عالم VUCA بعد العولمة
الأربعاء - 22 مايو 2024
Wed - 22 May 2024
خلال القرون الخمسة الماضية تمكن الغرب من السيطرة على الأوضاع العالمية واعتبر نفسه المركز العالمي من خلال نظام الزمن: توقيت جرينتش، ومن خلال نظام المكان، أطلق على الآخر وصف الشرق باعتباره المركز الجغرافي، كما أطلق على احتلاله للآخر سمة الكشوفات الجغرافية، على الرغم أن بعض تلك البقاع المستعمرة ذات حضارات بشرية أعرق من الغرب نفسه!!.
هذه النظرة الفوقية كانت من أجل إحداث الانهزامية في ثقافة الآخرين والاستسلام للواقع الجديد، ولو تأملنا بعض كتابات المفكرين العرب لوجدنا أن الغرب نجح في هذه المهمة كون التاريخ يكتبه المنتصر كما يقال، فقد أحدثت هذه النظرة أزمة ثقافية في نظر المجتمعات البشرية عموما وليس العرب والمسلمين وحدهم في ظل السطوة الثقافية الغربية، وقد وصلت هذه السطوة ذروتها عند انهيار المعسكر الشرقي.
وصل التباهي الأمريكي تحديدا ذروته الثقافية عند نظريتي العولمة والرجل الأخير، فقد اعتبر الغرب أن العولمة هي أهم أدواته للهيمنة الثقافية على المجتمعات البشرية من خلال ثورة الإنترنت والوسائل التقنية كتطبيقات التواصل الاجتماعي التي نجحت في تسويقها للعالم، وبالفعل أصبح العالم يشبه القرية الصغيرة من خلال تطبيقات السوشيال ميديا وثورة الاتصالات وأنظمة التجارة الالكترونية وسلاسل الإمداد.
ولأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فقد بزغت دولة شرقية إلى صدارة العالم، وهي الصين التي خرجت من العباءة الاشتراكية ورأت في نظم العولمة فرصة ثمينة لا تعوض، فعندما سعت العولمة الأمريكية إلى حرية تدفق المعلومات نجح تطبيق التيك توك الصيني باجتياح الغرب نفسه، وعندما سوقت العولمة إلى حرية التبادل التجاري تفوقت الصين على الاقتصاديات العالمية لتصبح الاقتصاد الثاني عالميا، وعندما سعت العولمة إلى حرية انتقال الإنسان حول العالم بدأ الغرب يشتكي من المهاجرين ليضيق الخناق على أنظمة الهجرة، وبعد أن سعت العولمة إلى خلق ثقافة إنسانية مشتركة بدأ الغرب اليوم يضيق من الجامعات الغربية التي اصطفت مع عدالة القضية الفلسطينية ومعاناة أهل غزة!!
خاتمة القول، يجيد الغرب وصف المراحل التاريخية، فهو يصف التاريخ بين عامي 1945-1990م بسمة ملامح الحرب الباردة، وبين عامي 1990-2020م بسمة وملامح عالم القطبية الواحدة أو مرحلة العولمة، لكن السؤال الآن، كيف يصف الغرب المرحلة القادمة؟، فقد تصدعت فكرة الرجل الأخير التي روج لها المؤرخ الأمريكي الشهير فرانسيس فوكوياما، كما أن وصول الصين إلى هذه المرحلة العالمية المتقدمة بدأ يضيق الخناق على نظم العولمة والتي كان يروج لأبعادها في الماضي، ولذا نجد توصيفا جديدا نسمعه هذه الأيام ليصف الملامح العالمية لفترة ما بعد عام 2020م، ويطلق عليها مرحلة الغموض والتعقيد، أو مرحلة VUCA، وهي اختصار لعبارة: Volatility Uncertainty Complavity and Ambiguity، أي مزيج بين عالم اللايقين وتقلب الأوضاع والتعقيد والغموض!!
albakry1814@
هذه النظرة الفوقية كانت من أجل إحداث الانهزامية في ثقافة الآخرين والاستسلام للواقع الجديد، ولو تأملنا بعض كتابات المفكرين العرب لوجدنا أن الغرب نجح في هذه المهمة كون التاريخ يكتبه المنتصر كما يقال، فقد أحدثت هذه النظرة أزمة ثقافية في نظر المجتمعات البشرية عموما وليس العرب والمسلمين وحدهم في ظل السطوة الثقافية الغربية، وقد وصلت هذه السطوة ذروتها عند انهيار المعسكر الشرقي.
وصل التباهي الأمريكي تحديدا ذروته الثقافية عند نظريتي العولمة والرجل الأخير، فقد اعتبر الغرب أن العولمة هي أهم أدواته للهيمنة الثقافية على المجتمعات البشرية من خلال ثورة الإنترنت والوسائل التقنية كتطبيقات التواصل الاجتماعي التي نجحت في تسويقها للعالم، وبالفعل أصبح العالم يشبه القرية الصغيرة من خلال تطبيقات السوشيال ميديا وثورة الاتصالات وأنظمة التجارة الالكترونية وسلاسل الإمداد.
ولأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فقد بزغت دولة شرقية إلى صدارة العالم، وهي الصين التي خرجت من العباءة الاشتراكية ورأت في نظم العولمة فرصة ثمينة لا تعوض، فعندما سعت العولمة الأمريكية إلى حرية تدفق المعلومات نجح تطبيق التيك توك الصيني باجتياح الغرب نفسه، وعندما سوقت العولمة إلى حرية التبادل التجاري تفوقت الصين على الاقتصاديات العالمية لتصبح الاقتصاد الثاني عالميا، وعندما سعت العولمة إلى حرية انتقال الإنسان حول العالم بدأ الغرب يشتكي من المهاجرين ليضيق الخناق على أنظمة الهجرة، وبعد أن سعت العولمة إلى خلق ثقافة إنسانية مشتركة بدأ الغرب اليوم يضيق من الجامعات الغربية التي اصطفت مع عدالة القضية الفلسطينية ومعاناة أهل غزة!!
خاتمة القول، يجيد الغرب وصف المراحل التاريخية، فهو يصف التاريخ بين عامي 1945-1990م بسمة ملامح الحرب الباردة، وبين عامي 1990-2020م بسمة وملامح عالم القطبية الواحدة أو مرحلة العولمة، لكن السؤال الآن، كيف يصف الغرب المرحلة القادمة؟، فقد تصدعت فكرة الرجل الأخير التي روج لها المؤرخ الأمريكي الشهير فرانسيس فوكوياما، كما أن وصول الصين إلى هذه المرحلة العالمية المتقدمة بدأ يضيق الخناق على نظم العولمة والتي كان يروج لأبعادها في الماضي، ولذا نجد توصيفا جديدا نسمعه هذه الأيام ليصف الملامح العالمية لفترة ما بعد عام 2020م، ويطلق عليها مرحلة الغموض والتعقيد، أو مرحلة VUCA، وهي اختصار لعبارة: Volatility Uncertainty Complavity and Ambiguity، أي مزيج بين عالم اللايقين وتقلب الأوضاع والتعقيد والغموض!!
albakry1814@