علي الصليبيخ

خلود القلم!

الاثنين - 24 يونيو 2024

Mon - 24 Jun 2024

سمعة الإنسان بعد رحيله تعيش أكثر منه، وأنا أقول لكم أيضا الكاتب يعيش قلمه بعد رحيله وتسطر إبداعاته بالصحف والمجلات وقد تدرس مؤلفاته بالجامعات، رأينا على مر التاريخ كتابا وأدباء خلدوا على مر التاريخ ولن ينساهم التاريخ رغم طواء السنين رحيلهم ولا زالوا خالدين بمؤلفاتهم وأقلامهم في شتى المجالات كالأدب الشعري والقصصي والروائي والبوليسي ..إلخ.

بظروفهم الصحية والمعيشية أبدعوا كطه حسين أديب وناقد مصري مواليد 1889م.

يعاني من مشكلة صحية وهي "فقدان البصر" حاسة البصر هامة جدا وهي تصنف أهم حاسة عند الإنسان من الحواس الخمس ورغم هذا إلا أنه أصبح خالدا بقلمه، وفاته 1973م، أي ما يقارب مضى خمسين عاما! وقلمه عاش بعد رحيله.

كذلك لدينا بالأدب البوليسي الكاتبة أجاثا كريستي مواليد 1889م، ممرضة وكاتبة ومن أشهر الكتاب بالأدب البوليسي كتبت 66 رواية بوليسية، ترجمت أعمالها إلى 103 من لغات العالم ومؤلفاتها من أكثر الكتب انتشارا بالعالم بعد أعمال شكسبير وحققت مبيعاتها 100 مليون. وفاتها عام 1976م، أي مضى على رحيلها 48 عاما ولازالت خالدة بقلمها.

كذلك الكاتب المسرحي والشاعر ويليام شكسبير مواليد 1564م.

بارز خاصة بالأدب الإنجليزي والأدب العالمي عامة سمي ولقب "شاعر الوطنية" أعماله تتكون من 39 مسرحية و158 قصيدة قصيرة، وقد ترجمت مسرحياته وأعماله إلى كل اللغات الحية وتم تأديتها أكثر بكثير من مؤلفات أي كاتب مسرحي آخر، وفاته 1616م. مضى سنوات كثيرة ولا زال خالدا بأعماله كذلك لا سيما أن الإبداع إلى يومنا هذا مع قلة الاهتمام والبهرجة الحاصلة إلا أن الاطلاع والثقافة والتعلم لن يندثروا.

أيضا هناك كتاب سعوديون مبدعون منهم من جمع بين الأدب وأي مهنة مرموقة كالدكتور عبدالرحمن الوابلي جمع بين الدكتوراه في تخصص التاريخ والكتابة في الصحف والأعمال التلفزيونية وعمل أكاديميا في كلية الملك خالد العسكرية بالإضافة لعمله ككاتب في جريدة الوطن كما أنه أسس لنظرية إدارة الفقر وإدارة الوفر، مضى على رحيله ثمان سنوات!
أيضا الأكاديمي والناقد الأدبي والثقافي وأستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الغذامي الذي منح جائزة شخصية العام الثقافية للكتاب تقديرا لجهوده المتميزة في ميدان النقد الثقافي ودراسات المرأة والشعر والفكر النقدي التي بدأت منذ منتصف الثمانينات وأحدثت نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي.

سأتحدث لكم عن كاتب حصل على الدكتوراه في السلوك التنظيمي والمعرفة وكاتب رأي في جريدة مكة المكرمة في الشأن النفسي والاجتماعي والمعرفي منذ أكثر من خمس سنوات كتب لما يقارب من 250 مقالا وهو الدكتور ياسر عمر سندي إضافة إلى ذلك يتميز في طرحه أنه يمتلك نفسا صحفيا ممزوجا بالأكاديمية وانتقائي في اختيار القضايا التي يناقشها كمقاله "فلسفة اللطف" ومقال آخر له بعنوان "إكرام اللسان دفنه" أبدع حقيقه في إيصال رسالته للقارئ من خلال مقالاته، أيضا لدينا كاتب كتب أكثر من 300 مقال منشور في عدد من الصحف الشرق، اليوم، عكاظ، الرياض وصحف الكترونية ومؤلف كتاب: مشاهير ونجوم ماتوا شبابا ماذا لو عاشوا أطول؟ للكاتب عبدالله المسيان، طرح هذا المؤلف بنفس صحفي" مقالي" وتميز بتنوع الشخصيات التي تحدث عنها، وفي مقالاته أيضا هناك مقال له بعنوان "مشاهير الواي فاي"، مقال رائع جدا وجميل ولخص هذا المقال في جملة واحدة فقط وهي: مشاهير الواي فاي تنطفئ شهرتهم مجرد إطفاء الواي فاي.

النصيحة التي أوجهها هنا لكل كاتب مبتدئ ومحب وشغوف بالكتابة وفي بداية طريقه لا تيأس، لا تتحطم من الانتقاد، عليك فقط أن تستمع وتنصت للانتقاد البناء والنصيحة الأخرى التي يوجهها كل كاتب هي القراءة مهما كنت تحب الكتابة أبحر فيها بالقراءة والاطلاع لأن لا يوجد كاتب لم يقرأ، اقرأ، اقرأ، اقرأ، وقد قيل (من حسن حظنا أننا نتعلم الكتابة فهذا ما يجعلنا نعرف قيمة قلمنا).