تحديات الاستثمار في التقنية الحيوية
الأربعاء - 22 مايو 2024
Wed - 22 May 2024
عزيزي القارئ، لا يخفى عليك أن قطاع التقنية الحيوية واحد من أكثر القطاعات ديناميكية وابتكارا في الاقتصاد العالمي، حيث يوفر فرصا استثمارية كبيرة بفضل دوره في تطوير علاجات جديدة، واكتشافات طبية، وتقنيات صحية متقدمة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من جاذبيته، فإن الكثير من المستثمرين يتجنبون الاستثمار في سوق التقنية الحيوية.
فما هي الأسباب التي تجعل بعض المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في هذا القطاع؟
يواجه بعض المستثمرين صعوبة كبيرة في فهم التقنية والابتكارات العلمية في قطاع التقنية الحيوية. تطورات مبتكرة مثل العلاجات الجينية Gene Therapy، وتعديل الجينات باستخدام تقنية CRISPR، وتقنية mRNA، تتطلب معرفة تقنية متخصصة ليست في متناول الجميع.
يحتاج المستثمر إلى تقييم دقيق لكل شركة من حيث تقنياتها وخط إنتاجها وآفاقها المستقبلية.
بالنسبة لكثير من المستثمرين، فإن فهم تفاصيل مثل مراحل التجارب السريرية، والموافقات التنظيمية، والتقنية المستخدمة، يشكل تحديا كبيرا، قد يدفعهم للابتعاد عن الاستثمار في هذا القطاع.
يتميز سوق التقنية الحيوية بتقلبات شديدة مقارنة بالقطاعات الأخرى. غالبا ما يتأثر سعر أسهم الشركات بتطورات غير متوقعة مثل نتائج التجارب السريرية، أو موافقات الجهات التنظيمية، أو حتى إشاعات إيجابية أو سلبية حول فاعلية العلاج.
في بعض الحالات، يمكن لنتائج تجربة سريرية واحدة أن تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض كبير في قيمة السهم.
هذا التقلب يجعل الكثير من المستثمرين يشعرون بعدم الأمان، ويفضلون القطاعات التقليدية الأكثر استقرارا نسبيا وذات عوائد أقل.
تعتبر عملية ابتكار وتطوير الأدوية في قطاع التقنية الحيوية طويلة ومعقدة ومكلفة.
يمكن أن تستغرق الأبحاث السريرية سنوات عديدة وتتطلب استثمارات ضخمة قبل أن تصل إلى الأسواق.
حتى بعد كل هذه الجهود، يمكن أن تفشل الشركات في الحصول على الموافقات التنظيمية أو أن تجد صعوبة في تحقيق مبيعات معينة.
هذا يجلب مخاطرة إضافية تجعل الكثير من المستثمرين يتجنبون الاستثمار في هذا القطاع.
يعتمد نجاح شركات التقنية الحيوية بشكل كبير على الابتكار.
وبالتالي، فإنها تواجه منافسة شرسة من الشركات الكبرى في هذا المجال وكذلك من الشركات الناشئة الأخرى التي تسعى إلى اكتساب حصة في الاسواق من خلال الاكتشافات والابتكارات جديدة.
يمكن أن تؤدي هذه المنافسة إلى تقليص أرباح الشركات أو حتى إخراجها من السوق بالكامل.
كما أن عمليات الدمج والاستحواذ يمكن أن تغير المشهد بشكل سريع وغير متوقع.
يتطلب طرح أي دواء أو علاج جديد موافقة صارمة من الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، هذه العمليات التنظيمية معقدة وتأخذ وقتا طويلا، وأحيانا تكون النتيجة هي الرفض وعدم الموافقة على الأدوية حتى بعد سنوات من مراحل التطوير.
هذا يجعل المستثمرين يشعرون بعدم اليقين حول مدى نجاح الشركات في تقديم منتجاتها إلى السوق، وبالتالي يتجنبون الاستثمار في هذا القطاع.
أيضا، العديد من المستثمرين غير مطلعين بشكل كاف على كيفية تقييم شركات التقنية الحيوية.
تقارير المحللين الماليين في هذا القطاع ليست شائعة مثل قطاعات أخرى، وغالبا ما تكون معقدة نظرا لاعتمادها على البيانات العلمية والتقنية.
