عبدالحليم البراك

موقف ثابت للمملكة في القضية الفلسطينية

الاثنين - 27 مايو 2024

Mon - 27 May 2024


كانت ولا زالت المملكة ذات موقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتبنت المملكة كل ما يمكن أن تفعله دولة مسلمة ذات مسؤولية تجاه أمتها الإسلامية منطلقة من ريادتها للعالم الإسلامي تجاه هذه القضية، تجلى ذلك الموقف من خلال الكلمة الضافية التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في القمة العربية المنعقدة بالبحرين للعام الحالي 2024 والتي أشارت لعدة مضامين ليست غريبة عن المملكة وقيادتها وشعبها، حيث أشار سموه إلى أن المملكة استضافت القمة العربية والإسلامية المشتركة الاستثنائية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة مستغلة ثقلها العربي والإسلامي في هذه القمة، وقد أطلقت لحظتها المملكة حملة شعبية لمساعدة الأشقاء في فلسطين قاربت المليار ريال سعودي مسيرة جسورا جوية وبحرية لإيصال المساعدات لقطاع غزة القابع تحت العدوان الغاشم.

لقد كانت المملكة ولا زالت ذات موقف ثابت لا يتزعزع تجاه القضية في أولوية وقف العدوان لقوات الاحتلال وإيصال المساعدات الإنسانية لغزة وضرورة العمل لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مبنيا على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية في حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، بل كانت المملكة – في مضمون كلمته الضافية حفظه الله – سباقة في ترحيبها في تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ العاشر من مايو 2024 يتضمن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة وتدعو المملكة مزيدا من الدول لمضي قدما للاعتراف الثنائي.

كانت المملكة ولا زالت ترى في قضية فلسطين إحدى أولويات العمل السياسي واستقراره في المنطقة متبنية منهجا عادلا وإنسانيا وإسلاميا في دعم القضية، ولم تكن جهود المملكة تقتصر على هذا الدعم فحسب فتاريخ المملكة في دعم التنمية في فلسطين سباقا وذو أولوية ومنهجا للقيادات السعودية، وكانت السعودية داعية دوما لأطراف النزاع لتقديم الأولوية الإنسانية على أية أولوية أخرى.

لقد كانت مواقف وكلمات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين عن القضية الفلسطينية مواقفا إسلامية ومن منطلقات عربية من خلال تقديم حقوق الشعب الفلسطيني وخياراته التي يختارها لنفسه أولوية في العمل السعودي السياسي وعملا يقتدى به على جميع المستويات العربية والعالمية بل استمرت الجهود الدبلوماسية السعودية من خلال اللجنة الوزارية في رحلات متنقلة حول العالم شملت أكثر من 12 عاصمة عربية وعالمية حتى هذه اللحظات لجمع التأييد للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولأن الصوت السعودي مسموعا عالميا جاءت هذه الاتصالات المتواصلة من ضمن حزمة جهود كبيرة شملت جهودها الاقتصادية والدبلوماسية في نزع فتيل التوتر في المنطقة الذي لا يخدم إلا قوى التطرف والصراع ويضر الشعوب في المنطقة بلا استثناء، هذه الجهود جاءت من أجل أمان حقيقي للمنطقة تنعم به الشعوب هنا من أجل ازدهار حقيقي وتنموي يجب وتستحق أن تحظى به دول المنطقة وشعوبها.

رسخت المملكة بقيادتها الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشرفين وسمو ولي عهده الأمين هذه المفاهيم من خلال خطوات عملية يشهد بها العالم أجمع وليس غريبا هذا على المملكة في ظل دعمها الكبيرة للقضية منذ ظهرت للأزل وستبقى المملكة وفيه لمبادئها حتى ينعم الشعب العربي والفلسطيني بالأمن الذي يستحقه.


Halemalbaarrak@