بشرى فيصل السباعي

كيفية منع تكرار الإساءة للمقدسات الإسلامية

الثلاثاء - 14 مايو 2024

Tue - 14 May 2024

مع كل حدث مستفز لمشاعر المسلمين يتعلق بالمساس بمقدساتهم كما في حرق القرآن والرسوم الساخرة يتكرر التساؤل حول ردة الفعل الصحيحة، وللأسف حتى الآن لازال ليس هناك توافق وإجماع على ردة الفعل الصحيحة وهذا ينتج عنه ردات أفعال غير رشيدة مثل أعمال الشغب والاغتيالات.

لو كان للمسلمين توافق عام حول ردات الأفعال الرشيدة الحكيمة لما تكررت تلك الأحداث المستفزة التي غايتها ليست المناكفة أو حتى الحصول على الشهرة بقدر ما هو نصب فخ للمسلمين؛ وفي كل مرة يتكرر سقوط المسلمين في الفخ ويتحقق مراد القائمين على تلك التصرفات المسيئة؛ فردات الأفعال العنيفة للمسلمين تجعل خصوم الإسلام والمسلمين يقولون «ألم نقل لكم إن المسلمين إرهابيون والإسلام يحض على الإرهاب والعنف» وبناء عليه يضغطون لفرض قوانين تضطهد الحريات الدينية للإسلام والمسلمين وتحد من تواجد المسلمين على أراضيهم.

هذا النمط تصاعد في الشرق والغرب مع صعود التيارات اليمينية في أنحاء العالم، ولو اتبع المسلمون الإرشادات الإلهية حول الطريقة الرشيدة الحكيمة في الرد على المسيئين لما تكررت أفعال الإساءة تلك؛ لأن الغاية منها لا تتحقق وهي استدراج المسلمين لردات أفعال عنيفة يتم استخدامهما لتبرير القوانين التي تضطهدهم، فما يجعلها تتكرر هو ردة فعل المسلمين العنيفة عليها والتي تخالف أوامر الله تعالى حيث قال سبحانه؛ (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) لاحظ أن الآيات لم تقل إن الرد على المستهزئين بالمقدسات هو القتل أو الحرب أو حتى الخصومة والقطيعة الدائمة إنما فقط اعتزال واقعة الاستهزاء ومن ثم العودة للجلوس معهم طالما غيروا الموضوع.

اعتبر القرآن أهل القوة الجوهرية العميقة/العزم، هم من فوق الصبر الجميل على أذية المسيئين يبقون متحرين التصرف وفق المثاليات العليا أي التقوى (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)، أي أن أصحاب ردات الأفعال العنيفة هم ضعفاء جوهريا وفق المفهوم العميق القرآني للقوة، والأقوياء بحق هم أصحاب ردات الأفعال الحكيمة التي تفشل مخطط استدراج المسلمين إلى ردات أفعال عنيفة.

أما عن كيفية التخلص من الأعداء فالطريقة القرآنية هي ليست بقتلهم إنما هي بالإحسان إليهم فهذا ما يحولهم إلى أصدقاء وحلفاء (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). ومن ذلك القيام بمبادرات بإرسال مواد تعريفية عن الإسلام لمن يقوم بأعمال تمس قدسية رموز الإسلام، وإعلاميا يجب الأخذ بتوجيه الخليفة عمر بن الخطاب «أميتوا الباطل بالسكوت عنه» فتناول وإشهار أحداث الإساءة للمقدسات الإسلامية ولو من قبيل التشنيع عليها واستنكارها هو تماما ما يخدم مآرب طالبي الشهرة عبر الاساءة للمقدسات الإسلامية، ويفشل مخططاتهم ألا يشتهروا بسببها عبر عدم تداول الأخبار عنها.