روايات مفجعة حول آخر مجازر رفح

مسؤول الصليب الأحمر: عثرنا على أشلاء بشرية متناثرة بعد القصف الجنوني
مسؤول الصليب الأحمر: عثرنا على أشلاء بشرية متناثرة بعد القصف الجنوني

الأحد - 23 يونيو 2024

Sun - 23 Jun 2024

غزاويون يودعون شهداءهم في مشهد محزن (مكة)
غزاويون يودعون شهداءهم في مشهد محزن (مكة)
برك الدماء تنتشر بشكل مرعب في أعقاب المجزرة التي أرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مقربة من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، وروايات مفجعة تكشف حجم الانتهاكات التي يمارسها المحتل.

وقعت انفجارات عميقة ومتتالية بشكل مفاجئ بالقرب من المنظمة الدولية، تلاها تدفق للجرحى والقتلى وبرك دماء، وفق ما روى مسؤول في المنظمة.

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سقوط قذائف من العيار الثقيل على مقربة من مكتبها في المواصي بالقرب من رفح، مما أدى إلى تدفق عدد هائل للضحايا إلى المستشفى الميداني للصليب الأحمر الذي استقبل 22 شهيدا و45 جريحا، دون تحديد مصدر النيران.

أشلاء بشرية
أفاد مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر وليام شومبورغ، في تصريح لصحفيين عبر الفيديو، بأن كل شيء بدأ فجرا مع دوي ثلاثة انفجارات كبيرة، وقال «هذه ليست المرة الأولى التي تتضرر فيها مرافق تابعة للمنظمة التي تتخذ في جنيف مقرا، منذ اندلاع الحرب في غزة».

وشدد على أن حجم هذه الصدمة كان غير مسبوق، على الأقل بالنسبة إلينا، وأضاف «عثرنا حرفيا على أشلاء بشرية متناثرة في مناطق مختلفة بعد القصف الجنوني، بما في ذلك داخل مجمع اللجنة الدولية للصليب الأحمر».

وتابع «في لحظات قليلة، شهدنا تدفقا لجرحى يصلون إلى مدخل مجمعنا.. كانت هناك أكوام من الجثث، والدماء في كل مكان، إنه أمر لا يشبه أي شيء رأيته من قبل، كان حجم المعاناة في غضون وقت قصير جدا صادما حقا للفريق، حاولنا بكل قوانا جعل حال بعض الضحايا مستقرة».

شعور بالخوف
تحدث شومبروغ عن برك من الدماء في محيط مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعن جثث متناثرة على الأرض، وشعور بالخوف الشديد لدى الناس الذين تملكهم بوضوح الذعر واليأس والذين لا مكان آخر يذهبون إليه.

وأضاف «تولت سيارات إسعاف نقل الجرحى إلى مستشفى ميداني تابع للصليب الأحمر، يبعد نحو 500 م من مكتبنا»، لكن بعضهم توفي هناك، كان يوما عصيبا للغاية بالنسبة إلى الفريق والضحايا والعائلات، حيث تقيم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجوار المبنى الذي تضرر جراء المقذوفات، مخيما كبيرا يؤوي عددا كبيرا من عائلات موظفي المنظمة.

ووصف شومبورغ عدم إصابة أعضاء فريقه وعائلاتهم بجروح خطرة بأنه معجزة.

منطقة هروب
وفق شومبورغ، فإن مرافق لجنة الصليب الأحمر لا تقع في هذه المنطقة الإنسانية بل جنوبها، في قطاع محاذ، وشدد على أن مواقع وإحداثيات كل المرافق التابعة للمنظمة معروفة لدى جميع أطراف النزاع، كما أن المباني كافة تحمل شارة الصليب الأحمر.

وردا على سؤال حول تفسيره للضربات التي وقعت قال شومبورغ «أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يطرح على أطراف النزاع وليس علينا»، مشددا على أنه ناشط في العمل الإنساني وليس خبيرا عسكريا.

المعروف أن منطقة المواصي الساحلية القريبة من رفح، تؤوي نازحين انتقلوا إليها هربا من القتال في بقية أنحاء القطاع الفلسطيني، وقد أعلنتها إسرائيل منطقة إنسانية، وهي نظريا آمنة للنازحين.

انهيار النظام
بالتواكب، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن انهيار النظام والسلامة في غزة يهدد العمليات الإنسانية والعاملين بالإغاثة، حيث يعيق القتال المستمر وصول المساعدات، منذ 18 يونيو، ولم تتمكن الأمم المتحدة من جلب الإمدادات عبر معبر كرم أبوسالم.

وأوضح نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، أن المنظمة تعمل مع الشركاء لمعالجة غياب النظام والسلامة والعقبات أمام الاستجابة الإنسانية، مطالبا السلطات الإسرائيلية باستعادة النظام وتيسير وصول المساعدات.

وأشار المكتب الأممي إلى أن العاملين في الإغاثة يبذلون جهودا كبيرة لاستعادة الخدمات الصحية في شمال غزة، حيث تكافح المستشفيات للتعامل مع الاحتياجات الكبيرة في وسط وجنوب غزة، حيث تعمل 7 مستشفيات جزئيا وسط ظروف صعبة.

وحذر العاملون في الإغاثة من أن الإمدادات الطبية غير كافية، رغم وصول شحنة من منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، التي تغطي احتياجات 35 ألف شخص، مؤكدين أن ذلك جزء ضئيل من المطلوب للاستجابة الصحية.

استهداف الطواقم
استشهد أمس 56 فلسطينيا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة بمدينة غزة في أقل من 24 ساعة.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن من بين الشهداء 8 فلسطينيين استشهدوا بعد قصف الاحتلال منزلا في حي الصبرة بغزة.

وحذر الهلال الأحمر الفلسطيني من استمرار استهداف الاحتلال لطواقمه وسط شح المستلزمات الطبية، مطالبا بوقف إطلاق النار في القطاع وتوفير الحماية للطواقم الطبية.

وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عمليات القصف البري والبحري والجوي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث طال القصف وسط وغرب المدينة، مما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وذكرت مصادر محلية فلسطينية، أن الاحتلال يواصل تدمير مئات المنازل في الحي السعودي غرب مدينة رفح وتدمير الشوارع والبنية التحتية، لافتة النظر إلى أن دبابات الاحتلال أغلقت بالكامل المنطقة الغربية من المدينة، وقامت بتهجير الفلسطينيين من منطقة المواصي، بعد أن ارتكبت مجازر بحق مئات النازحين، أسفرت خلال اليومين الماضيين عن استشهاد أكثر من 50 فلسطينيا.

ضحايا غزة حتى أمس:
37,598 شهيدا
14,322 مفقودا
86,032 مصابا
63 شهيدا آخر 24 ساعة
163 مصابا آخر 24 ساعة

الأكثر قراءة