عبدالله حسن الزهراني

متاهة القرار في الإدارة الصحية واختبار الجدة

الاثنين - 24 يونيو 2024

Mon - 24 Jun 2024


في مجال الإدارة الصحية، تلعب القرارات دورا حاسما في تحديد مسار الرعاية الصحية وجودتها.

ومع ذلك، قد يواجه المسؤولون تحديات عديدة تدفعهم لاتخاذ قرارات عشوائية وغير مدروسة، مما يؤدي إلى نتائج سلبية تؤثر على المرضى والمؤسسة الصحية ككل.

من بين هذه التحديات يمكن أن نذكر الضغوط الزمنية، وتأثيرات الزملاء، وتوجيهات الإدارة العليا، وتعليقات الموظفين.

اتخاذ القرارات العشوائية يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مرغوبة، مثل تدهور جودة الرعاية، وزيادة الأخطاء الطبية، وتدهور ثقة المرضى في النظام الصحي، وأيضا تدهور علاقات الموظفين.

للتغلب على هذه التحديات وتحقيق أفضل النتائج، يجب أن تكون هذه القرارات مستنيرة ومدعومة بالبيانات والأخلاقيات.

وأيضا من الضروري تطوير عادات وأخلاقيات قوية في اتخاذ القرارات.

بداية، من أهم سبل تعزيز البصيرة في القرارات هو الاعتماد على البيانات، كونها تمثل عنصرا أساسيا في اتخاذ القرارات المستنيرة، فهي تقدم رؤى دقيقة ومبنية على الأدلة حول الأداء الحالي للنظام الصحي واحتياجات المرضى.

من خلال تحليل البيانات، يمكن لأصحاب القرار تحديد الاتجاهات والأنماط وتحديد المشاكل المحتملة وحلها قبل أن تتفاقم.

إلى جانب البيانات، تلعب الأخلاقيات دورا حاسما في اتخاذ القرارات المستنيرة. الإدارة الصحية تتطلب التزاما قويا بالمبادئ الأخلاقية لضمان أن تكون القرارات عادلة ومنصفة وتخدم مصلحة المرضى والمجتمع.

إحدى الطرق الفعالة والبسيطة لتعزيز أخلاقيات القرار هي استخدام «اختبار الجدة» كما أشار كروز (2019).

يتضمن هذا الاختبار طرح السؤال التالي على النفس عند اتخاذ أي قرار إداري «ماذا سيحدث إذا أخبرت جدتي بهذا القرار؟ هل ستفخر بي؟» إذا كانت الإجابة لا، فيجب إعادة النظر في القرار. هذا الاختبار يساعد في تجنب القرارات التي قد تكون غير أخلاقية أو قد تؤدي إلى عواقب غير مرغوبة.

أداة أخرى لتعزيز اتخاذ القرارات الأخلاقية هي ممارسة «التأمل»، حيث يقوم الإداري الصحي بمراجعة ما قام به خلال يومه.

يشمل هذا التأمل التساؤل عن العدالة والإنصاف في القرارات التي تم اتخاذها، وعن مدى اللطف والاحترام الذي أبداه نحو الآخرين.

هذه الممارسة تعزز الوعي الأخلاقي وتساعد في تحسين سلوكيات العمل اليومية.

لتحقيق أفضل النتائج، يجب على أصحاب القرار دمج البيانات والأخلاقيات في عملية اتخاذ القرارات، حيث توفر البيانات الأساس العلمي والمعلومات الدقيقة، في حين تضمن الأخلاقيات أن تكون القرارات عادلة ومنصفة.

ختاما، يجب على الإداريين الصحيين أن يدركوا أن اتخاذ القرارات العشوائية يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية تؤثر على المرضى والمؤسسات الصحية.

يمكن تجنب ذلك من خلال الجمع بين التحليلات الدقيقة والالتزام بالمبادئ الأخلاقية.

استخدام البيانات جنبا إلى جنب مع الأخلاقيات يمكن أن يسهم في اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على الأدلة، مما يعزز من كفاءة وفعالية النظام الصحي.


AbdullahAlhadia@