عبدالمعين عيد الأغا

رغم تقيدي بالنصائح «سكري» غير منضبط

الثلاثاء - 28 مايو 2024

Tue - 28 May 2024


تردني استفسارات عديدة من بعض المرضى المصابين بداء السكري بأن وضعهم مع مؤشرات نسبة السكر - يكون في كثير من الأحيان - غير مستقر رغم تقيدهم بجميع النصائح الطبية التي وجهت لهم من حيث تعليمات تناول الطعام والحمية والدواء والرياضة.

والواقع الذي يدركه البعض ويجهله البعض الآخر أن الأمر هنا قد يكون مرتبطا بالجانب النفسي للفرد، فطالما مصاب السكري ينفذ كل التعليمات - بدقة متناهية - للمحافظة على استقرار سكر دمه فإنه لا يوجد هناك سبب محدد سوى صحته «النفسية»، فهناك علاقة قوية بين الصحة النفسية لمريض السكر وبين استقرار مرضه، فالبعض للأسف يجتهد في كل الأمور المرتبطة بضبط نسبة سكر دمه وينجح في ذلك تماما، إلا أنه يغفل الجانب المهم في مرضه وهذا يحدث - بالطبع - ليس عمدا، فنجده قد يعيش ظروفا نفسية متقلبة ومؤثرة على جسده دون أن يدرك تبعات ذلك، فهنا يكتشف أن نسبة سكره يعطي مؤشرات عدم الاستقرار نتيجة تأثر مستويات جلوكوز دمه بطريقة مختلفة رغم اتباعه كل الإجراءات الصحية التي وجهت له من طبيبه المعالج.

لا شك أن من أهم عوامل استقرار الصحة النفسية لمريض السكر تتمثل في الابتعاد عن جميع المصادر المؤثرة على الصحة النفسية كالحزن والقلق والتوتر والمشاكل والضغوطات النفسية، فكلما طال التفكير في أمور تجلب القلق فإن حدوث اختلال نسبة سكر الدم أمر وارد لا محالة، فمهما تقيد الفرد بحميته ورياضته وأدويته يظل الجانب النفسي مؤثرا في منظومة حياته، فإن تفادي هذا الأمر فإنه سيصبح بالتأكيد فرد ناجح ومتعايش بطريقة صحية وإيجابية مع مرضه.

ومن كل ما سبق يتضح لنا أن السيطرة على داء السكري يحتاج إلى وعي المصاب به، فمراعاة العوامل النفسية المؤثرة هي أيضا من خطة التحكم وإدارة المرض بنجاح للوصول إلى التعايش الصحي، والتي قد يغفل عنها بعض المرضى، فمن المهم السيطرة على الضغوطات النفسية إذ إن الهرمونات التي ينتجها الجسم استجابة لفترات التوتر الطويلة تربك مستوى السكر في الدم - كما أوضحت - وهذا الأمر قد يصعب ملاحظته أو رصده -كما هو الحال- في نوعية الطعام الذي يتناوله مريض السكر حتى يدرك مدى قدرته في اختلال سكر دمه.

وللحد من العلاقة بين الضغوطات النفسية ومرض السكري يجب على الفرد المصاب بالسكري أن يتبع خطة صحية يحقق فيها استقرار حالته النفسية، ويجعل سكر دمه في النطاق المستهدف، وأهم هذه الأمور تجنب كل ما يؤثر على نفسيته ومرضه، الحرص على ممارسة الرياضة والهوايات المحببة لكونها تعزز الطاقة وتبعد التوتر عن طريق تحفيز الهرمونات العصبية مما يحسن المزاج، ويعزز من القدرة على التعامل مع الظروف المحيطة، تجنب متابعة الأخبار المحبطة نفسيا والمؤثرة على الصحة، والتي يتم تداولها على القنوات الفضائية أو مواقع التواصل الاجتماعي، الحرص على النوم الصحي، فحصول الفرد على ساعات كافية من النوم يعزز نشاطه وحيويته ويبعد عنه كل أشكال التوتر وتقلب المزاج ونعاس النهار والخمول والكسل، وبجانب كل ذلك التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع الأقارب والأصدقاء، بجانب تطبيق الخطة العلاجية الموصي عليها من الطبيب المعالج.