سوريون يدفعون ثمن اشتباك حزب الله وإسرائيل
800 ألف يعيشون حالة رعب في انتظار اللحظات الحاسمة للاجتياح المحتمل
800 ألف يعيشون حالة رعب في انتظار اللحظات الحاسمة للاجتياح المحتمل
الأحد - 23 يونيو 2024
Sun - 23 Jun 2024
حالة من الرعب والخوف تسيطر على سامية اللاجئة السورية التي تعيش في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تعمل وزوجها في حراسة أحد المباني السكنية، بعد هروبها من الحرب في بلدها.
كانت الأم لثلاثة أطفال تأمل أن تجد الأمان في لبنان، لكنها وجدت نفسها تواجه تحديات جديدة، من تمييز وعنصرية ومحاولات ترحيل قسرية من قبل السلطات اللبنانية، وصولا إلى تهديدات شبح حرب واسعة محتملة بين حزب الله وإسرائيل، وفقا لموقع قناة «الحرة» الأمريكية.
800 ألف لاجئ سوري يعيشون في لبنان ومسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يواجهون نفس المصير الذي تشعر به سامية، وينامون هذه الأيام وعيونهم مفتوحة في انتظار مصير مجهول.
لا للنوم
تقول سامية بصوت يغلب عليه القلق «هربت من القصف والموت في سوريا، وجئت إلى لبنان بحثا عن الأمان. لكن الوضع الآن غير مستقر، لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ولا أمنيا».
تتابع سامية الأخبار بقلق شديد، وتشعر بالخوف مع كل تصعيد عسكري على الجبهة الجنوبية للبنان، وتقول « لم أعد للنوم، أفكر طوال اليوم كيف يمكنني حماية أولادي إذا ما توسعت العمليات العسكرية بين الجانبين، وفوق هذا لم تعد تفارق مخيلتي ذكريات الحرب في سوريا والمآسي التي عشتها والصعوبات التي واجهتها للوصول إلى لبنان».
وتشهد الحدود الجنوبية للبنان تبادلا للقصف بشكل شبه يومي بين حزب الله وإسرائيل، وترتفع مخاوف الانزلاق نحو حرب شاملة، بعد الترنح على حافتها منذ الثامن من أكتوبر تاريخ فتح حزب الله الجبهة «لمساندة» حركة حماس في غزة.
العودة المستحيلة
لا تسمح الأوضاع الاقتصادية لسامية بالانتقال إلى مكان بعيد عن معقل حزب الله، وتشرح «الإيجارات مرتفعة، أبحث عن من يمكنه من أقاربي استقبالنا في بيت آمن نسبيا إذا ما وصلت نيران الحرب إلى الضاحية الجنوبية، كون العودة إلى وطننا أمر مستحيل حيث يخشى زوجي أن يكون مصيره في معتقلات النظام».
تحاول الوالدة الثلاثينية أن تكون قوية من أجل أطفالها، لكن كما تشدد بنبرة حزينة «نعيش حقا في خوف كبير».
تعكس حالة سامية معاناة العديد من اللاجئين السوريين في لبنان الذين يواجهون تحديات يومية بين السعي لتحقيق الأمان والخوف من المجهول.
وشهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيدا غير مسبوق في الفترة الأخيرة من قبل الحكومة اللبنانية التي تسعى لترحيلهم بكل الوسائل الممكنة، على الرغم من تحذيرات المنظمات الحقوقية من مخاطر الإعادة القسرية إلى سوريا التي تعتبر بلدا غير آمن حتى الآن.
الحلقة الأضعف
ويعتبر مراقبون أن اللاجئين السوريين في لبنان هم الحلقة الأضعف التي قد تدفع ثمنا باهظا أي حرب موسعة، كما يرى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، ويوضح أن الخيارات المتاحة أمامهم تتوزع على ثلاثة مسارات رئيسة، وهي: أولا أن يعود بعضهم إلى سوريا برفقة لاجئين لبنانيين فارين من الحرب «هذه الفئة تشمل المؤيدين للنظام السوري والمدنيين الذين لا يميلون لأي توجه سياسي محدد».
ثانيا، «قد يلجأ المعارضون للنظام السوري إلى الهروب عبر البحر إلى الدول الأوروبية، بحثاً عن الأمان والاستقرار بعيدا عن الصراعات في المنطقة»، أما الخيار الثالث، فيتعلق بانخراط بعضهم مع حزب الله في «مقاومة العدوان الإسرائيلي»، حيث يوضح عبد الرحمن أن الحزب قد يكلف هؤلاء بأعمال معينة خاصة المؤيدين لفكرة المقاومة».
ثمن باهظ
وترى الناشطة الحقوقية، المحامية ديالا شحادة، أن ثمن الحرب سيكون باهظا على جميع سكان لبنان، إلا أن اللاجئين السوريين، ولا سيما الذين يعيشون في المخيمات، يواجهون ظروفا أصعب نظرا لعدم توفر ملاجئ لحمايتهم أو حتى مساكن من باطون»، ومع ذلك، لا تتوقع أن تستهدف إسرائيل مخيماتهم، بل كما تقول لموقع «الحرة»، «ستركز ضرباتها على ما يؤلم لبنان وحزب الله، مثل الأهداف البشرية والعسكرية والبنى التحتية للحزب، كما حدث في حرب يوليو 2006».
