أحمد مطر الزهراني

الترم الأول في التدريس

الخميس - 13 يونيو 2024

Thu - 13 Jun 2024

ممارسة التدريس مهمة ليست بالأمر السهل، والسبب ليس في نقل العلم، فلو كانت هذه المهمة النبيلة مقتصرة على النقل فقط، لتولد لدينا جيل أحمق بحمق أستاذه، ولكن نبل المهنة يحمل معه مهمة زرع الشغف، وإشعال جذوة الحماس لعملية التعلم، فلا يمكن إغفال شغف مجتمع اليوم في التطلع لكل ما هو جديد، إن أسمى ما يمكن تقديمه للأجيال هو خلق الرغبة لديمومة التعلم والبحث عن المعلومة من مصادرها الصحيحة الموثوقة، وأعتقد أن هذه هي الوظيفة الأسمى للأستاذ الجامعي.
أيضا، هناك أمر لا ينبغي الإغفال عنه وهو خلق القدوة.
إن أسمى غايات عضو هيئة التدريس هو أن يكون قدوة طلابه، في تعامله وكلامه وجميع تصرفاته وأخلاقه، لابد أن يكون معلما بالقدوة قبل الكلمة، ولعمري دون هذه المهمة خرط القتاد، وكأن قدر ذلك الأستاذ ما أن ينتهي من أرب إلا إلى أرب.
ليس بعد، ماذا عن هموم طلابك وآلامهم ومعاناتهم؟!
نعم، هو أمر آخر نكلف بحمله وسبب ذلك عائد إلى تركيبتنا الإنسانية، فبقدر ما نحمل من الغلظة والشدة إلا أنه تقتلنا الشفقة في كثير من الأحيان، الساعات المكتبية هذه لسماع الشكاوى والهموم وقد لا يريد منك طالبك إلا أن يجد منك أذنا صاغية، فما يكون إلا أن نحمل معه ذلك الهم ونجمعه إلى ما نحمل، وكأن هما واحدا لا يكفي!