رحيق ومراسلات وسير وعبق
الأحد - 19 مايو 2024
Sun - 19 May 2024
في ليلة الثاني عشر من شهر رمضان الماضي كنت ضمن وفد نادي أبها الأدبي المشاركين في زيارة الأديب والشاعر الأستاذ علي عبدالله مهدي، وتلقيت دعوة كريمة لزيارة مكتبة الشيخ أحمد بن محمد بن علي الحفظي.
لبيت الدعوة مساء اليوم التالي، فكان (الشيخ أحمد) استقباله كريما؛ حار الترحيب؛ لطيف الحديث؛ صعدت معه إلى الدور الثالث، ودخلنا إلى مكتبته التي يتوسطها جلسة جميلة للقراءة، بطرفها مكتب شديد الترتيب؛ تتزاحم عليه الكتب النفيسة.
وبما أن الحس النقدي يسير في دمي؛ سألته -بعفوية- عن عدم اختياره مكانا للمكتبة في الدور الأرضي؛ ليسهل الوصول إليها؛ فأجاب سريعا وبصوت حاسم (لا) وصمت مبتسما؛ ثم أكمل (الكتب موارد العلم؛ وجهد العلماء؛ وجدير بها الحفظ في مكان مرتفع، هذا رأيي).
بدأت معه الحديث عن انطلاق قلمه مع التأليف، فمن كتابه (رحيق الأقلام في كتابة سير الأعلام) الصادر عام 1433هـ كانت البداية، ثم كتاب (مراسلات آل الحفظي) الصادر من دارة الملك عبدالعزيز عام 1442هـ، وهو توثيق لمجموعة من الرسائل بين العلماء من أسرته مع العلماء والأعيان في الحجاز ونجد والمخلاف السليماني، تلاه الحديث عن كتابه (سير زاهية) الصادر عام 1443هـ، وكتابه الأخير (عبق الراحلين) الصادر هذا العام.
شاهدت عبارات الثناء المستحقة على (آل الحفظي) كأسرة في مراسلاته مع شخصيات اعتبارية كسمو الأمير سلطان بن سلمان؛ ومفتي المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - والكثير مما نشر عنهم في مجلة العرب وغيرها.
شاهدت أيضا بين ملفاته ما يستحق أن يرى النور؛ وهو أهل لرعايته؛ ولعل ذلك يكون قريبا.
ودعته بعد أن أهداني كتبه الأربعة وكلها تحمل توقيعه، ووجدت لكل كتاب قصة تستحق أن تروى، فما قام به أبو محمد من جهد هائل فاق به أقرانه؛ قدم من خلاله عملا يوثق سيرة طيبة لأسرة طيبة، بأسلوب زمخشري بليغ؛ ترفع فيه عن الوقوع في فخ الفخر المقيت؛ وتجاوزه بمهارة بالغة؛ حتى أنه كتب (أعد هذا من الوفاء لهم، والإقرار قولا وعملا لكل ما هو جميل منهم ولهم).
صدق - وهو الصدوق - فأسرة (آل الحفظي) من الأسر العلمية العريقة التي لعبت دورا مهما في خدمة الحركة العلمية والفكرية في منطقة عسير بشكل عام وفي (رُجال) على وجه الخصوص خلال القرون المتأخرة الماضية، هذه الأسرة الكريمة أمدوا المختصين من الباحثين أو طلاب العلم بالملفات في شتى فروع المعارف الشرعية والتاريخ والتراجع والسير وغيرها منذ استقر جدهم موسى بن جغثم عام 1000هـ في قرية (رُجال) وبنى بعدها بعام مسجد كان منارا للعلم والإفتاء ومقصدا للدارسين، ثم كان لدورهم في تأييد الدعوة الإصلاحية؛ مع قيام الدولة السعودية؛ من كريم الأثر ما هو معروف.