وهذا يؤدي إلى نقص في المعلومات الواضحة حول كيفية تقييم الأداء المالي للشركات، مما يضيف طبقة أخرى من الغموض وعدم اليقين.
الخوف من الفشل في قطاع التقنية الحيوية حقيقي، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الأدوية تحت التطوير لا تجتاز المراحل السريرية، أو تفشل في تحقيق نتائج مالية مرضية بعد الموافقة عليها.
هذا الخوف قد يخلق حاجزا نفسيا للمستثمرين، حيث يرون أن المخاطرة قد لا تكون متكافئة مع العوائد المحتملة.
تميل شركات التقنية الحيوية إلى جذب استثمارات كبيرة، وغالبا ما تكون ذات رأس مال ضخم.
بالنسبة للمستثمر العادي، فإن شراء حصص في هذه الشركات قد يتطلب مبالغ مالية كبيرة لا يستطيع تحملها.
كما أن صناديق الاستثمار المتخصصة في التقنية الحيوية تميل إلى فرض رسوم إدارية أعلى من المتوسط، مما يجعل الاستثمار فيها أقل جاذبية.
بسبب تعقيد قطاع التقنية الحيوية والمخاطر المرتبطة به، يفضل العديد من المستثمرين البقاء في مناطق الراحة الخاصة بهم، مثل القطاعات التقليدية كالعقارات، والتمويل، والطاقة، وغيرها.
هذه القطاعات تُعرف باستقرارها النسبي، وغالبا ما تعتبر خيارات آمنة مقارنة بقطاع التقنية الحيوية.
على الرغم من العوائق المذكورة، فإن قطاع التقنية الحيوية يظل يوفر فرصا استثمارية هائلة لمن يتمكن من فهمه بشكل صحيح.
يمكن للمستثمرين الذين يمتلكون المعرفة التقنية الكافية، والقدرة على تحليل مخاطر السوق، والتنويع الجيد، أن يحققوا عوائد مجزية في هذا القطاع.
ومع ذلك، فإن التحديات المتعلقة بالتعقيد، والتقلبات، والتنظيم تجعل الكثيرين يتجنبون الاستثمار فيه.
لذلك، من الضروري أن يقوم المستثمرون بإجراء أبحاث مكثفة والتشاور مع الخبراء الماليين قبل اتخاذ قرار الاستثمار في سوق التقنية الحيوية.
nabilalhakamy@
ومع ذلك، وعلى الرغم من جاذبيته، فإن الكثير من المستثمرين يتجنبون الاستثمار في سوق التقنية الحيوية.
فما هي الأسباب التي تجعل بعض المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في هذا القطاع؟
يواجه بعض المستثمرين صعوبة كبيرة في فهم التقنية والابتكارات العلمية في قطاع التقنية الحيوية. تطورات مبتكرة مثل العلاجات الجينية Gene Therapy، وتعديل الجينات باستخدام تقنية CRISPR، وتقنية mRNA، تتطلب معرفة تقنية متخصصة ليست في متناول الجميع.
يحتاج المستثمر إلى تقييم دقيق لكل شركة من حيث تقنياتها وخط إنتاجها وآفاقها المستقبلية.
بالنسبة لكثير من المستثمرين، فإن فهم تفاصيل مثل مراحل التجارب السريرية، والموافقات التنظيمية، والتقنية المستخدمة، يشكل تحديا كبيرا، قد يدفعهم للابتعاد عن الاستثمار في هذا القطاع.
يتميز سوق التقنية الحيوية بتقلبات شديدة مقارنة بالقطاعات الأخرى. غالبا ما يتأثر سعر أسهم الشركات بتطورات غير متوقعة مثل نتائج التجارب السريرية، أو موافقات الجهات التنظيمية، أو حتى إشاعات إيجابية أو سلبية حول فاعلية العلاج.
في بعض الحالات، يمكن لنتائج تجربة سريرية واحدة أن تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض كبير في قيمة السهم.
هذا التقلب يجعل الكثير من المستثمرين يشعرون بعدم الأمان، ويفضلون القطاعات التقليدية الأكثر استقرارا نسبيا وذات عوائد أقل.
تعتبر عملية ابتكار وتطوير الأدوية في قطاع التقنية الحيوية طويلة ومعقدة ومكلفة.
