جرس إنذار
الأحد - 05 مايو 2024
Sun - 05 May 2024
فيلم سعودي تم طبخه على نار هادئة لمدة ثلاث سنوات لينضج ويستوي بأنامل وطنية وكادر محلي وبطولة نسائية مشتركة.
يقول المنتج إن التحدي كان في إيجاد ممثلات سعوديات قادرات على اتقان أدوار البطولة في الفيلم، وقد كان وكانت تأديتهن لأدورهن موفقة لحد كبير.
بالإضافة للاستعانة بأسماء جديدة ووجوه شابه لم يسبق لها التمثيل من قبل، وكذلك كان أداؤهن مفاجأة سارة!
يعتبر الفيلم الأول من نوعه المبني على قصة حقيقة مأساوية الكثير منا يتذكرها وهي حريق المدرسة المتوسطة رقم 31 للبنات في مدينة مكة المكرمة.
هو حريق أتى على مدرسة داخلية للبنات بها 835 طالبة و55 امرأة في 11 مارس 2002.
ذكر بداية أن سبب الحريق كان تماسا كهربائيا، إلا أن تحقيقا من قبل السلطات السعودية ذكر أن إحدى أعقاب السجائر قد تسببت في الحريق إثر إلقائها على مجموعة من الورق.
أدى الحادث إلى وفاة 15 فتاة سعودية في المدرسة، وإصابة آخرين.
وهذا ما تم توظيفه ضمن النص في سياق الفيلم أثناء مجريات التحقيق وعندما كانت الشكوك موزعة على عدد من الطالبات بسبب سجلهن الحافل بالشغب ولرصد مواقف متعددة لهن ثبت فيها التنمر والعداء للفتاة المتوفاة في الفيلم.
وهنا تمكن الروعة في الحبكة الدرامية للفيلم حيث تم الاستفادة في الحدث الأساسي كقالب للجريمة وكمسرح للأحداث التي تدور حول قضية التنمر والتي وفق طاقم العمل في إبراز القضية على السطح وإخراجها من أسوار المدارس وقاعات الصف ووضعها قي بقعة الضوء على شاشة السينما واستخدام كل أدوات القوة للإنتاج السينمائي المؤثر من تصوير وإخراج وموسيقى تصويرية رائعة، ليتم لفت النظر لها بشكل استثنائي.
وهذا ما حصل بالفعل بعد أن عرض الفيلم في السينما وعلى منصة نتفليكس وتم انتشاره بشكل واسع أعاد طرق جرس الإنذار في القلوب والعقول ليوصل رسالة مفاداها أن التنمر قاتل صامت أدوات الجريمة فيه رصاص من الكلمات الجارحة والأفعال المؤذية التي تقتل المتنمر عليه ببطء وإن نجا يكون نصيبه وافرا من العقد النفسية التي تعيش معه وتنمو داخله وتجعل منه شخصية غير سوية وغير مستقرة نفسيا.
تحركت الجهات المعنية بمبادرة جريئة وإيجابية وتحدثت مع القائمين على العمل وشكرتهم على جهدهم المبذول وصرحت بالنية لأخذ الخطوات الرسمية لسن قوانين جديدة صارمة سيتم دراستها واعتمادها لتجرم التنمر وتحد من تفشيه وتقضي على اثاره السلبية على الفرد والمجتمع.
وهنا نكون قد أصبنا الهدف الأسمى من الفن وهو معالجة قضايا المجتمع والارتقاء بالإنسانية وتطوير العقول وتنويرها.