وتؤكد أن «اللاجئين السوريين فروا أصلا من الدمار والقتل في وطنهم، وأن اندلاع حرب في بلد اللجوء سيعرضهم لمزيد من الذعر والمعاناة المستمرة»، وتشرح أن بلد اللجوء، بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو الذي يلجأ إليه الفار قسرا من الاضطهاد والتعذيب».
مأساة جديدة
ويشير المدافع عن حقوق الإنسان، المحامي محمد صبلوح أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019، والتي وصفها بالأسوأ في تاريخ البلاد، قد تتفاقم بشكل كبير إذا تدهورت الأوضاع بسبب الحرب، وتكون سببا في مزيد من المآسي للاجئين السوريين.
ويتوقع «سيواجهون مخاطر جسيمة تطال سلامتهم وأمنهم، مما قد يجبرهم على النزوح مرة أخرى داخل لبنان بحثا عن مناطق آمنة، الأمر الذي سيزيد من الضغط على المجتمعات اللبنانية التي تعاني من نقص الموارد وتردي الخدمات».
ويلفت إلى أن «البنية التحتية اللبنانية المتضررة أصلا من الأزمات المتلاحقة ستعوق تقديم الخدمات الأساسية، مما «سيفاقم احتياج اللاجئين إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية».
لماذا يعتبر اللاجئون السوريون الحلقة الأضعف بلبنان؟
وخلال الفترة الممتدة بين 25 أبريل و6 يونيو 2024، وصل إلى مرصد السكن موجة من بلاغات الإخلاء والتهديد بالإخلاء التي استهدفت السكان السوريين فقط، حيث بلغ عدد البلاغات 48 بلاغا، واعتبر المرصد أن هذه البلاغات تأتي نتيجة سلسلة من التعاميم التمييزية التي أصدرتها السلطات المحلية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، ما أثر على 2500 شخص على الأقل.
وأشار مرصد السكن إلى أن هذه العائلات تعيش في لبنان منذ سنوات، حيث استقرت 35% منها في المنزل ذاته لأكثر من 5 سنوات، وتدفع جميعها قيمة إيجار مساكنها، تتكلف النسبة الأكبر منها، حوالي 60%، ما بين 100 إلى 200 دولار شهريا، رغم أن ظروف السكن غالبا ما تكون غير صالحة».
كانت الأم لثلاثة أطفال تأمل أن تجد الأمان في لبنان، لكنها وجدت نفسها تواجه تحديات جديدة، من تمييز وعنصرية ومحاولات ترحيل قسرية من قبل السلطات اللبنانية، وصولا إلى تهديدات شبح حرب واسعة محتملة بين حزب الله وإسرائيل، وفقا لموقع قناة «الحرة» الأمريكية.
800 ألف لاجئ سوري يعيشون في لبنان ومسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يواجهون نفس المصير الذي تشعر به سامية، وينامون هذه الأيام وعيونهم مفتوحة في انتظار مصير مجهول.
لا للنوم
تقول سامية بصوت يغلب عليه القلق «هربت من القصف والموت في سوريا، وجئت إلى لبنان بحثا عن الأمان. لكن الوضع الآن غير مستقر، لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا سياسيا ولا أمنيا».
تتابع سامية الأخبار بقلق شديد، وتشعر بالخوف مع كل تصعيد عسكري على الجبهة الجنوبية للبنان، وتقول « لم أعد للنوم، أفكر طوال اليوم كيف يمكنني حماية أولادي إذا ما توسعت العمليات العسكرية بين الجانبين، وفوق هذا لم تعد تفارق مخيلتي ذكريات الحرب في سوريا والمآسي التي عشتها والصعوبات التي واجهتها للوصول إلى لبنان».
وتشهد الحدود الجنوبية للبنان تبادلا للقصف بشكل شبه يومي بين حزب الله وإسرائيل، وترتفع مخاوف الانزلاق نحو حرب شاملة، بعد الترنح على حافتها منذ الثامن من أكتوبر تاريخ فتح حزب الله الجبهة «لمساندة» حركة حماس في غزة.
العودة المستحيلة
لا تسمح الأوضاع الاقتصادية لسامية بالانتقال إلى مكان بعيد عن معقل حزب الله، وتشرح «الإيجارات مرتفعة، أبحث عن من يمكنه من أقاربي استقبالنا في بيت آمن نسبيا إذا ما وصلت نيران الحرب إلى الضاحية الجنوبية، كون العودة إلى وطننا أمر مستحيل حيث يخشى زوجي أن يكون مصيره في معتقلات النظام».
تحاول الوالدة الثلاثينية أن تكون قوية من أجل أطفالها، لكن كما تشدد بنبرة حزينة «نعيش حقا في خوف كبير».
