوعي دون وعي حقيقي ملموس في واقعه، كل ذلك الانغماس في السعي بلا وعي جلي برغبتنا الذاتية وشغفنا النابع من قلوبنا تجاهه؛ مؤذ لنا، وسعي واهم لا حد له ولا مستراح منه.

لنعود لأنفسنا وندرك رغباتها وتوجهها وما لمستقبل لها وماذا تريد، لنغلق هواتفنا حتى نستطيع أن نرى جوهرنا، لنخفف من ضغط المجتمع حول ما يجب أن نكون و إلى أين وصل الجميع، لنكن كما نريد لا كما يريدون، فتميزنا باختلافنا ووعينا بهذا الاختلاف.