إسماعيل محمد التركستاني

يسهل خداع الشباب لأنهم..

الاثنين - 10 يونيو 2024

Mon - 10 Jun 2024


أعترف بكل صراحة، وأنا في هذا العمر المتقدم، وبعد سلسلة من النجاحات المهنية والعلمية التي حققتها في حياتي المهنية في الرعاية الصحية، ما زلت أمتلك تلك الأحلام التي تسبق النوم وأحيانا عند جلوسي منفردا مع كوب الشاهي (عند ممارسة هواية المشي)، أحلام تذهب بي بعيدا عن واقع الحياة التي أعيشها (واقع افتراضي)، أتخيل نفسي أنني ما زلت في عمر مرحلة التعليم العام والجامعي.

أحيانا لا أستطيع النوم، إلا بعد أن أذهب بعقلي بعيدا (أحلام اليقظة)، مثلا، أجد نفسي أعمل في مجال التدريب الرياضي، مدربا لأحد الفرق الرياضية المغمورة، أستطيع الحصول (بعد تدريب هذا الفريق) على بطولة كأس العالم (فريق مغمور يحصل على بطولة كأس العالم)، حلم جميل (ينتهي الحلم بضحكة بريئة وضغطة زر للانتقال إلى السطر التالي)! لا أريد أن أقص عليكم بقية أحلامي (الوردية) فهي كثيرة ومضحكة وتدهش من يسمعها!
نحن في زمن التطبيقات (التواصل الاجتماعي)، زمن مشاهير التواصل الاجتماعي، مثلا، اللاعب المشهور رونالدو لاعب نادي النصر العالمي، لديه من المتابعين في تطبيقات التواصل أعداد تصل إلى أعداد مليونية، تجد شباب هذا الجيل يتمني ان يكون في مكانة (الدون7) وما يملكه من متابعين في مواقع التواصل (مثلا).

الجيل الجديد، أعتقد أنه يمتلك الكثير من تلك الأحلام الوردية.

من هم في جيلي، لا أعتقد أن أحدا من جيل الثمانينيات من القرن الماضي، كان يمتلك مثل هذا الحلم الوردي الجميل.

من كان في جيلي، أحلامنا كانت متمثلة في امتلاك منزل، الزواج وعائلة جميلة.

نحلم أحيانا، أن نكون من المبدعين في أحد فروع علم الطب، الهندسة أو أكون ضابطا كبيرا في أحد قطاعات الامن، أحيانا، نحلم أن نكون طيارين (يحلم به بعض شباب جيلي) نحلق في السماء، تنظر إلينا بإعجاب جميلات العالم، أحلام (بريئة).

لكنها في المقابل، ليست في مستوي أحلام هذا الجيل الذي يريد تحقيق جميع أمنياته وهو ممسك بجهاز الجوال، أليس كذلك!
باختصار، لست ضد أن يأخذ الشاب حقه في أن يحلم حلما جميلا ويتمنى تحقيقه.

تفكير الشباب الحالي، هو في كيفية تحقيق الآمال التي من الممكن تحقيقها بضغطة زر على جهاز الجوال (مثل تطبيقات توصيل الطلبات وخاصة الوجبات السريعة).

أدرك أن النجاحات التي حققتها في حياتي ورأيتها تتحقق للكثير ممن كانوا معي، تحققت بعد جهد ومعاناة.

تحققت أمنياتنا وأحلامنا التي كانت هي أقرب لأرض الواقع.

الجيل الجديد بحاجة إلى التفكير والتعايش بجدية مع متطلبات المحيط الذي يعيش فيه، أعتقد أن أفضل طريقة لتحقيق أحلام شباب الجيل الحالي هو في استخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي (chatGPT)! من الأقوال الشهيرة للفيلسوف أرسطو (يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل)، وصلت الرسالة؟