أذكياء ولكن أغبياء
الاثنين - 20 مايو 2024
Mon - 20 May 2024
ميز الله عز وجل الإنس والجن بالعقل عن باقي مخلوقاته على سطح الأرض، فبالعقل يدرك الإنسان ويفهم علاقة الأسباب والنتائج بعضها ببعض، والنظر إلى مآلات الأمور، والاعتبار بالحوادث، والتفكر بالمعاني، والتأمل والتدبر والتفكير لمعرفة الحق والصواب من الباطل والخطأ؛ لذا نهانا الله عز وجل عن كل ما يضر بالعقل أو يعطله، وأمرنا بالمحافظة عليه.
قال ابن الجوزي رحمه الله «إن أجل الأشياء موهبة العقل، فإنه الآلة في تحصيل معرفة الإله، وبه تضبط المصالح، وتلحظ العواقب، وتدرك الغوامض، وتجمع الفضائل».
وقيمة الشيء بنفعه، فإذا لم ينفع العقل صاحبه، بسبب إهماله وعدم تنميته بالقراءة ومجالسة العقلاء، أو كان ممن غلب هواه على عقله، كان هذا العقل بمثابة العدو الضال المضل، الذي لا يجلب خيرا ولا عليه يدل.
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الخيرات شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقـد كمـلت أخـلاقه ومـآربه
لو أن عاقلا ذهب إلى مقهى ليحتسي قهوته المعتادة، فأخبروه بأن ثمن القهوة اليوم رقصة سخيفة، تخالف الحشمة والحياء، وتنزع رداء الكرامة وعزة النفس، لأتاهم الرد سريعا بسيل من الشتائم أو لطمة مباغتة بقفا اليد، لكن الأمر ذاته إن جاء مغلفا بالاستظراف متخفيا بـ (الترند)، أصبح مقبولا ومعقولا عند الجهلاء والأغبياء.
وقس على هذا الفعل القبيح كثيرا من الأمور الغبية، التي يفعلها بعض ممن تصدروا ساحة الشهرة المزيفة، فلا تستغرب أن يصرح أحدهم بكرهه للفقراء، وآخر يتحدث بسوء أدب مع الله عز وجل أو أحكامه الشرعية، وآخر بجهل وتعد على جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، أو صحابته الكرام رضي الله عنهم، فيتجاوزون الخطوط الحمراء شرعا وعرفا وقانونا، بكل بلاهة وصفاقة، معتقدين أنهم أذكياء، وجميعنا يعلم أنهم حفنة من الأغبياء.
وهذا اللسـان بريـد الفؤاد
يـدل الرجال على عقله
في كتابه (ذكريات لا مذكرات) شكا الكاتب ثروت أباظة إلى الأديب توفيق الحكيم إهمال النقاد له، ومخاصمة الشهرة للمبدعين من الكتاب، فأجابه بأن الشهرة تأتي إليك إذا ذهبت إلى بار في أحد الكباريهات، واتفقت مع راقصة، إما أن تصفعك أو أن تصفعها، فهكذا تصبح مشهورا في لحظة.
وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المتعددة، أعطت المجال لكل من له بنان ولسان أن يعبر عن مشاعره الخاصة وأفكاره الغريبة، حتى لو كان ذا عقل ناقص وعلم ضار، ومن هنا تأتي الكوارث والطوام، فالحديث الخاص ليس للتداول عند عوام الناس، والأفكار الغريبة لا تزيد العقول إلا تشوها وريبة.
وقد قيل: «إذا تم العقل نقص الكلام».
ويقول المثل الصيني: عندما تغضب فكر مرتين ثم اصمت.
وأقول: عندما تستيقظ من النوم وحتى تعود له آخر اليوم، فكر مرات واصمت ساعات، لعلك تسلم من الحمقى والحماقات.
قال ابن الجوزي رحمه الله «إن أجل الأشياء موهبة العقل، فإنه الآلة في تحصيل معرفة الإله، وبه تضبط المصالح، وتلحظ العواقب، وتدرك الغوامض، وتجمع الفضائل».
وقيمة الشيء بنفعه، فإذا لم ينفع العقل صاحبه، بسبب إهماله وعدم تنميته بالقراءة ومجالسة العقلاء، أو كان ممن غلب هواه على عقله، كان هذا العقل بمثابة العدو الضال المضل، الذي لا يجلب خيرا ولا عليه يدل.
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الخيرات شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقـد كمـلت أخـلاقه ومـآربه
لو أن عاقلا ذهب إلى مقهى ليحتسي قهوته المعتادة، فأخبروه بأن ثمن القهوة اليوم رقصة سخيفة، تخالف الحشمة والحياء، وتنزع رداء الكرامة وعزة النفس، لأتاهم الرد سريعا بسيل من الشتائم أو لطمة مباغتة بقفا اليد، لكن الأمر ذاته إن جاء مغلفا بالاستظراف متخفيا بـ (الترند)، أصبح مقبولا ومعقولا عند الجهلاء والأغبياء.
وقس على هذا الفعل القبيح كثيرا من الأمور الغبية، التي يفعلها بعض ممن تصدروا ساحة الشهرة المزيفة، فلا تستغرب أن يصرح أحدهم بكرهه للفقراء، وآخر يتحدث بسوء أدب مع الله عز وجل أو أحكامه الشرعية، وآخر بجهل وتعد على جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، أو صحابته الكرام رضي الله عنهم، فيتجاوزون الخطوط الحمراء شرعا وعرفا وقانونا، بكل بلاهة وصفاقة، معتقدين أنهم أذكياء، وجميعنا يعلم أنهم حفنة من الأغبياء.
وهذا اللسـان بريـد الفؤاد
يـدل الرجال على عقله
في كتابه (ذكريات لا مذكرات) شكا الكاتب ثروت أباظة إلى الأديب توفيق الحكيم إهمال النقاد له، ومخاصمة الشهرة للمبدعين من الكتاب، فأجابه بأن الشهرة تأتي إليك إذا ذهبت إلى بار في أحد الكباريهات، واتفقت مع راقصة، إما أن تصفعك أو أن تصفعها، فهكذا تصبح مشهورا في لحظة.
وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المتعددة، أعطت المجال لكل من له بنان ولسان أن يعبر عن مشاعره الخاصة وأفكاره الغريبة، حتى لو كان ذا عقل ناقص وعلم ضار، ومن هنا تأتي الكوارث والطوام، فالحديث الخاص ليس للتداول عند عوام الناس، والأفكار الغريبة لا تزيد العقول إلا تشوها وريبة.
وقد قيل: «إذا تم العقل نقص الكلام».
ويقول المثل الصيني: عندما تغضب فكر مرتين ثم اصمت.
وأقول: عندما تستيقظ من النوم وحتى تعود له آخر اليوم، فكر مرات واصمت ساعات، لعلك تسلم من الحمقى والحماقات.