محمد إسحاق

ما خطتك القادمة؟

الاثنين - 10 يونيو 2024

Mon - 10 Jun 2024


إذا كنت على متن طائرة ومتوجها لرحلة سياحية إلى بلد استوائي، وسقطت بكم الطائرة ووجدت نفسك فجأة وسط الغابات المطيرة وحيدا تائها ولا تعرف الطريق للخروج من تلكم الغابة فكيف سيكون شعورك وإحساسك؟
تخيل معي هذا السيناريو اليوم، وعش تفاصيله وأحداثه، وكأنه قد وقع بك حقيقة. ماذا شعرت؟ وكيف ستتصرف في هذه الورطة؟
قد تخرج بحلول وأفكار كثيرة تقلل الضرر الذي وقع بك وترفع عن نفسك الضرر، ولا أجمل من أنك حملت معك القليل من معدات الطوارئ ومبلغا إضافيا من المال لعلك تحتاج إليه وقت الضرورة.

والأمر شبيه بما يقع في هذه الحياة من مفاجآت وظروف لم نحسب حسابها ونتوقع حدوثها، فبينما أنت في المصعد تحمل قهوتك في يدك وأمامك سويعات لتسليم عمل مهم إذ باتصال عاجل يرد إليك من إدارة الموارد البشرية للحضور فورا ولما تصل إليهم تتفاجأ بقرار نقلك لمدينة أخرى أو إنهاء خدماتك نهاية الشهر دون سابق إنذار ولا تنبيه!!
فكيف ستتصرف حينها؟ وما الخطوات المنطقية التي ستتخذها لحل هذه المعضلة؟ وكم ادخرت من المال والعلاقات لمثل هذا اليوم الذي ستحتاج لراتب 3 أشهر احتياطية على الأقل وعلاقات تساعدك في الحصول على عمل آخر أو لاستمرارك في عملك الحالي.

التغييرات في بيئات العمل كثيرة ومتسارعة، وقد يقع على الإنسان ظلم وتعسف بسبب وشاية أو كلام نسب إليه ولم يصدر منه، وربما بسبب حسد وعداوة موجودة في بيئة العمل ترجمها صاحبها إلى سعي حثيث لإخراجه من بيئة العمل بأي ثمن، وقد يكون غير ذلك من الأمور التي لا نتوقع حدوثها في العادة.

والمطلوب في ظل هذه المتغيرات أن يكون لدى الإنسان خطة بديلة على الدوام لا من باب التشاؤم إنما من باب الاستعداد للأحداث المفاجئة والحفاظ على النفس من أثر هذه الصدمات المفاجئة.

ومن تلكم السعي المستمر للتطوير والتعلم واكتساب المهارات في مجال عملك أو خارجه، ومن كانت له هواية أو مهارة يمكنه من تنميتها وتطويرها فليفعل ذلك ولا يتأخر، فقد يأتي اليوم الذي تتحول فيه هذه الهواية أو المهارة لمصدر دخل وبديل عن الوظيفة.

ومن الأمور المعينة أيضا النظر في المشاريع والأعمال الجانبية التي يمكن للواحد أن يبدأها لوحده أو شراكة مع الغير سواء كان ذلك تجارة الكترونية أو مشروع أو غير ذلك دون أن يشكل ذلك عليه عبئا إضافيا.

ولا أنسى أهمية ادخار مبلغ للطوارئ تسهم في تغطية نفقاتك الضرورية لمدة 3 أشهر على الأقل، فقرار الفصل من العمل وأنت رب أسرة ومطالب بنفقات متعددة أمر صعب ولا تتخيل مقدار الضغط النفسي والقلق والتوتر الذي ستشعر فيه في أول ليلة لك بعد سماعك لهذا الخبر.

وقد يكون هذا الأمر الذي حصل لك خير وأنت لا تعلم، فقد يكون دافعا لك لتعلم مهارات جديدة والحصول على فرص وظيفية أفضل وأنسب من الفرصة التي ضاعت عليك، وقد تكون سببا في دخولك لمعترك التجارة والأعمال الحرة وقد كنت تخشى دخوله فيما سبق.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه) رواه الترمذي.



muhamedishaq@