غزة ترتوي بدماء 44 ألف شهيد

6 دول عربية تصيغ ورقة الفرصة الأخيرة وتمنح القاهرة الضوء الأخضر للتفاوض مع جميع الأطراف
6 دول عربية تصيغ ورقة الفرصة الأخيرة وتمنح القاهرة الضوء الأخضر للتفاوض مع جميع الأطراف

الثلاثاء - 30 أبريل 2024

Tue - 30 Apr 2024

فيما يترقب العالم بحذر نتائج محادثات «الفرصة الأخيرة» بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني الفلسطيني ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 44 ألفا، في ظل وجود أكثر من 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت أنقاض مئات البنايات المدمرة في قطاع غزة منذ بدء العدوان، ولم تتمكن الطواقم المختصة من انتشال جثامينهم.

ويعني هذا الرقم أن ما يقارب 125 ألفا سقطوا بين موتى ومصابين، بسبب القصف الإسرائيلي الغاشم على القطاع المحاصر، بينما وصل المتضررون من الحرب الدائرة إلى 2.3 مليون شخص يمثلون إجمالي سكان غزة. ومع تصاعد المظاهرات في الجامعات الأمريكية ضد الحرب المجنونة التي أكلت الأخضر واليابس في فلسطين، رفع فلسطينيون يشعرون بالقهر والخوف لافتات تحمل دعوات صادقة بنجاح المفاوضات هذه المرة، حتى ينجو بأبنائهم ونسائهم من الموت.

10 آلاف فقيد
كشف بيان صحفي أورده المركز الفلسطيني للإعلام، أن «10 آلاف مفقود على الأقل غير مدرجين في إحصاء الشهداء التي تصدر عن وزارة الصحة، بسبب عدم تسجيل وصول الجثامين للمستشفيات، وبالتالي يتجاوز عدد الشهداء أكثر من 44 ألفا». وأكدت المديرية، أن «طواقم تواصل القيام بواجبها الإنساني تجاه أبناء شعبنا وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 200 يوم، رغم حالة العجز الكبير التي وصلت إليها على صعيد نقص المعدات والمركبات والآليات اللازمة، للبحث عن المفقودين تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة بفعل استهداف الاحتلال، وتدميره للآليات الثقيلة والبواقر منذ الأيام الأولى للعدوان». وأشارت إلى «فقدان آلاف المواطنين حياتهم نتيجة تعذر الوصول إليهم وإنقاذهم من تحت أكوام الركام، منذ بدء العدوان وحتى اليوم.
إكرام الشهداء
قالت المديرية إنها «تلقت كثيرا من النداءات من الأهالي وفرق شبابية متطوعة، لمساندة جهود ومبادرات فردية في محاولات استخراج جثامين الشهداء في عدد من المنازل والبنايات السكنية التي مضت على تدميرها أشهر عدة، من أجل إكرام الشهداء، بدفنهم بدلا من بقاء جثامينهم تحت الأنقاض». وأشارت إلى أن «طواقمها شمال غزة شرعت في هذه المهام، بمساندة الأهالي والفرق المتطوعة بما يتوافر من أدوات يدوية بسيطة، ورغم ما تعرضت وتتعرض له الطواقم من تناقص في الكادر البشري، وشح في الإمكانات والمعدات، وانعدام تام للآليات الثقيلة اللازمة لهذا الغرض، حيث تمكنت من انتشال عدد من جثامين الشهداء وقد تحللت بشكل كامل». وشددت على أنه «مع عدم توافر المعدات الثقيلة كالبواقر والحفارات، ستبقى هذه الجهود غير كافية ولا تسد الحد الأدنى من الاحتياجات اللازمة لانتشال جثامين آلاف الشهداء».

