5 مهارات يحتاجها طلابنا للنجاح في الواقع
الأحد - 26 مايو 2024
Sun - 26 May 2024
يختلف مفهوم النجاح ويتسع كثيرا ليشمل مناحي كثيرة في الحياة، ومع ارتفاع تكاليف الحياة وازدياد عدد الخريجين من الثانوية والجامعة كثر الحديث عن النجاح في الدراسة والتفوق فيها، وكيف يستعد المرء لسوق العمل وينجح في الحصول على عمل والحفاظ عليه.
بيد أننا في خضم التركيز على هذه الجوانب من النجاح نسينا أو تغافلنا جوانب مهمة كلها تصب في نجاح المرء وامتلاكه للحياة المستقرة، وبدونها لن يحقق الطالب النجاح المنشود في الدراسة ولا في سوق العمل، ومن تلكم الجوانب المهمة هي الصحة النفسية للطلبة وامتلاكهم المهارات التي تعينهم على ذلك مثل مهارات التكيف والتعامل مع القلق والرفض والقدرة على اتخاذ القرار وغيرها من المهارات التي لا يستغني عنها أي طالب مهما كان مستواه ومؤهله.
وفيما يلي سرد لخمس مهارات أساسية للطلبة للنجاح في الحياة عامة وتشمل:
1 - اتخاذ القرار: فن لا يحسنه الكثير من الطلبة بدءا من قرار اختيار الصحبة الملائمة، والتخصص الجامعي الذي سيكمل الطالب مسيرته وحياته من خلاله، والجامعة التي سيدرس فيها، ومتى يستمر في الدراسة ومتى يتوقف ويغير التخصص، وكيف يقدم على الوظائف المتاحة ومتى يرفض عرضا وظيفيا أو يستقيل ليبدأ مشروعه الخاص، وكلها قرارات ستؤثر في حياة الإنسان لسنوات طويلة وتحتاج لامتلاك آلية لتقييم البدائل واختيار الأنسب في كل الأوقات.
2 - التعامل مع القلق والضغوط: الضغوط التي يتعرض لها الطالب مختلفة من حيث الدرجة والشدة ومستوى استجابة كل طالب لذلك، سواء الضغوط المتعلقة بالاختبارات أو قرب التخرج وإيجاد التخصص المناسب والترتيب على الدفعة والتنافس على البعثات وضغط الحصول على عمل واستمرار البطالة وغيرها أمور تحتاج لوعي وإدراك حتى لا يقع الطالب تحت وطأة الضغوط ويصبح رهينة لدوامة القلق والتوتر المستمر. صحيح أن القلق والتوتر لا يمكن التخلص منه بالكلية فقليله مفيد ونافع ودافع نحو العمل والجدية ولكن الكثير منه قد يكون عائقا أمام الطالب للمواصلة والاستمرار.
3 - التعامل مع الصدمات: لا تخلو مسيرة أي طالب من صدمات سواء كان تراجعا في المستوى الدراسي، أو رسوبا في بعض المقررات، تعثر في اختبارات القدرات والقبول أو الإخفاق في مقابلات العمل المختلفة وغيرها كثير. فكيف يتعامل الطالب مع هذه الصدمات التعامل الصحيح دون مبالغة ولا بتهويل ويقف على قدميه مجددا. فالبعض يجعل الموقف الذي تعرض له شماعة للإخفاق والتوقف عن المحاولة.
4 - التعامل مع الماضي: لكل منا ماضي وذكريات فيها الجميل والحسن وفيها ما هو دون ذلك من مواقف وذكريات أليمة، والماضي ذهب وولى ولا رجعة له وقد نستذكر بعض المواقف فنشعر بالألم، أو نتأمل في واقعنا اليوم ونجد أن بعض مما جرى بالماضي لا زال يؤثر على حياتنا. وهذا باب يحتاج لتوعية وإرشاد للطلبة بحيث يتمكن الطالب من وضع ما حصل في الماضي في إطاره الصحيح دون أن يشكل عائقا أمامه ليستمر في حياته ومستقبله، فالملتفت للخلف دائما لا يرى الأمام وقد يتعثر مرارا وتكرارا.
5 - التخطيط ورسم الأهداف: يقال الفشل في التخطيط هو الطريق نحو الفشل، وخطة غير مكتملة خير من البقاء بلا خطة ولا أهداف مكتوبة، فتعلم الطالب كيفية التخطيط لحياته وجدوله وأيامه وكيف يرسم أهداف منطقية قابلة للتحقيق أمر مهم وعامل أساسي في بلوغه للكثير في حياته وتفوقه على أقرانه وليس فقط تحقيق النجاح.
كل ما سبق أمور ذكرتها من واقع خبرة وتعامل مع الطلبة وإلا فالأفضل أن يتم صياغتها من قبل المتخصصين في الإرشاد النفسي كبرنامج عملي أو منهج تفاعلي يقدمه المتخصصين في المجال، وأختم بتغريدة ملهمة للأستاذ أسامة الجامع حول ذلك يقول فيها: «يستحق أبناؤنا الطلاب مادة في الصحة النفسية تلمس التحديات التي يتعرضون إليها بدراستهم مثل: التعامل مع الإحباط والإخفاق، الشخصية المثالية وضررها، الضغوط، قلق الاختبارات، الرهاب والقلق في التقديم والإلقاء. كل ما ذكرت حدث وسيحدث وسيتكرر حدوثه بين طلابنا.»
muhamedishaq@