منتجاتنا من الموهبة والإبداع

بين مفهومي الموهبة والإبداع يكمن الأثر المتعدي الإيجابي للأجيال المقبلة؛ فمن هو الموهوب ومن المبدع؟ الموهبة هي الاستعداد الفطري الكامن عند الإنسان الذي يؤهله بأن يبرع في تخصص مستقبلي، ولأنها هبة من الوهاب عز وجل فهي موهبة تنتفل جينيا؛ أما الإبداع فهو ذلك الابتداع من أصل الشيء بإدخال التحسين والتجميل والجودة والاتقان لإفراز أفكار جديدة وخيالية وتحويلها لواقع ملموس؛ فالموهوب مبدع بفطرته وأصله وبذرته الأساسية؛ في المقابل ليس شرطا أن يكون المبدع موهوبا في أصله ولكنه قابل للتطور والتطوير سواء من ذاته أو من غيره.

شاركت المملكة العربية السعودية في شهر مايو الجاري 2024 من 10-18 بمعرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة؛ واختصاره «ISEF»International Science and Engineering Fair؛ ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» وبمشاركة من وزارة التعليم حيث اعتبر ذلك التجمع الجماهيري أكبر كرنفال علمي معرفي عالمي والذي ضم 210 آلاف طالب وطالبة من 70 دولة وترعاه شركة أنتل الأمريكية وهي أكبر شركات التكنولوجيا بمدينة لوس أنجلوس لغرض التنافس في مجال الأبحاث العلمية وتجهيز الطلبة للمرحلة ما قبل الجامعية.

تم الإعلان عن فوز منتخبنا الوطني للعلوم والهندسة والمكون من 35 من الشباب الواعدين الموهوبين والمبدعين الذين حصدوا بجدارة 27 جائزة في مختلف التخصصات العلمية؛ بلا شك نحن نفخر ونباهي بأبنائنا على هذا المستوى الرفيع الذي وصلنا إليه بدعم سخي من قيادتنا الرشيدة التي قامت مشكورة باحتضان تلك العقول الفذة برعاية مواهبنا وصناعة إبداعتنا البشرية التي رأينا من خلال هذا الجهد المبذول للوصول الى المأمول للرؤية الواعدة 2030 بمشيئة الله تعالى.

هذا الإنجاز لم يكن عبثيا ولا وليد صدفة لكنه توفيق مسبق من العلي القدير ثم بتدخل الداعم الأساسي من الأسرة الحاضنة والمدرسة الداعمة تربويا وتعليميا لهذا الاستعداد الكامن وصقل الفكر المتقن؛ من خلال الأب والأم بوابة الاستقرار النفسي الذي رفع من القيمة المعنوية والمادية لهم وعزز لديهم الصحة النفسية لاستقبال كل ما يعين على النجاح والتفوق منذ مراحلهم الأولية بمتابعة من المنزل وبمساعدة من المدرسة المتمثلة في المعلمين الأكفاء وتأديتهم لرسالتهم وواجبهم الإنساني الذي أحدث ذلك التكامل المعرفي وأنتج الموهبة والإبداع.

في فلسفة إدارة المعرفة هنالك ما يسمى بالقوة الناعمة وهو ما يمتلكه البشر من مقومات خاصة من مواهب وإبداعات وابتكارات ومهارات وهوايات تميزهم عن غيرهم يستطيعون من خلالها فرض قوتهم الفكرية لإثبات ما لديهم من منتجات قابلة للتصنيع مما سيزيد من القوة الاقتصادية للوطن بما يحمله شبابه من طاقة وقدرة تفوق الدول الأخرى وهو تحديدا ما يسمى بالاقتصاد القائم على المعرفة.

أرضنا المعرفية خصبة بعقول شبابنا لنحقق وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.

هنيئا للوطن بأبناء الوطن.

Yos123Omar@