دقت ساعة الفضائح في أمريكا

مناظرة بايدن وترمب تهدد بنشر الغسيل المتسخ مع تصاعد مسار السباق الرئاسي
مناظرة بايدن وترمب تهدد بنشر الغسيل المتسخ مع تصاعد مسار السباق الرئاسي

الثلاثاء - 25 يونيو 2024

Tue - 25 Jun 2024

يتوقع المراقبون أن تنشر الولايات المتحدة الأمريكية غسيلها المتسخ خلال المناظرة التلفزيونية التي تجمع الرئيس جو بايدن مع سابقه دونالد ترمب، مع تصاعد مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تقام نهاية نوفمبر المقبل.

واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنها اللحظة الأكثر خطورة لجولة الإعادة بينهما، مما يضع رئيسين في مواجهة استثنائية مبكرة أمام أمة غاضبة، وأشارت إلى أنه بالنسبة لبايدن توفر مناظرة أتلانتا فرصة لتذكير الناخبين بالفوضى التي سادت إبان رئاسة سلفه، وبإدانته الجنائية، وحتى التحذير من مستقبل أكثر ظلاما في حال فاز بولاية ثانية.

وبالنسبة لترمب، تشكل المناظرة فرصة لتسليط الضوء على أن أمريكا صارت أكثر كلفة وأضعف وأكثر خطورة في عهد خلفه.

مواجهة عدائية
تشكل المناظرة مخاطر كبيرة للرجلين، بحيث إن كليهما يعدان المرشحين الأكثر تقدما في السن اللذين يخوضان السباق الرئاسي، وكونهما غارقين في تنافس شرس يتميز بكره متبادل منذ أكثر من 4 أعوام.

وتلك العدائية تفسح في المجال أمام مساء لا يمكن توقع ما سيحدث فيه، وأي خطأ ملحوظ - تعثر جسدي أو هفوة ذهنية أو وابل من الإهانات الشخصية - يمكن أن يتردد صداه لأشهر عدة، بسبب الفترة الطويلة غير الاعتيادية التي تفصل عن موعد المناظرة الثانية في سبتمبر.

وقال كارل روف الخبير الاستراتيجي الجمهوري البارز الذي أشرف على جولتين رئاسيتين ناجحتين للرئيس جورج دبليو بوش «إنها نقطة انعطاف كبيرة.. هل يمكن أن يكون بايدن مقنعا باستمرار؟، مما يجعل الناس يقولون: حسنا، ربما يكون الرجل العجوز قادرا على ذلك! وهل سيكون ترمب منضبطا بما فيه الكفاية؟ بحيث يقول الناس: أتعلمون، الأمر يتعلق بنا حقا، وليس به!

بلا جمهور
يتوقع المراقبون أن تكون المناظرة الرئاسية الأبكر في تاريخ البلاد، والأكثر اختلافا عما ألفه الكثير من الأمريكيين العاديين، وستستضيف المناظرة شبكة «سي إن إن» الأمريكية للتلفزيون وليس لجنة غير حزبية، وسيتم بثها بالتزامن مع 5 شبكات أخرى، ودون جمهور مباشر ومن دون بيانات افتتاحية.

وسيكون لدى كل مرشح دقيقتان للإجابة عن الأسئلة، تليهما دقيقة واحدة من الردود والردود على الردود، وإذا تحدث أحد المرشحين في غير دوره، سيتم إغلاق الميكرفون الخاص به.

ويتخذ الرجلان نهجين مختلفين بشكل لافت للنظر خلال التحضيرات، ولجأ بايدن مع مساعديه إلى كامب ديفيد لحضور جلسات مناظرة رسمية، ومن المتوقع أن يلعب المحامي الشخصي للرئيس بوب باور، دور ترمب، ويتخذ الرئيس السابق نهجا أكثر مرونة، لكنه يشارك في جلسات سياسية أكثر مما فعل في 2020.

ادعاءات كاذبة
يأمل مستشارو ترمب أن يحافظ الرئيس السابق على اهتمامه بالقضايا التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها أكثر نقاط الضعف بالنسبة لبايدن «التضخم والهجرة»، وألا ينخرط في جدالات حول ادعاءاته الكاذبة في ما يتعلق بانتخابات مسروقة عام 2020، ونظام العدالة الذي يدعي أنه مسيس ضده.

ويرى فريق بايدن فرصة للفت انتباه الناخبين الديمقراطيين والمستقلين، وحتى بعض الجمهوريين المعتدلين، إلى أن ولاية ترامب الثانية ستكون أكثر تطرفا من ولايته الأولى، ومع ذلك فإنهم يستعدون أيضا لأن يقدم ترمب أداء أكثر انضباطا مما كان عليه في المناظرة الأولى عام 2020، عندما كان عرضه فوضويا يشبه حريقا في مستوعب قمامة.

تقدم ضئيل
أظهرت استطلاعات الرأي تقدما ضئيلا بين ترمب وبايدن، وكلا الرجلين مكروهان على نطاق واسع من قبل قطاعات واسعة من الأمة ويخوضان سباقا متقاربا، على الرغم من أن ترمب كان متقدما بفارق ضئيل إلى حد كبير في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني في وقت سابق من هذا العام.

ووصف النائب الديمقراطي عن ولاية كارولاينا الجنوبية جيمس كليبورن، المقرب من بايدن، المناظرة بأنها ستشكل لحظة حاسمة محتملة في مسار السباق الرئاسي، وما من أحد بمن فيهم الاستراتيجيون الكبار في حملة بايدن يتوقع أن تقلب المناظرة فورا السباق إلى حد كبير بين مرشحين معروفين جيدا.

وينظر مساعدو بايدن إلى المناظرة على أنها تقرع جرس الانطلاق للانتخابات العامة، وهي حدث سيوفر فرصة كبيرة للتعرف على مسار التنافس، وهم سعوا إلى تقديم موعد المناظرات أشهرا، للمساعدة في تحفيز الرأي العام على إيلاء اهتمام أكبر بهذه الانتخابات.

الأكثر قراءة