الدراسات التنبئية ومتطلبات الجيل زد
الثلاثاء - 25 يونيو 2024
Tue - 25 Jun 2024
لا يزال فيس بوك يتربع على قمة المنصات الاجتماعية في العالم بعدد مستخدمين يصل إلى 3 مليارات شخص، لكن القائمين على هذه المنصة يشعرون بخطر تجاه مستقبل المنصة، كيف ذلك؟
أكثر ما يقلق الغرب اليوم عموما وبحسب الدراسات التنبئية المستقبلية هو الجيل زد أو جيل الألفية، لأنه الجيل الذي يعول عليه قيادة المستقبل في الغرب على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، ففي عالم السياسة مثلا، هذا الجيل الذي تشكل وعيه وفق مخرجات التطور التكنولوجي الأخير لا ينظر للأمور وفق الرؤية التقليدية الغربية، فكان تعاطفه مثلا مع أهالي غزة في الحرب الحالية مثال على خروجه على نمطية الرؤية المعهودة عن الفكر الغربي وتعامله مع الآخر، هذا الخروج نجده أيضا كمؤثر مقلق في المجال التكنولوجي، وهذا ما تخشاه بالفعل فيس بوك وتخاف من عواقبه على مستقبل المنصة.
فبحسب الدراسات الاستراتيجية المستقبلية فإن الجيل زد هو الأقل استخداما اليوم لمنصة الفيس بوك!! وفي المقابل نجده يفضل استخدام عملاق التطبيقات الصيني تيك توك ويفضله على التطبيقات الأمريكية، وهذا ما يفسر زيادة استخدام التيك توك بين الشباب الأمريكي بصورة متسارعة، الأمر الذي جعل المشرعون يفكرون في الطرق التي تحد من تفاقم انتشار هذا التطبيق العملاق، والذي يستخدم خوارزميات متطورة جدا، ولذا نجد أزمة التطبيق تظهر بين وقت وآخر في الولايات المتحدة، مرة لدواعي أمنية، ومرة لدواعي ثقافية، وهكذا، إذن هنا تكمن المشكلة، فلو استمر الوضع يسير على الوتيرة الحالية، فهذا يعني أن الفيس بوك سيتعرض في المستقبل إلى أزمة قد تبشر بأفوله وخروجه عن ميدان المنافسة التقنية.
هذا يدعونا أيضا للنظر حول أهمية الدراسات التنبئية المستقبلية التي جعلت شركة عملاقة مثل فيس بوك تدق نواقيس الخطر على الرغم أنها لا تزال تتربع على قائمة عرش التكنولوجيا، لكن الحقيقة تقول إن الدراسات المستقبلية ليست وحدها في فكر وعقل الشركات العملاقة، فقراءة الماضي أيضا وأخذ الدروس والعبر من التجارب يحظيان بالأهمية نفسها، فلو عدنا إلى الماضي غير البعيد، لوجدنا أن شركة عملاقة مثل نوكيا كانت تتربع عالميا على قمة عرش التكنولوجيا في ذلك الوقت، ولكنها أخطأت حينها في قراءة مستقبل شاشات اللمس الذي ابتدعته شركة آبل الأمريكية ثم تبعتها شركة سامسونج الكورية، فلم تعر نوكيا هذه الخاصية التقنية الحديثة أي اهتمام لأن مبيعاتها كانت في تزايد مستمر، ولم يفكر القائمون على الشركة أن المبيعات وحدها ليست معيارا للاستمرار نحو المستقبل، فلا بد من متابعة المنافسين ومستوى تطورهم، فماذا كانت النتيجة؟ أصبحت نوكيا خارج ميدان المنافسة التقنية نهائيا!!
خاتمة القول.. الدراسات التنبئية مهمة جدا في قراءة المستقبل، رئيس فيس بوك توم أليسون صرح مؤخرا بأن سياسة الشركة المستقبلية ستسير خلال الثلاثة أعوام المقبلة وفق احتياجات الجيل زد، أي محتوى الفيديو القصير التفاعلي، والحالة المؤقتة، بالإضافة إلى تقديم محتوى يطلق عليه شخصنة المحتوى، وليس تخصيصه كما كان الوضع في السابق.
ALBAKRY1814@