عبدالله السحيمي

التطرف الخفي!

الاثنين - 03 يونيو 2024

Mon - 03 Jun 2024

يبقى التطرف هو الميل عن الاعتدال والوسطية والوصول إلى ممارسات تصنع سلوكيات غير مقبولة وتصرفات تثير الغير حينما تتسم بالحدة و الأنا والإقصاء والتهكم والاستهجان والاستبعاد والتقليل والإبعاد.

تلك كلها تجعل من يمارسها متطرفا في ذاته وتعامله وتعاملاته مما يشكل لديه شعور الأنا التي تطغى على الجميع فلا يرى إلا ما يراه ولا يوافق إلا من يوافقه.

الممارسات التي تحدث بصمت وسكوت لا تلتصق بالمؤسسات أو الجهات؛ لأنها فردية الوجود وهي تمثل أشخاصا يتسللون إلى مواقع عملية بطرق مختلفة حتى يصل إلى مرحلة ليقبع على كرسيه المتحرك يحارب الناجحين ويشوه المتميزين وينال من أصحاب الرأي ويبعد الكفاءات ويحول التنافسية إلى عداء ومواقف، فتجده يعطل المصالح وينهل من معين استمرارية الصراعات وبقاء التوتر وإشعال الفتنة، فهو لا يحب التصالح ولا يرغب بالتعاون ولا يعين محتاجا ولا يقضي حاجة فتجده ينال من كل المصادر ويقفز لكل برنامج ويتواجد في كل دورة ويزاحم كل مصلحة لتضيف له رقما يستفيد منه.

أعجب من هذه الممارسات وبقاء مثل هؤلاء لفترات طويلة في المواقع وهم يمارسون مثل هذه التعاملات الخفية والتي تكون طاردة لبيئة العمل ومهددة لأمان العاملين ولا تقدم من الإصلاح شيئا.

مر علي ومر على الكثير بعض الحالات التي يمارس فيها التطرف الصامت وهؤلاء لهم صفات ويعرفون بعدم الوضوح وعدم المصداقية وهم يتلبسون بملابس العدالة والنظام وإتيان الحق.

إن هذا التعسف بالوعود والعهود والغياب عن أدنى درجات الصدق تجعل سمة الأنا العليا وهو يستغفل من هم أكمل عقلا وأصدق قولا.

وفي المقابل نجد البعض يكلف بمهام أكبر من
إمكاناته وأعمال تتجاوز قدراته ربما الصفات التي يتميز بها أنه لا يعرف في قاموسه أن يقول لا وأن يتقن هز الرأس وأن يكون مرجعا في حسن التعامل وتلبية احتياجات رئيسه خاصة النفسية لوضع آلية في التعامل معه أمام الجميع.

إن تيسر لك الاطلاع على بعض السير الذاتية لبعض الأشخاص قد يتبادر إلى ذهنك أن هذا الشخص خارق للعادة يملك قدرات متعددة، تجده مسؤولا عن مهام متعددة ولا يمكنك إلا أن تصطدم بالمثل الحجازي؛ «ما في البلد غير هالولد!»

نحن بحاجة إلى تفكيك بعض التكتلات والقناعات في الأشخاص التي لا معايير لها سوى القبول والرضا. بالإضافة إلى إعادة كثير من المهام في الاختيار وإعطاء الغير فرصة. تتعجب حينما ترى شخصا مسؤولا عن مهام تؤدى في وقت واحد وفي مواقع متفرقة! هل هو استنساخ أو ذكاء اصطناعي سبق زمنه حينما يكلف بمهام عدة في وقت واحد.

نعيش في وطن يصنع النجاح ويرعى المتميزين ويزداد رصيده في كل لحظة من الإنجازات المتميزة ويعطي الفرصة ويسند من يستحق ويشجع ويحفز، وقد أصبحت رؤية المملكة حلم الشعوب في تطبيقها.

إننا نعتز بقيادتنا ونفتخر بوطننا ونتباهى بوجود الكفاءات الوطنية المتميزة.

إن التطرف الخفي هو أسلوب وتعامل يلغي الحوار والتعامل ويزيد من الأنانية ويغيب الحق وينال من الغير، وهو ينتج عن ممارسات تصنع الميل عن الحق والتشبث بالرأي.

كل هذه الممارسات تعطل التقدم وتعرقل السير وتطفئ دروب المتميزين.

حالات فردية لكننها تتسلل بفكر أرعن وتطرف عميق في خلق بيئات مشلولة العطاء ثائرة في التعامل.

إن إعادة النظر في واقع الممارسات تبقينا على يقين تام بأن التصحيح هو ديمومة النجاح وأن واقعية التعامل تبيح لنا أن يكون البناء الذي نتطلع له يساير هذه التنمية التي نعتز بها.

Alsuhaymi37@