عبدالله سعود العريفي

أعط الخبز لخبازه

الخميس - 13 يونيو 2024

Thu - 13 Jun 2024


في عالم الأعمال المعاصرة يعتبر تقسيم العمل من المبادئ الرئيسية التي تسهم إسهاما كبيرا في زيادة الإنتاجية، كما أن له دورا كبيرا في تحسين الكفاءة ويساعد على تقليل الوقت والجهد الضائع داخل أي منشأة من المنشآت، وذلك يعتمد على تقسيم المهام لتكون أكثر تعمقا في التخصص، بحيث يقوم كل موظف من الموظفين بمهام محددة بشكل واضح ودقيق تكون متناسبة مع مهاراته ومتناسقة مع خبراته ومتلائمة مع تجاربه ومنسجمة مع قدراته وإتقانه للعمل.

كما أن هذا الأسلوب يدعم القدرة على التكيف مع التحديات والتغيرات التي تطرأ على بيئة العمل وعلى المتطلبات المهنية والشخصية، ويقدم الكثير من المزايا والعديد من المنافع التي تجعله من ضمن الخيارات المفضلة في إحكام العمل وضبطه وتنظيمه واستخدام الوقت والموارد بشكل أكثر فعالية، كما أنه يدعم دقة وجودة الأداء والتي ترتبط بصورة مباشرة مع عملية التحسين المستمر عندما يتم تكليف الموظف بمهام محددة تتناسب مع اهتماماته وتتوافق مع إمكانية النجاح في تنفيذ مهمة معينة أو ممارسة مهنة ما، وبالتالي سيتمكن من معرفة أدق التفاصيل وأصغرها وأبسطها والخلل الذي قد يكون متعلقا بالمهمة المحددة مع أنه قد يكون الموظف متصفا بميزة بارزة خاصة به وتغلب عليه في أداء العمل بسرعة وفهم وفطنة ومهارة وقدرة على التحليل والتمييز والاختيار وعلى التكيف حيال المواقف المختلفة، ولكنه لا يملك المقدرة على التنظيم وتوزيع العمل بدقة، وقد تحدث أحيانا بعض الصعوبات وتتولد بعض المشكلات والمواقف الصعبة مما يجعل من الضرورة بمكان اتباع استراتيجيات توازن بين التخصص والمرونة.

«أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه» مثل شعبي شائع يثبت أهمية التخصص وأن المهنية أمر لازم وتمس إليه الحاجة ولا غنى عنه في أداء الأعمال وبما يحقق إنجازها ويؤكد إتمامها على أكمل وجه؛ فلا توكل وظيفة إلا لمن هو أهل لها؛ فوجود الموظف في المكان الذي يلائم كفاءته ويناسب خبراته ويوافق مهاراته يؤدي إلى الرفع من مكانته، وهناك أماكن للعمل يوضع فيها من الموظفين من هم ليسوا على اطلاع على المهام التي يمكن لهم إنجازها في فترة معينة وليس لديهم إدراك لطبيعة العمل الذي يمارسونه، لأن الموظف يكون منعزلا عن تخصصه وبعيدا عنه وبالتالي لا يكون لديه القدرة على أن يتقن عمله على أكمل وجه أو أن يقوم بتأديته على أتم صورة.

من الأهمية بمكان التعمق في ميدان معين والتخصص في مجال محدد والانفراد به وذلك يمكن أن يكون ذا فائدة للحياة المهنية، حيث إنه يكسب المعرفة المتعمقة والتي يمكن أن تعين على اكتساب مهارة التفوق في مجالات العمل بالإضافة إلى أنه يعين على زيادة الكفاءة ورفع المقدرة المهنية ومضاعفة المؤهلات المكتسبة من خلال التركيز على مجال محدد والتعمق في تخصص معين؛ فهو – بلا شك – يعمل على زيادة الإتقان ويؤدي إلى اكتساب المهارات ورفع الجودة؛ فالتخصص في العمل يعتبر عنصر نجاح في عالم الأعمال اليوم، فلم يعد جهد الإنسان بكل الجوانب والمعارف والتخصصات بل في جانب واحد بأقصى إمكانية وأعمق معرفة، ومراعاة التخصص من أهم الشروط التي يجب تحقيقها للوصول إلى تنفيذ ناجح للخطط والتوازن والاستقرار والرسوخ والثبات.