حسين باصي

وفر في فاتورة الكهرباء وازرع شجرة!

الاثنين - 24 يونيو 2024

Mon - 24 Jun 2024


وجدت ظاهرة بدت تنتشر بشكل ملحوظ وهي المشاتل الزراعية الصغيرة على الشوارع العامة المزدحمة.

فكرت حين رأيتها بأن وسط التحديات البيئية المتزايدة وأزمة الطاقة العالمية، تبرز النباتات كحليف استراتيجي في جهودنا الرامية إلى تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية.

فالنباتات بتنوعها وخصائصها الفريدة، تقدم لنا حلولا طبيعية ومستدامة لخفض فواتير الكهرباء وتحسين كفاءة الطاقة في المباني والمناطق الحضرية.

تعد ظاهرة «جزيرة الحرارة الحضرية» (Urban heat island) تحديا كبيرا للمدن الحديثة، حيث ترتفع درجات الحرارة في المناطق المبنية بشكل ملحوظ مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة.

وتؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة الطلب على أجهزة التبريد وارتفاع استهلاك الطاقة الكهربائية.

هنا يأتي دور النباتات في تلطيف الجو وتخفيف تأثير هذه الظاهرة من خلال عملية النتح، حيث تطلق النباتات بخار الماء الذي يعمل على تبريد الهواء المحيط.

وقد أظهرت الدراسات أن زراعة الأشجار والنباتات في المناطق الحضرية يمكن أن تخفض درجات الحرارة بمقدار يصل إلى 5 درجات مئوية، مما يساهم في تقليل الحاجة إلى التبريد وتوفير الطاقة.

تلعب النباتات دورا مهما في تظليل المباني وتقليل كمية الحرارة الشمسية التي تخترقها. فالأشجار المتساقطة الأوراق، على سبيل المثال، توفر تظليلا طبيعيا في فصل الصيف وتحجب أشعة الشمس المباشرة، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام أجهزة التبريد.

وفي فصل الشتاء تسمح هذه الأشجار بمرور أشعة الشمس الدافئة إلى المبنى، مما يساهم في تدفئته وتقليل الحاجة إلى التدفئة الاصطناعية.

وبالتالي فإن زراعة الأشجار والنباتات المتسلقة على واجهات المباني أو إنشاء أسقف خضراء يمكن أن يحقق وفورات كبيرة في استهلاك الطاقة الكهربائية على مدار العام.

بالإضافة إلى تظليل المباني، يمكن للنباتات أن تساهم في تحسين كفاءة الطاقة في المباني من خلال تنظيم الرطوبة وتنقية الهواء.

فالنباتات الداخلية على سبيل المثال، تمتص الرطوبة الزائدة من الهواء، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام أجهزة الترطيب.

كما أنها تعمل على تنقية الهواء من الملوثات والمركبات العضوية المتطايرة، مما يحسن جودة الهواء الداخلي ويقلل من الحاجة إلى استخدام أجهزة تنقية الهواء.

لا شك أن النباتات تلعب دورا حيويا في تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، ولكن يجب أن ننظر إليها كجزء من منظومة متكاملة للحلول المستدامة.

فزراعة النباتات يجب أن تترافق مع استخدام تقنيات البناء الموفرة للطاقة، مثل العزل الحراري الجيد والنوافذ الموفرة للطاقة، لتحقيق أقصى استفادة من فوائد النباتات.

ختاما، يمكن القول إن النباتات تمثل حليفا قويا في معركتنا ضد أزمة الطاقة وتغير المناخ.

فدعونا نستثمر في هذه الثروة الطبيعية ونعمل على دمجها في حياتنا اليومية، لنتمتع ببيئة أكثر استدامة وصحة ولتوفير الطاقة للأجيال القادمة.



HUSSAINBASSI@