تعكس حالة سامية معاناة العديد من اللاجئين السوريين في لبنان الذين يواجهون تحديات يومية بين السعي لتحقيق الأمان والخوف من المجهول.
وشهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيدا غير مسبوق في الفترة الأخيرة من قبل الحكومة اللبنانية التي تسعى لترحيلهم بكل الوسائل الممكنة، على الرغم من تحذيرات المنظمات الحقوقية من مخاطر الإعادة القسرية إلى سوريا التي تعتبر بلدا غير آمن حتى الآن.
الحلقة الأضعف
ويعتبر مراقبون أن اللاجئين السوريين في لبنان هم الحلقة الأضعف التي قد تدفع ثمنا باهظا أي حرب موسعة، كما يرى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، ويوضح أن الخيارات المتاحة أمامهم تتوزع على ثلاثة مسارات رئيسة، وهي: أولا أن يعود بعضهم إلى سوريا برفقة لاجئين لبنانيين فارين من الحرب «هذه الفئة تشمل المؤيدين للنظام السوري والمدنيين الذين لا يميلون لأي توجه سياسي محدد».
ثانيا، «قد يلجأ المعارضون للنظام السوري إلى الهروب عبر البحر إلى الدول الأوروبية، بحثاً عن الأمان والاستقرار بعيدا عن الصراعات في المنطقة»، أما الخيار الثالث، فيتعلق بانخراط بعضهم مع حزب الله في «مقاومة العدوان الإسرائيلي»، حيث يوضح عبد الرحمن أن الحزب قد يكلف هؤلاء بأعمال معينة خاصة المؤيدين لفكرة المقاومة».
ثمن باهظ
وترى الناشطة الحقوقية، المحامية ديالا شحادة، أن ثمن الحرب سيكون باهظا على جميع سكان لبنان، إلا أن اللاجئين السوريين، ولا سيما الذين يعيشون في المخيمات، يواجهون ظروفا أصعب نظرا لعدم توفر ملاجئ لحمايتهم أو حتى مساكن من باطون»، ومع ذلك، لا تتوقع أن تستهدف إسرائيل مخيماتهم، بل كما تقول لموقع «الحرة»، «ستركز ضرباتها على ما يؤلم لبنان وحزب الله، مثل الأهداف البشرية والعسكرية والبنى التحتية للحزب، كما حدث في حرب يوليو 2006».
وتؤكد أن «اللاجئين السوريين فروا أصلا من الدمار والقتل في وطنهم، وأن اندلاع حرب في بلد اللجوء سيعرضهم لمزيد من الذعر والمعاناة المستمرة»، وتشرح أن بلد اللجوء، بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو الذي يلجأ إليه الفار قسرا من الاضطهاد والتعذيب».
مأساة جديدة
ويشير المدافع عن حقوق الإنسان، المحامي محمد صبلوح أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019، والتي وصفها بالأسوأ في تاريخ البلاد، قد تتفاقم بشكل كبير إذا تدهورت الأوضاع بسبب الحرب، وتكون سببا في مزيد من المآسي للاجئين السوريين.
ويتوقع «سيواجهون مخاطر جسيمة تطال سلامتهم وأمنهم، مما قد يجبرهم على النزوح مرة أخرى داخل لبنان بحثا عن مناطق آمنة، الأمر الذي سيزيد من الضغط على المجتمعات اللبنانية التي تعاني من نقص الموارد وتردي الخدمات».
ويلفت إلى أن «البنية التحتية اللبنانية المتضررة أصلا من الأزمات المتلاحقة ستعوق تقديم الخدمات الأساسية، مما «سيفاقم احتياج اللاجئين إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية».
لماذا يعتبر اللاجئون السوريون الحلقة الأضعف بلبنان؟
- يعيشون في ظروف مأساوية.
- يعتمدون على المساعدات الدولية.
- سيكونون الأكثر عرضة للخطر في خضم الصراع.
- يواجهون مخاطر جسيمة تطال سلامتهم وأمنهم.
- مهددون بالنزوح مرة أخرى داخل لبنان بحثا عن الأمان.
- يواجهون موجة كراهية كبيرة.
وخلال الفترة الممتدة بين 25 أبريل و6 يونيو 2024، وصل إلى مرصد السكن موجة من بلاغات الإخلاء والتهديد بالإخلاء التي استهدفت السكان السوريين فقط، حيث بلغ عدد البلاغات 48 بلاغا، واعتبر المرصد أن هذه البلاغات تأتي نتيجة سلسلة من التعاميم التمييزية التي أصدرتها السلطات المحلية في لبنان ضد اللاجئين السوريين، ما أثر على 2500 شخص على الأقل.
وأشار مرصد السكن إلى أن هذه العائلات تعيش في لبنان منذ سنوات، حيث استقرت 35% منها في المنزل ذاته لأكثر من 5 سنوات، وتدفع جميعها قيمة إيجار مساكنها، تتكلف النسبة الأكبر منها، حوالي 60%، ما بين 100 إلى 200 دولار شهريا، رغم أن ظروف السكن غالبا ما تكون غير صالحة».