أبرزها "نيوم" السعودية.. كيف يساهم الجيل القادم من المشاريع العقارية في تشكيل المدن؟

مكة-المكرمة
مكة-المكرمة

الخميس - 02 مايو 2024

Thu - 02 May 2024

fb2a626d-70b9-4fbf-bb67-794603bbc59c
fb2a626d-70b9-4fbf-bb67-794603bbc59c

تدشن المملكة العربية السعودية مدينة "نيوم"، التي تضم مجمع "أوكساجون" العائم، كمركز صناعي متطور يعمل بالطاقة المتجددة، والذي يضاهي،

مدينة "سونغدو" المبنية على أرض مستصلحة من البحر الأصفر لكوريا الجنوبية، وكذلك مخطط مؤسسة "بيل جيتس" لبناء مدينة "بلمونت" في صحراء أريزونا، وتعد هذه الخطوة من الحكومات لمواجهة تحديات التغير المناخي والبنية التحتية، وفي ذات الوقت تساهم المشاريع العقارية بإعادة تصور وبناء مدن ذكية تعالجها.

*إعادة تعريف مفهوم المدينة*

وعلق "مارون ديب"، رئيس خدمات المشاريع والتطوير في "جيه إل إل" السعودية والبحرين، على تصميمات المدن الجديدة ، قائلا: "هي تصمم وفقًا لتوجهها والغرض الرئيسي منها، كـ الاستدامة، التعليم، السياحة أو الترفيه. وهو ما يعيد تعريف مفهوم المدينة!، لذا نجدنا مدفوعين للتفكير بشكل مختلف ومعتمدين على حلول مبتكرة لتنفيذ مدن تلبي احتياجها".

وأضاف "مارون": "في أنحاء أوروبا، واجهت المناطق القائمة مثل "لا ديفونس" في باريس، مجموعة من التحديات، أثناء وضع خطط تجديدها؛ بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية وصولاً للحياد المناخي. وهذا ليس مستغربًا لمشروع في مدينة قائمة ذات بيئة معيشية مزدحمة. بالمقابل تمتلك المواقع الجديدة غير المبنية حرية ذات تحديات خاصة، ليس أقلها إدارة التوقعات حول فن الممكن".

*الحفاظ على الطراز والتراث*

وأوضح "مارون" أن إنشاء مشروع مركز تجاري جديد متعدد الاستخدامات كمثال في إحدى المدن السعودية التاريخية، يستوجب استخدام مواد محددة للحفاظ على الطراز المعماري التقليدي المبني من طوب اللبن المعزز بتقنيات عزل متقدمة، قادرة على تحمل أسوأ الظروف البيئية والمناخ المحلي؛ ومصممة لتشجيع التفاعل بين السكان.

كما أشار إلى أهمية انعكاس العوامل الثقافية في المساحات العامة المخصصة للصلاة والتواصل الاجتماعي، فضلاً عن الواجهات التي تسهل نفاذ الضوء الطبيعي مع الحفاظ على الخصوصية الداخلية. إضافة إلى تلبية معايير الترفيه المتطورة من خلال المسرح المدرج، والفنادق الفاخرة، ومرافق الطعام المتميزة.

والتركيز على التفاصيل

تتجلى ضرورة توضيح الربحية والاحتياجات الاجتماعية والبيئية المحلية؛ عند التعامل مع مشاريع ضخمة متعددة السنوات، كونها تتطلب عشرات آلاف المقاولين، عبر توفير بيانات شاملة ودراسات جدوى أولية، ومن خلالها تحدد مشكلات محتملة لسلاسل التوريد، كمصادر المواد المحلية، مما يضمن تكلفة أفضل.

*استخدام التكنولوجيا في المشاريع*

ونوه "مارون ديب"، إلى استخدام "جيه إل إل" التكنولوجيا طيلة دورات حياة مشاريعها، لاتخاذ قرارات ذكية قائمة على البيانات الدقيقة، باستخدام عمليات مسح ثلاثي الأبعاد للمباني القائمة لإنشاء نماذج "توأمة رقمية" مفصلة، لتصور كيفية تناسب الهياكل الجديدة مع البيئة المحيطة الحالية.

*مشروع متعدد الاستخدامات في الرياض*

وأكمل: "تعمل "جيه إل إل" حاليًا في بناء مشروع متعدد الاستخدامات في العاصمة الرياض، بالإضافة لسلسلة من القصور التاريخية والثقافية، معتمدةً على المسح بالليزر ثلاثي الأبعاد؛ ليمكنها من مراقبة عملية تقدم البناء الفورية والإبلاغ المبكر عن المشكلات، فضلاً عن تحسين الصحة والسلامة في الموقع.

التعاون يساعد على إنشاء مدن بلا حدود

ويأتي التعاون مع القطاع الخاص كعامل حاسم في تأمين الأراضي العامة للتنمية الخاصة، رغم العديد من المشاريع التي تمولها الحكومة، وفي الشرق الأوسط، سهلت القوانين الجديدة على مقاولي القطاع الخاص إنشاء مقار إقليمية، تعزز من مهارات وقوة العمالة المتاحة للأعمال".

*توقعات بنمو سوق البناء في المملكة*

وعقب "مارون" في هذا الصدد: "أدركت الحكومة أن الاستثمار الخاص والتعاون بين القطاعين العام والخاص أمران حيويان لتحقيق مبادراتها الجريئة". وبدأت هذه الرؤية تؤتي ثمارها، بفضل التنويع الاقتصادي، وعليه من المتوقع أن يشهد سوق البناء والتشييد في المملكة العربية السعودية نموًا بنسبة 4% (بمتوسط معدل نمو سنوي) بين عامي 2024 و2027م."

واختتم "مارون" حديثه: "تستمر هذه المشاريع الرائعة في ريادة التقنيات الجديدة والأفكار الجديدة؛ بهدف تحسين جودة الحياة وتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية والتعليم وغيرها من البنى التحتية الاجتماعية".

والجدير بالذكر محاولة المشاريع الرائدة إرساء معايير جديدة للعقارات الحضرية، مع تقديمها لحياة أكثر استدامة في المدن، وخير مثال هنا مشروع "ذا لاين" في "نيوم"، والذي يتجنب الطرق والسيارات؛ لتوفير بيئة خالية من الانبعاثات.