يمكن أن تستغرق الأبحاث السريرية سنوات عديدة وتتطلب استثمارات ضخمة قبل أن تصل إلى الأسواق.
حتى بعد كل هذه الجهود، يمكن أن تفشل الشركات في الحصول على الموافقات التنظيمية أو أن تجد صعوبة في تحقيق مبيعات معينة.
هذا يجلب مخاطرة إضافية تجعل الكثير من المستثمرين يتجنبون الاستثمار في هذا القطاع.
يعتمد نجاح شركات التقنية الحيوية بشكل كبير على الابتكار.
وبالتالي، فإنها تواجه منافسة شرسة من الشركات الكبرى في هذا المجال وكذلك من الشركات الناشئة الأخرى التي تسعى إلى اكتساب حصة في الاسواق من خلال الاكتشافات والابتكارات جديدة.
يمكن أن تؤدي هذه المنافسة إلى تقليص أرباح الشركات أو حتى إخراجها من السوق بالكامل.
كما أن عمليات الدمج والاستحواذ يمكن أن تغير المشهد بشكل سريع وغير متوقع.
يتطلب طرح أي دواء أو علاج جديد موافقة صارمة من الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو وكالة الأدوية الأوروبية (EMA)، هذه العمليات التنظيمية معقدة وتأخذ وقتا طويلا، وأحيانا تكون النتيجة هي الرفض وعدم الموافقة على الأدوية حتى بعد سنوات من مراحل التطوير.
هذا يجعل المستثمرين يشعرون بعدم اليقين حول مدى نجاح الشركات في تقديم منتجاتها إلى السوق، وبالتالي يتجنبون الاستثمار في هذا القطاع.
أيضا، العديد من المستثمرين غير مطلعين بشكل كاف على كيفية تقييم شركات التقنية الحيوية.
تقارير المحللين الماليين في هذا القطاع ليست شائعة مثل قطاعات أخرى، وغالبا ما تكون معقدة نظرا لاعتمادها على البيانات العلمية والتقنية.
وهذا يؤدي إلى نقص في المعلومات الواضحة حول كيفية تقييم الأداء المالي للشركات، مما يضيف طبقة أخرى من الغموض وعدم اليقين.
الخوف من الفشل في قطاع التقنية الحيوية حقيقي، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الأدوية تحت التطوير لا تجتاز المراحل السريرية، أو تفشل في تحقيق نتائج مالية مرضية بعد الموافقة عليها.
هذا الخوف قد يخلق حاجزا نفسيا للمستثمرين، حيث يرون أن المخاطرة قد لا تكون متكافئة مع العوائد المحتملة.
تميل شركات التقنية الحيوية إلى جذب استثمارات كبيرة، وغالبا ما تكون ذات رأس مال ضخم.
بالنسبة للمستثمر العادي، فإن شراء حصص في هذه الشركات قد يتطلب مبالغ مالية كبيرة لا يستطيع تحملها.
كما أن صناديق الاستثمار المتخصصة في التقنية الحيوية تميل إلى فرض رسوم إدارية أعلى من المتوسط، مما يجعل الاستثمار فيها أقل جاذبية.
بسبب تعقيد قطاع التقنية الحيوية والمخاطر المرتبطة به، يفضل العديد من المستثمرين البقاء في مناطق الراحة الخاصة بهم، مثل القطاعات التقليدية كالعقارات، والتمويل، والطاقة، وغيرها.
هذه القطاعات تُعرف باستقرارها النسبي، وغالبا ما تعتبر خيارات آمنة مقارنة بقطاع التقنية الحيوية.
على الرغم من العوائق المذكورة، فإن قطاع التقنية الحيوية يظل يوفر فرصا استثمارية هائلة لمن يتمكن من فهمه بشكل صحيح.
يمكن للمستثمرين الذين يمتلكون المعرفة التقنية الكافية، والقدرة على تحليل مخاطر السوق، والتنويع الجيد، أن يحققوا عوائد مجزية في هذا القطاع.
ومع ذلك، فإن التحديات المتعلقة بالتعقيد، والتقلبات، والتنظيم تجعل الكثيرين يتجنبون الاستثمار فيه.
لذلك، من الضروري أن يقوم المستثمرون بإجراء أبحاث مكثفة والتشاور مع الخبراء الماليين قبل اتخاذ قرار الاستثمار في سوق التقنية الحيوية.
nabilalhakamy@