اختبارات نافس وأهميتها في تحسين نظام التعليم

تسعى الدول المتقدمة إلى تطوير أنظمة التعليم، بهدف تركيزها على تحقيق جودة عالية في مخرجات التعلم، وتهيئة الطلاب لمواجهة تحديات الحياة ومتطلبات سوق العمل في المستقبل.

ولتحقيق هذه الأهداف تعتمد هذه الدول على استخدام تقييمات واختبارات موثوقة.

وقد حرصت المملكة العربية السعودية الاستفادة من جميع التقويمات الدولية والتحصيلية، خلال بناء وتنفيذ المقاييس والاختبارات سعيا إلى تطوير التعليم وجعله في مصاف الدول العالمية، إذ اعتمدت تطبيق الاختبارات الوطنية (نافس)، كإحدى أدوات التقييم الرئيسة، بدءا من الأسبوع الجاري، وتستمر أسبوعين في جميع المدارس، وفي وقت واحد، وذلك بهدف تقديم صورة واقعية عن مستوى الأداء التعليمي.

تعد اختبارات نافس ذات أهمية بالغة في جوانب عدة، فهي تقيس مستوى التحصيل العلمي للطلاب، وتشجع على التفوق والتميز في التعلم، وتوفير تقارير وبيانات مفصلة عن تحصيل الطلاب والعوامل المؤثرة، وإجراء تحليل علمي لأداء النظام التعليمي، مما يعزز الجانب التنافسي الإيجابي بين المدارس ومكاتب وإدارات التعليم. إضافة إلى أنه تم تطوير هذه الاختبارات وفقا للمناهج العامة والكتب المدرسية، في مجالات: الرياضيات، والقراءة والعلوم، استنادا إلى المعايير الوطنية والمعايير الدولية، سعيا إلى تعزيز الجاهزية للمشاركة في الاختبارات الدولية، مما يسهم في رفع مستوى التعليم وتحسينه على المستوى الوطني والدولي.

ومن ناحية أخرى، تساعد اختبارات نافس الآباء والأمهات للحصول على معلومات قيمة عن مدارس أبنائهم، فهي توفر لهم قياسا دقيقا لمخرجات المدرسة في مواد: القراءة، والعلوم، والرياضيات، إضافة إلى المهارات الأساسية. كما تمكنهم من تحديد مدى تفوق مدرسة أبنائهم مقارنة بالمدارس الأخرى، والتعرف على المدارس المميزة، مما يساعد أولياء الأمور للوصول إلى فهم أعمق لمستوى التعليم في مدارس أبنائهم.

ولضمان تنفيذ الاختبارات في المدارس بالجودة المطلوبة، علينا أن نعمل معا كتربويين في نشر ثقافة هذه الاختبارات الوطنية وتوضيح أهميتها، وكيف يمكن أن تساهم في تحسين جودة التعليم.

وكأولياء أمور في حث أبنائنا لأداء هذه الاختبارات، وتهيئة البيئة المناسبة، ودعمهم النفسي، كونها تعد فرصة لقياس مدى تقدمهم وتحديد نقاط القوة والضعف، مما يساعد في توجيه الجهود نحو تحسين الممارسات التعليمية، وتحقيق التقدم المطلوب.