هل ينهي ماكرون حرب روسيا وأوكرانيا؟

فورين أفيرز: باريس تسعى لإخضاع أوروبا تحت مظلتها النووية والدفاع عن كييف
فورين أفيرز: باريس تسعى لإخضاع أوروبا تحت مظلتها النووية والدفاع عن كييف

الثلاثاء - 28 مايو 2024

Tue - 28 May 2024

يروج العديد من قادة أوروبا، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لفكرة تحقيق استقلالية استراتيجية تمكن الاتحاد الأوروبي من تأمين مصالحه وأمنه بشكل أكثر فاعلية.

ويقول الباحث أندرو داي في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست «إن الرئيس الفرنسي يقدم رؤيته لأوروبا تستحق الاحترام وتضمن أمنها الخاص»، ويؤكد أن أوكرانيا جزء من هذه «العائلة الأوروبية» و»ستنضم حتما إلى الاتحاد عندما يحين الوقت لذلك».

وبينما تكافح أوكرانيا ميدانيا للتغلب على تميز روسيا في القوة العسكرية والمواد، ربما تتاح لماكرون فرصة إنهاء حرب دمرت أوكرانيا، وجلب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأيضا المساهمة في تحويل القارة إلى «أوروبا القوية» التي يتصورها.

مفاوضات فاشلة
ويؤكد مقال نشرته أخيرا مجلة «فورين أفيرز» أن المفاوضين الروس اتفقوا خلال المفاوضات الفاشلة في وقت مبكر من الحرب، على أنه يمكن لأوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من اتفاق سلام.

ويرى الباحث داي أن نيل عضوية الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يحقق هدف أوكرانيا القديم المتمثل في التحول إلى أوروبا الحرة والمزدهرة، كما يمكن أن يمنح كييف الضمانات الأمنية التي تريدها بشكل مفهوم حال هجوم موسكو عليها مرة أخرى في المستقبل، «إن سياسة الأمن المشترك التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي، وهي أقل شهرة من سياسة الدفاع الذاتي الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تلزم الدول الأعضاء بمساعدة أي دولة عضو في مواجهة أي «عدوان مسلح على أراضيها».

دولة عازلة
وفي حين تفضل موسكو أن تصبح أوكرانيا دولة عازلة محايدة، فإن تسوية ما بعد الحرب ستكون أكثر استقرارا إذا قللت أوروبا من شعور كييف بالضعف، وإضافة إلى ذلك، سيستفيد الاتحاد الأوروبي من الجيش الأوكراني ذي الخبرة القتالية.

وبطبيعة الحال، تفضل كييف الحصول على ضمانات أمنية من أمريكا، القوة العسكرية العظمى. ومع ذلك، فإن هذا «غير مقبول بالنسبة لواشنطن»، ولحسن حظ أوكرانيا، تتطلع أوروبا إلى تعزيز قدراتها العسكرية في عصر يتسم بتعدد الأقطاب والغموض.

ويقول داي «إنه في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لعودة ترمب للبيت الأبيض، وشعار أمريكا أولا»، وتترنح من الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الثالث، فإن ماكرون ليس زعيم الاتحاد الأوروبي الوحيد الذي يروج للاكتفاء الذاتي العسكري.

حرب عدوانية
وقال منسق السياسة الخارجية والأمنية المشتركة في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مارس الماضي «لقد جلبت الحرب العدوانية الروسية إحساسا كبيرا بضرورة تعزيز قدراتنا الدفاعية الصناعية»، وقبل شهر، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أوروبا إلى «تحمل مسؤولية أمنها»، مشيرة إلى أنه «ليس لدينا سيطرة على الانتخابات أو القرارات في أجزاء أخرى من العالم».

وجاء في تقرير لصحيفة «بوليتيكو» أن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يتصارعان، في الوقت الذي يصبح فيه الأخير أكثر حزما في مجال الدفاع. ويدعو البعض إلى تعيين أول مفوض دفاع - ضمن المفوضية الأوروبية الجديدة عقب انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل - من أجل تمويل صناعة الأسلحة الأوروبية بشكل كاف.

ترسانة نووية
ويتساءل داي: هل يكون التزام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن أوكرانيا ذا مصداقية؟ ويقول إن الجواب نعم، على نحو متزايد، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير للرئيس الفرنسي، الذي أثار في عدة مناسبات إمكانية إرسال قوات غربية لأوكرانيا، وهو اقتراح وجده قادة المعارضة صادقا على نحو مؤلم ويبدو أن موسكو تأخذه على محمل الجد.

وأشار ماكرون مؤخرا إلى أن باريس يمكن أن «تضفي الطابع الأوروبي» على ترسانتها النووية، مما يجعل أوروبا بأكملها تحت مظلة فرنسا النووية، وبهذه الخطوات، يحاول قصر الإليزيه إحداث «غموض استراتيجي»، بحيث يعتقد بوتين أن الغرب قد يتدخل حال صعد عدوانه على أوكرانيا.

سيناريو محتمل
ويرى داي أن الالتزام بالدفاع عن أوكرانيا دون دعم أمريكي سيدفع دول الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة تحمل عبء الدفاع بشكل أكبر، واستمرار تعزيز التعاون العسكري كما سيمكن الولايات المتحدة من تخفيف بعض التزاماتها الدفاعية بينما تحول تركيزها إلى الصين.

وبما أن أوكرانيا تمثل مصلحة أمنية هامشية لأمريكا، يجب على واشنطن أن توضح بشكل قاطع أنها لن تنجر إلى حرب مع موسكو إذا تعرضت دول الناتو الأوروبية، لهجوم من روسيا حال أقدمت على الدفاع عن أوكرانيا مستقبلا ردا على ذلك.

جهود ماكرون لإنهاء الحرب:
  • التراجع عن ذلك الخطأ الاستراتيجي المصيري.
  • دفع الدول الأوروبية للتعاون عسكريا مع أوكرانيا بعد الحرب.
  • حشد القادة الأوروبيين للتعهد بضم أوكرانيا لحلف الناتو.

الأكثر قراءة