أخيرا... أختم بأبيات من قصيدة للشاعر والأديب (علي عبدالله مهدي):
وما أسرة الحفظي إلا أماجد
كِرَامٌ ورب العالمين وكيلُ
إذا ذُكِرَ الأعلام كانوا أئمة
وإن عُدّ أهل السبق كان وصولُ
أصول لها ذكر وفكر وغاية
ومَدِّ إذا ما قيس فهو يطولُ
hq22222@
لبيت الدعوة مساء اليوم التالي، فكان (الشيخ أحمد) استقباله كريما؛ حار الترحيب؛ لطيف الحديث؛ صعدت معه إلى الدور الثالث، ودخلنا إلى مكتبته التي يتوسطها جلسة جميلة للقراءة، بطرفها مكتب شديد الترتيب؛ تتزاحم عليه الكتب النفيسة.
وبما أن الحس النقدي يسير في دمي؛ سألته -بعفوية- عن عدم اختياره مكانا للمكتبة في الدور الأرضي؛ ليسهل الوصول إليها؛ فأجاب سريعا وبصوت حاسم (لا) وصمت مبتسما؛ ثم أكمل (الكتب موارد العلم؛ وجهد العلماء؛ وجدير بها الحفظ في مكان مرتفع، هذا رأيي).
بدأت معه الحديث عن انطلاق قلمه مع التأليف، فمن كتابه (رحيق الأقلام في كتابة سير الأعلام) الصادر عام 1433هـ كانت البداية، ثم كتاب (مراسلات آل الحفظي) الصادر من دارة الملك عبدالعزيز عام 1442هـ، وهو توثيق لمجموعة من الرسائل بين العلماء من أسرته مع العلماء والأعيان في الحجاز ونجد والمخلاف السليماني، تلاه الحديث عن كتابه (سير زاهية) الصادر عام 1443هـ، وكتابه الأخير (عبق الراحلين) الصادر هذا العام.
شاهدت عبارات الثناء المستحقة على (آل الحفظي) كأسرة في مراسلاته مع شخصيات اعتبارية كسمو الأمير سلطان بن سلمان؛ ومفتي المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - والكثير مما نشر عنهم في مجلة العرب وغيرها.
شاهدت أيضا بين ملفاته ما يستحق أن يرى النور؛ وهو أهل لرعايته؛ ولعل ذلك يكون قريبا.
ودعته بعد أن أهداني كتبه الأربعة وكلها تحمل توقيعه، ووجدت لكل كتاب قصة تستحق أن تروى، فما قام به أبو محمد من جهد هائل فاق به أقرانه؛ قدم من خلاله عملا يوثق سيرة طيبة لأسرة طيبة، بأسلوب زمخشري بليغ؛ ترفع فيه عن الوقوع في فخ الفخر المقيت؛ وتجاوزه بمهارة بالغة؛ حتى أنه كتب (أعد هذا من الوفاء لهم، والإقرار قولا وعملا لكل ما هو جميل منهم ولهم).
صدق - وهو الصدوق - فأسرة (آل الحفظي) من الأسر العلمية العريقة التي لعبت دورا مهما في خدمة الحركة العلمية والفكرية في منطقة عسير بشكل عام وفي (رُجال) على وجه الخصوص خلال القرون المتأخرة الماضية، هذه الأسرة الكريمة أمدوا المختصين من الباحثين أو طلاب العلم بالملفات في شتى فروع المعارف الشرعية والتاريخ والتراجع والسير وغيرها منذ استقر جدهم موسى بن جغثم عام 1000هـ في قرية (رُجال) وبنى بعدها بعام مسجد كان منارا للعلم والإفتاء ومقصدا للدارسين، ثم كان لدورهم في تأييد الدعوة الإصلاحية؛ مع قيام الدولة السعودية؛ من كريم الأثر ما هو معروف.
أخيرا... أختم بأبيات من قصيدة للشاعر والأديب (علي عبدالله مهدي):
وما أسرة الحفظي إلا أماجد
كِرَامٌ ورب العالمين وكيلُ
إذا ذُكِرَ الأعلام كانوا أئمة
وإن عُدّ أهل السبق كان وصولُ
أصول لها ذكر وفكر وغاية
ومَدِّ إذا ما قيس فهو يطولُ
hq22222@