بشرى فيصل السباعي

أهمية اعتصامات الطلاب بأمريكا المؤيدة للفلسطينيين

الثلاثاء - 30 أبريل 2024

Tue - 30 Apr 2024

خلال هذا الأسبوع سادت الشاشات أخبار الاعتصامات الطلابية التي قام بها طلاب الجامعات الأمريكية العريقة وأيضا طلاب بعض الجامعات الاوربية في تطور كان مفاجأ وغير متوقع، ونتج عنه مضاعفة الزخم الشعبي الغربي والعالمي الى درجات غير مسبوقة في تأييد القضية الفلسطينية وهدف إقامة دولة فلسطينية.

هذه فرصة لن تتكرر لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية وإلغاء الحصار والسياسات الإسرائيلية القمعية التي تجعل حياة الفلسطينيين جحيما يوميا من التعرض للأذية والاذلال وتعطل المصالح على المعابر الأمنية الإسرائيلية ونقاط التفتيش بالإضافة لهجمات المستوطنين ومصادرة الأراضي الفلسطينية لإقامة المزيد من المستوطنات عليها، والفلسطينيون كانوا مفتقرين لأي ورقة ضغط تجبر إسرائيل على منحهم حقوقهم المشروعة، ولذا عقود من المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين لم تؤد لتحسن يذكر في نوعية حياة الفلسطينيين، والعمليات التي تقوم بها الجماعات الفلسطينية ضد إسرائيل يعتقد القائمون عليها أنها يمكن أن تكون وسيلة ضغط على إسرائيل لتقدم تنازلات لهم تحسن نوعية حياتهم، لكن ثبت أنها لم تثمر في الضغط على إسرائيل، وأمريكا الراعي الرسمي للمفاوضات بين إسرائيل والعرب تبين أنها جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل بتزويدها إسرائيل بالأسلحة وحمايتها بالفيتو من مواجهة المسؤولية القانونية عن جرائم الحرب التي تقترفها في حق الفلسطينيين والتأييد المفتوح للإدارة الأمريكية لنتنياهو في جرائم الحرب التي يقترفها بحق أهل غزة.

الموقف الأمريكي لا يحتاج تحليلا سياسيا لأن دافعه ليس سياسيا؛ فدافعه العنصرية العرقية الغربية التي ترى إسرائيل امتدادا للعرق الأبيض وفضائله وللمنظومة الاستعمارية الغربية، وتسقط كل أنواع الوصمات العنصرية الدونية على خصومها وتشيطنهم في نظر العالم وتجعل لا قيمة لحياتهم وحقوقهم.

الآن هذا الزخم الشعبي الغربي غير المسبوق يمثل أول وأهم ورقة ضغط لدى الفلسطينيين ضد إسرائيل بخاصة مع إعلان عدد من الدول الغربية استعدادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، يجب عدم إضاعة هذا الزخم الدولي أو أضعافه بتصرفات قد تفقد الفلسطينيين التعاطف الدولي، ومن مصلحة كل العرب أن تستقر الأوضاع في منطقتهم، ولا يمكن أن تستقر إلا بتسوية منصفة للفلسطينيين تتضمن إشراك جميع الجماعات الفلسطينية في مفاوضات التسوية؛ لأن العيب الأساسي في المفاوضات التي استمرت لعقود بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين أنها لم تشرك معها بقية الجماعات الفلسطينية؛ ولذا اعتبرت بقية الجماعات الفلسطينية أن عملياتهم ضد إسرائيل هي الوسيلة الوحيدة ليحصلوا على مقعد على طاولة المفاوضات، لكن نتج عن تلك العمليات المزيد من المعاناة للفلسطينيين.

وللأسف فإن الفلسطينيين سبق وأن ضيعوا الزخم الدولي المؤيد لهم أكثر من مرة وبخاصة إبان الانتفاضة الثانية 2000م؛ لذا سيكون في مصلحة جميع العرب أن يساعدوا الفلسطينيين على إدارة ملف المفاوضات مع إسرائيل وملف التأييد الشعبي والرسمي الدولي حتى يمكنهم الحصول على اعترف أكبر عدد ممكن من الدول الغربية، بالإضافة بالطبع لإيقاف الحرب على غزة والسماح بدخول المساعدات بشكل غير مقيد ودخول مواد الإعمار لأن إسرائيل حتى قبل الحرب الحالية كانت تمنع دخول مواد البناء إلى غزة.