اتساع الرقعة
اتسعت رقعة الألم في الساعات الماضية، إذ استشهد 24 فلسطينيا وأصيب العشرات بجروح، في قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية. وأفادت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، بوصول جثامين 24 شهيدا جرى انتشالهم من منازل تعرضت لقصف إسرائيلي في أحياء عدة بمدينة رفح، والتي شهدت تصعيدا في عمليات القتل بحق الفلسطينيين أسفرت في أقل من 3 أيام عن استشهاد أكثر من 120 فلسطينيا وإصابة المئات، وذلك بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الإنسانية لنحو مليون ونصف المليون نازح فلسطيني بالمدينة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 34 ألفا و535، إضافة إلى 10 آلاف مفقود، وما يقارب 78 ألف مصاب، وأكدت أن العدوان المستمر يزيد من عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

ضحايا غزة حتى أمس:
  • 34,535 شهيدا
  • 10,000 مفقود
  • 77,704 مصابين
  • 207 أيام من العدوان

توكيل مصر
أوكلت السعودية والدول الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة، لمصر، مهمة السعي في تنفيذ ذلك الاقتراح، على أن يبدأ من هدنة وصفقة تبادل وينتقل تدريجا إلى إقامة دولة فلسطينية.
وبدأت مصر مساعيها في بلورة مسودة اتفاق أطلق عليه إعلاميا «الفرصة الأخيرة»، وصاغت مقترحها بناءً على جميع جولات المحادثات السابقة التي قادها الوسطاء، ووضعت بنوده حسب شروط «حماس» وإسرائيل، على حد سواء، وعرضته على السداسي العربي، الذي وافق عليه ومنح القاهرة الضوء الأخضر للعمل مع الأطراف لإنجاحه.
وتقوم «الفرصة الأخيرة» التي وجدت تأييدا لا محدودا من السعودية والولايات المتحدة، وقبولا من إسرائيل، فيما لا يزال الرد الحمساوي غير واضح، على 3 مراحل: الأولى، وقف الاستعدادات للقيام بعملية عسكرية في رفح. الثانية: صفقة تبادل أسرى وعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية. الثالثة: تتضمن وقف إطلاق النار لعام، ويكون ذلك أساسا لبدء محادثات سياسية لإقامة دولة فلسطينية.

تكدس الجثامين
قدرت المديرية أن «العمل بهذه الآلية البدائية سيستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام، خاصة أن مسؤولين أمميين قدروا أن قصف الاحتلال خلف ما لا يقل عن 37 مليون طن من الأنقاض والركام في جميع محافظات قطاع غزة»، ونبهت إلى أن «استمرار تكدس آلاف الجثامين تحت الأنقاض بدأ يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، ولا سيما مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة الذي يسرع في عملية تحلل الجثامين». وجددت المديرية العامة للدفاع المدني مناشدتها لجميع الجهات، للتدخل العاجل والضغط باتجاه السماح بإدخال المعدات الثقيلة اللازمة، لتمكينها من إنقاذ حياة المصابين بفعل القصف الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكذلك استخراج جثامين القتلى التي تتحلل تحت الركام، وباتت تتسبب في كارثة صحية جديدة للسكان.

فرصة أخيرة
يحبس سكان غزة أنفاسهم انتظارا لنتائج محادثات «الفرصة الأخيرة»، ويأملون في أن ينجح السداسي العربي في الضغط على طرفي الحرب، للتوصل إلى مسار هدنة يقود إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعلى أحر من الجمر يراقب النازحون أخبار عودتهم إلى بيوتهم ليتنفسوا الصعداء.
وقد شملت الورقة السياسية العربية التي صاغتها: (السعودية، مصر، الأردن، الإمارات، قطر، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية)، أساسا لحل لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، وتضمنت أيضا مسارا واضحا لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من طريق إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وتقوم الورقة السياسية العربية على أساس المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها السعودية عام 2002، وهدفها إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا، ووجدت تلك المبادرة في ذلك الوقت قبولا دوليا، فهي أفضل الحلول المطروحة لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.