مختصون يحذرون من خسائر كبيرة للبصل بعد زراعة كميات هائلة عقب ارتفاع قياسي لأسعاره

أشاروا إلى كميات كبيرة مخزنة بالمزارع في ظروف غير مناسبة
أشاروا إلى كميات كبيرة مخزنة بالمزارع في ظروف غير مناسبة

السبت - 08 يونيو 2024

Sat - 08 Jun 2024




بصل معروض للبيع في أحد المراكز التجارية
بصل معروض للبيع في أحد المراكز التجارية

حذر مختصون وتجار منتجات زراعية من أزمات معاكسة لأزمة ارتفاع البصل التي حدثت قبل أشهر سواء لمنتج البصل أو لمنتجات آخر، حيث يتخوفون من خسائر كبيرة للبصل بعد زراعة كميات هائلة عقب ارتفاع قياسي لأسعاره قبل عدة أشهر.

وأوضحوا أن الكميات الكبيرة التي أنتجت من البصل في المملكة بعد ارتفاع أسعاره ووصول الكيس من حجم 3 كجم إلى 75 ريالا أدت إلى انخفاض أسعاره حاليا إلى 50 هللة فقط للكيلو.

وعزوا ذلك إلى عدم وجود التنسيق المطلوب بين الجهات الحكومية المسؤولة عن الإنتاج والجمعيات الزراعية وجهات التسويق الزراعي، لافتين إلى وجود فجوة في التخطيط الزراعي وفي توفير المعلومات المطلوبة للمزارعين بخصوص المنتجات المطلوبة والكميات المطلوب إنتاجها.

الحرارة تعمق المشكلة
وأوضح هؤلاء بأن الإنتاج الوافر وعدم وجود مخازن تصلح للتخزين لفترة طويلة إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مع قرب أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، قد يضطر المزارعون إلى التخلص من الكميات التي لديهم بأسعار بيع تقل عن التكلفة بشكل كبير، ودعوا وزارة البيئة والمياه والزراعة وصندوق التنمية الزراعي والجهات الأخرى ذات العلاقة إلى إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، حيث إن المزارعين بحاجة للتوعية وتوفير المعلومات عن التخطيط للإنتاج الزراعي.

خوف من الكساد
وأشار تجار ومنتجون زراعيون إلى أنهم يخشون من كساد كبير في منتج البصل بسبب الكميات الهائلة التي زرعت بعد ارتفاع أسعاره قبل أشهر، مشيرين إلى أن ذلك يضاف إلى كميات مستوردة من مصر والهند، حيث زرعت أيضا كميات مضاعفة بعد وصول الأسعار إلى مستويات مرتفعة، ولافتين إلى خسائر أخرى حققها مزارعون في منتجات الطماطم والفليفلة والباذنجان في الموسم الماضي.

إيجاد حلول جذرية
وطالب رئيس الجمعية الزراعية المركزية خالد الباتع بالإسراع في إيجاد حلول جذرية لتحديات التخزين والتسويق الزراعي من أجل الحفاظ على الثروة الوطنية الزراعية والحد من الخسائر الموسمية المتكررة للمزارعين، مستدركا بأن وزارة البيئة والمياه والزراعة والصندوق الزراعي يوليان هذا الجانب اهتماما.

مبادرة وطنية للتخزين
ولفت الباتع إلى أن أغلب المزارعين المنتجين للبصل لا يتمكنون من تخزين منتجهم سوى لمدد محدودة لا تتعدى أسابيع، حيث يخزن على الأرض ولا يتحمل درجات الحرارة المرتفعة، داعيا تجار المملكة ممن لديهم الخبرة في تخزين المنتجات الزراعية في مخازن كبيرة ومتخصصة إلى المبادرة في الجهود الوطنية لتخزين المنتجات الزراعية تحت الرقابة الرسمية، وبما يؤدي إلى نقطة التعادل سواء بالنسبة للبصل أو غيره من المنتجات وبما يجعل الكل رابحا سواء المزارع أو التاجر أو المستهلك، كما دعا المزارعين إلى تخطيط المنتجات التي يزرعونها وبما يؤدي إلى عدم تكبدهم خسائر في الإنتاج الكبير لمنتجات لا يستطيعون تسويقها أو أن السوق يعاني من فائض كبير في إنتاجها.

التخطيط أولا
بدوره أكد أحد كبار الموردين بالمنطقة الشرقية علي السند ضرورة الاهتمام بالتخطيط الزراعي للإنتاج والتسويق كسبيل إلى الخروج من الأزمات التي تحدث موسميا نتيجة إما نقص أو زيادة الكميات المنتجة من مختلف الأصناف، مشيرا إلى أن أسعار البصل ستنحدر إلى مستويات متدنية جدا خلال الأيام المقبلة، حيث علمنا أن كميات كبيرة أنتجها المزارعون بعد حدوث أزمة الارتفاع قبل أشهر.

حماية المنتج الوطني
وطالب السند بحماية المنتج المحلي كما تقوم بذلك دول أخرى عبر فرض رسوم جمركية أكبر على الاستيراد خلال هذه الفترة من أجل تسويق المنتج الوطني والحد من خسائر الموسم للمزارعين، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إيجاد تنسيق بين وزارة البيئة والمياه والزراعة والصندوق الزراعي والجمعيات الزراعية الأهلية وذلك قبل أي موسم زراعي بحيث تتم توعية المزارعين للأصناف التي يزرعونها وبالكميات المطلوبة، حتى تكون الخسائر الموسمية هي جزء من الماضي، مشيرا إلى أن خسائر موسم الطماطم والفليفلة والباذنجان قبل أشهر قليلة كانت كبيرة جدا للمزارعين بحيث أن قيمة بيع صندوق الفلين من هذه الأصناف في الجملة كان ريالا ونصف الريال وهو لا يفي حتى بقيمة الصندوق المعبأة فيه.

حماية الأمن الغذائي
وأفاد عضو اللجنة الزراعية بغرفة الشرقية محمد الزهراني إلى أنه يجري التباحث مع الجهات الرسمية المختصة بالقطاع الزراعي وعدد من الجهات الفاعلة ذات الخبرة في التخزين لتسهيل تخزين الكميات الفائضة من المنتجات الزراعية من بعض المنتجات الزراعية لتكون بمثابة مخزون للأمن الغذائي، إلا أن الأهم من ذلك هو تفعيل التخطيط الزراعي لكل موسم، بحيث لا تتم زراعة كميات كبيرة زائدة عن الحاجة تؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات متدنية مخسرة للمزارعين، بحيث تؤدي إلى إحباطهم، مشددا على أن المزارعين هم أساس مهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وخروج بعضهم من السوق نتيجة الخسائر وعدم القدرة على الوفاء بديونهم ستكون له مضاره على القطاع.